بعد الكشف عن جرائم السعودية بحق المهاجرين.. موقع فرنسي: لماذا لم تثر جرائم صديق فرنسا غضباً عالمياً؟
سلط موقع “كونتر أتاك” الفرنسي الضوء على جرائم النظام السعودي المروعة بحق مئات المهاجرين الإثيوبيين على الحدود مع اليمن، متسائلا لماذا لا تثير هذه الجرائم غضب الغرب، وذلك في تقرير حمل عنوان “السعودية: الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها صديق فرنسا”.
وأوضح الموقع أن منظمة “هيومن رايتس ووتش” وثقت في تحقيقها جرائم جماعية عنصرية مروعة ارتكبها أفراد عسكريين سعوديين ضد المدنيين ومن المتوقع أن يصل عدد الضحايا إلى المئات بين مارس 2022 ويونيو 2023، مشيرة إلى أن التحقيق يستند إلى روايات الناجين الإثيوبيين الذين حاولوا دخول السعودية عبر اليمن، وصور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو والصور المنشورة على شبكات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى مصادر أخرى.
وبحسب التحقيق، سأل حرس الحدود السعوديون الإثيوبيين “أي جزء من أجسادهم يفضلون إطلاق النار عليه”، وتوصف مشاهد الرعب على النحو التالي: “نساء ورجال وأطفال متناثرون في المناطق الجبلية، مصابون بجروح خطيرة” أو قتلى. تقول امرأة: “رأيت رجلاً يستغيث، وكان قد فقد ساقيه”، ولكن “لم نتمكن من مساعدته لأننا كنا نركض لإنقاذ حياتنا”.
وأشار الموقع إلى أن آلاف الإثيوبيين يعملون في السعودية ويسافرون على طول طريق يربط القرن الأفريقي بالخليج عبر اليمن، لافتة إلى أن اليمن نفسها في حالة حرب لأكثر من 8 سنوات، وتقصفها السعودية بانتظام.
وتسائل الموقع الفرنسي في تقريره الذي حمل عنوان “السعودية: الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها صديق فرنسا” هل أثار الكشف عن مثل هذه الجرائم ضد الإنسانية غضباً عالمياً؟ أو إدانة شديدة للسعودية؟ وقال “مستحيل” أن يتم ذلك، “لا يزال “التحقيق” مفتوحاً، بالشراكة مع دول الخليج الغنية ذاتها، ولا يبدو أن هناك أي خطط لفرض عقوبات”.
وأضاف خلال الأيام القليلة المقبلة: سوف يُنسى بلا شك تحقيق “هيومن رايتس ووتش”، وستبتلعه وفرة من المعلومات الجديدة، لسبب وجيه، تعتبر السعودية دولة “صديقة” لماكرون.
ونوه التقرير إلى أنه في يوليو 2022، “تمت دعوة دكتاتور هذه الملكية النفطية وسط ضجة كبيرة إلى الإليزيه، وقد تم بالفعل استقبال محمد بن سلمان هناك من قبل، وقبل ذلك سافر ماكرون نفسه إلى السعودية، محاطًا برؤساء صناعة الأسلحة للقيام بزيارة مجاملة له”.
السعودية من دعاة الحرب وضحاياها في اليمن بمئات الآلاف
وأوضح التقرير أن السعودية هي أيضا من دعاة الحرب، موضحا أنه في 25 نوفمبر 2021، قدرت الأمم المتحدة عدد ضحايا الحرب في اليمن بنحو 377 ألف شخص خلال سبع سنوات.
وبين أن الأسلحة التي تستخدمها السعودية، وخاصة الطائرات التي تقصف السكان، تأتي من فرنسا، مؤكدا أن هذا النظام أيضًا حليفًا استراتيجيًا للولايات المتحدة. مضيفا “نحن لا نلمس “الأصدقاء” الذين تغطي أيديهم الدماء”.
وأشار الموقع الفرنسي إلى جرائم النظام السعودي داخل البلاد نفسها قائلا “إن السعودية تعد واحدة من أكثر الأنظمة عنفًا على هذا الكوكب: فهي دكتاتورية دينية لا هوادة فيها بنت ثروتها الهائلة على الدمار الكوكبي. على سبيل المثال، في مارس 2022، أعدمت السعودية 81 شخصًا في يوم واحد، هذه الدولة هي الأخيرة في العالم التي تنظم رسميًا عمليات قطع الرؤوس بالسيوف وفي الأماكن العامة”، مضيفا “أن النظام السعودي قتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي عام 2018 في تركيا. وقيل إن الصحفي المقتول قد تم “تقطيع أوصاله” في سفارة السعودية على يد عملاء النظام.
تضليل الرأي العام العالمي من خلال الرياضة والدعاية
وقال موقع “كونتر أتاك” إن الأمر لا يقتصر على أن السعودية ليست منبوذة من المجتمع الدولي، بل إنها تحاول فرض بصمتها على أذهان الناس، على سبيل المثال من خلال شراء لاعبي كرة قدم مشاهير بأسعار باهظة.
وأضاف “بينما انكشفت المجازر التي ارتكبت بحق الإثيوبيين، وصل اللاعب نيمار على متن طائرة بوينغ خاصة استأجرتها الديكتاتورية، واحدة من أكبر وأفخم الطائرات في العالم، حيث تحتوي على غرف نوم وحمام خاص وحتى قاعات مؤتمرات، وسيتقاضى البرازيلي عشرات الملايين من الدولارات، وسيمتلك فيلا وخدما، ومثل اللاعبين المشاهير الآخرين الذين اشترتهم البلاد، فهو رمز للقوة، ويفتح النظام من أجله وسائل غير محدودة”.
وخلص الموقع إلى “أن السعودية دولة غنية للغاية، ومتحالفة مع الغرب، وتريد الآن “تضليل” الرأي العام العالمي من خلال الرياضة والدعاية”.
وتابع: إن دولنا “الديمقراطية” المزعومة تستعين بمصادر خارجية للعنصرية وقتل المنفيين في الدول العربية، مشيرا إلى أن الغرب يغض الطرف عن مجازر السعودية لأنها تشتري منه السلاح.
وختم التقرير الفرنسي بقوله “لو أن محكمة دولية في يوم من الأيام حكمت على هذه الجرائم ضد الإنسانية، لكانت بلداننا تقف على منصة المتهمين بتهمة التواطؤ”.