الخبر وما وراء الخبر

ليندركينغ يعود إلى المنطقة لتعزيز “تعنت” دول العدوان وعرقلة جهود الوسطاء

7

في إطار الإصرار الأمريكي المستمر على عرقلة جهود السلام والدفع نحو مواصلة العدوان والحصار وحرمان الشعب اليمني من ثرواته الوطنية، أعلنت الخارجية الأمريكية، الاثنين، أن مبعوث البيت الأبيض إلى اليمن، تيم ليندركينغ، توجـه إلى منطقة الخليج، ضمن جولة جديدة يتوقع مراقبون أن تواصل فيها واشنطن الحيلولة دون معالجة الملف الإنساني وتنفيذ مطالب اليمنيين، خصوصاً وأن ليندركينغ نفسه كان قد صرح قبل أيـام بأن بلاده ترفض صرف مرتبات الموظفين.

وزعمت الخارجية الأمريكية أن زيارة المبعوث ليندركينغ تأتي في إطار “دعم جهود السلام”، لكن مجريات الهدنة وفترة خفض التصعيد أثبتت بشكل واضح أن مهمة ليندركينغ هي عرقلة معالجة القضايا الإنسانية المتمثلة بـ: فتح الموانئ والمطارات وصرف مرتبات الموظفين من إيرادات النفط والغاز.

وأكـدت صنعاء في وقت سابق أن ليندركينغ عمل في كـل جولاته خلال الأشهر الماضية على منع إحراز أي تقدم، وخصوصاً في ملف المرتبات الذي كانت جهود الوسطاء قد توصلت فيه إلى تفاهمات جيدة، أعاقها المبعوث الأمريكي.

ووصف الرئيس المشاط، المبعوث الأمريكي في وقت سابق بـ”بومة الشؤم”؛ تعبيراً عن الدور السلبي الذي يلعبه؛ لعرقلة جهود السلام.

ولا يخفي ليندركينغ نفسه حقيقة المهمة الموكلة إليه، إذ تتضمن تصريحاته دائماً تأكيدات واضحة على أن الولايات المتحدة ترفض تماماً صرف مرتبات الموظفين من إيرادات النفط والغاز، ومعالجة بقية قضايا الملف الإنساني، ففي تصريح سابق وصف المبعوث الأمريكي مطالب فتح الموانئ والمطارات وصرف المرتبات بأنها “مستحيلة” و”غير واقعية”، وقبل أيـام زعم أن حصول الموظفين على رواتبهم “مسألة معقدة تهدد مستقبل البلد”.

وفي تصريح آخر، أكـد المبعوث الأمريكي على أن بلاده تصر على ربط ملف المرتبات باشتراطات مسبقة كالتفاوض مع المرتزقة بدلاً عن التفاوض مع دول العدوان؛ وهو ما يعتبر التفافاً واضحًا على محددات وثوابت السلام.

ووفقاً لهذه التصريحات؛ فــإن الزيارة الجديدة للمبعوث ليندركينغ إلى المنطقة تعتبر بمثابة مؤشر سلبي إضافي، خصوصاً في ظل استمرار خضوع دول العدوان للتوجيهات والرغبات الأمريكية.

وكان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، قد أشار في خطابه الأخير إلى أن دول العدوان وعلى رأسها السعودية، ما زالت تصر على تنفيذ الأجندة والمخططات الأمريكية والبريطانية، برغم إدراكها لثقل كلفة استمرار العدوان والحصار، مؤكـداً أن صنعاء لن تسكت إزاء استمرار هذا الوضع.