جامعة إب تمنح الباحث عبدالغني الجهيزي درجة الدكتوراه في اللغة العربية.
حصل الباحث عبدالغني عبده يحيى الجهيزي، على درجة الدكتوراه في اللغة العربية من جامعة إب، والموسومة بـ “تلقي شعر النقائض جرير _الفرزدق_ الأخطل” دراسة في نقد النقد.
وخلال المناقشة التي احتضنتها قاعة الوحدة، بجامعة إب، الأربعاء، أشادت لجنة الحكم والمناقشة المكونة من الأستاذ الدكتور طاهر سيف المخلافي- رئيسا ومناقشا داخليا، والأستاذ الدكتور نجيب الورافي- عضوا ومناقشا خارجيا جامعة ذمار، والأستاذ الدكتور علي السمحي- عضوا ومشرفا، بجهود الباحث، ومنحه درجة الدكتوراه في اللغة العربية بتقدير امتياز.
وهدفت الدراسة إلى تسليط الأضواء على الدراسات التي تناولت شعر النقائض واستكناه مضامينها النقدية، وسبر أغوارها وفقا لإجراءات نقد النقد، وما أسهمت به نظرية التلقي في هذا الحقل، فضلاً عن معرفة صور وأنماط التلقي من خلال السيرورة التاريخية، وأخيراً الكشف عن الموجٍّهات والأهداف الظاهرة والمضمرة لدى كل باحث في الاشتغال النقدي على النصوص المدروسة، ومدى مواءمة المنهج النقدي لدراسة ذلك الخطاب.
واشتملت الدراسة عل أربعة فصول مسبوقة بمقدمة، ومتبوعة بخاتمة لأهم الاستنتاجات، وهو تقسيم مبني وفقاً لما جاء به تودوروف للقراءات مع إضافة القراءة الانطباعية بحسب ما تقتضيه الدراسة، فجاء الفصل الأول بعنوان: القراءة الانطباعية، ويُعنى بأهم القضايا النقدية القديمة، وهو في ثلاثة مباحث جاء الأول في، أحكام الاستحسان والاستهجان للّفظ والمعنى، فيما عني الثاني بـ الاتهام بالسرقة ونفيها، واختص الأخير بأحكام التفضيل.
فيما تناول الفصل الثاني: القراءات التي قيلت حول شعر النقائض بغية شرحها، وتفسيرها، وتقريب معانيها، ومفهومها من المتلقي، فجاء بناء على ذلك في ثلاثة مباحث هي: قراءة الشروح (شروح الدواوين)، وقراءة الشاهد، والقراءة التعليمية.
وحمل الفصل الثالث عنوان: القراءة الإسقاطية؛ ويُعنى بالقراءات التي عالجت شعر النقائض وفقاً للمناهج الإسقاطية (السياقية) فتشكلت مباحث هذا الفصل وفقا لها، وهي: القراءة التاريخية، والقراءة الاجتماعية، والقراءة النفسية، وحمل الفصل الرابع عنوان: القراءة الشعرية واللسانية، وجاء في ثلاثة مباحث هي: القراءة الأسلوبية، والقراءة التناصية، والقراءة التداولية.
وخلصت الدراسة إلى عدد من النتائج منها: قارب تلقي شعر النقائض مختلف الزوايا والمجالات، اللغوية، والبلاغية، والدينية، والمعرفية، بغض النظر عن عمقيته أو سطحيته، مع ما جاء من تفاوت فيما بينهما.
انطلقت عملية التلقي في القراءة الانطباعية من أفق عام هو أفق ذاتي عصبوي وصف النقاد من خلاله الظواهر النقدية من جانب موضوعي ذوقي، فجاءت هذه الأحكام ركيكة نتيجة غياب النقد المنهجي الذي يضبط عملية القراءة الواعية، فسارت قراءات النقاد نتيجة لذلك تتشعب بين المغالاة والتعصب والتحيز من جهة ومجافاة الوعي النقدي من جهة أخرى.
جاءت القراءات الشارحة امتدادا متطوراً للأفق الذاتي (العصبوي) من ناحية السير وفقاً لمسارات النقد الانطباعي، من حيث تنوع مجال واتجاهات الدراسة، بين: الشروح، والشاهد، والتعليمية، وسياقياً فإن شعر النقائض بحاجة لمزيد من الدراسات التي تقاربه من الناحية الإسقاطية.
انطلق التلقي في القراءات الشعرية من أفق حداثي يفكك النص الشعري إلى وحدات لغوية، ثم إعادة بناء هذه الوحدات ومعرفة ما تحتويه، وتضمره من جهة، وسبر أغوارها من جهة أخرى، وقد استطاعت هذه القراءات أن تكشف في نصوص النقائض أبعاداً فنية متعددة، وما يضمره من دلالات رمزية، وانزياحات أسلوبية، وأفعال توجيهية.
حضر المناقشة رئيس جامعة إب الأستاذ الدكتور نصر الحجيلي، ونائبه للشؤون الأكاديمية الأستاذ الدكتور عبدالله الفلاحي، وأمين عام الجامعة الأستاذ عبدالملك السقاف، وعميد كلية الآداب الدكتور عارف الرعوي، ونائبه الدكتور علي بركات، وعدد من أكاديميي جامعة ذمار، وزملاء وأقارب الباحث.