مسيرة كبرى بالعاصمة صنعاء إحياءً لذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام
شهدت العاصمة صنعاء، عصر اليوم السبت، مسيرة جماهيرية كبرى إحياءً لذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام تحت شعار “بصيرة وجهاد”.
ورفعت الحشود الجماهيرية، الشعارات واللافتات المؤكدة على مواصلة الصمود والثبات والتضحية والمُضي على نهج الإمام زيد -عليه السلام- وثورته في مواجهة قوى العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، وجرائمها بحق الشعب اليمني ونهب ثرواته.
وأكدت الحشود الاقتداء بالإمام زيد بن علي عليهما السلام، والسير على المبادئ والقِيم التي ضحى من أجلها لنصرة الحق والدين وتصحيح واقع الأمة، والدفاع عن المستضعفين ومقارعة الظالمين والطغاة.
واعتبر المشاركون في المسيرة، إحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد محطة إيمانية تعبوية للأمة، لتعزيز وحدة الصف، والوقوف في وجه طواغيت العصر والمستكبرين، مهما كانت التضحيات.
وأشاروا إلى أن حليف القرآن الإمام زيد عليه السلام، حمل راية الحق -في زمن السكوت- ضد الظلم والباطل، وجسّد بثورته معاني الجهاد والتضحية، والتحرك في سبيل الله.
وشددوا على أن الشعب اليمني ماضٍ في ثورته ضد قوى الطغيان والاستكبار وأعداء الأمة والدين ومقدساته، اقتداءً بالإمام زيد وثورته ضد الطغاة والظالمين، مؤكدين أن إحياء هذه الذكرى تجسيدا للارتباط بالإمام زيد والمنهج الذي تحرك من أجله.
وفي المسيرة، أكد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، أن أبناء الشعب اليمني بمواقفهم المشرفة والبطولية والمستمرة والثابتة، عبروا عن حقيقة إيمانهم بالله وكتابه وبرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبتهم لله ورسوله ولأهل بيته.
وأشار إلى أن الشعب اليمني يحيي هذه المناسبات ويعبر بصدق عن وفائه لله وكتابه ورسوله وأهل بيته، وإنه بإحيائها لا يحيي مناسبات طائفية ولا مذهبية ولا عنصرية، بل يحيي الدين العظيم في النفوس، ويجدد التمسك بمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقال العلامة شرف الدين: “إننا حين نحتفل ونقيم مثل هذه المناسبة إنما نعلي من منار وشأن الإسلام ونكرس في نفوسنا تلك المبادئ والقيم التي جاء من أجلها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ونزل من أجلها القرآن وضحى من أجلها صحابة رسول الله وأئمة أهل بيته عليهم السلام”.
وأضاف “اليوم يحرق كتاب الله مرارا وتكرارا على مرأى ومسمع العالم، وولاة الأمر لم يفعلوا شيء ولم يحركوا ساكنا ولم يجيدوا سوى الإدانة والشجب والاستنكار لا غير، وفي نفس الوقت يطبعون مع اليهود والنصارى، ويستقبلون السفير السويدي الذي في بلاده أُحرق القرآن الكريم وانتهكت المقدسات الإسلامية وجرحت مشاعر المسلمين في أرجاء الكون ولن يفعلوا شيئا”.
وأكد مفتي الديار اليمنية، أنه عندما سكتت الأمة على انتهاك كتاب الله وترك عترة رسول الله، ضاعت الأمة وهانت وذلّت وانتهك العالم حرماتها.
وتابع “أصيبت الأمة في مقتل حين تركت مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا ما جعل الإمام زيد بن علي عليه السلام أن يخرج”.
ولفت إلى أن أمريكا بعد عجز أدواتها عن ثني إرادة الشعب اليمني، أتت بجيوشها وأساطيلها لدعم مرتزقتها، لكن هذا الأمر لن يغير شيئا في المعادلة ولن يكسر إرادة الشعب اليمني، مؤكداً أن شعب اليمن انتهج نهج أهل البيت وحبُب في قلبه الجهاد والاستشهاد ولن يركع لغير الله.
وأوضح أن الشعب اليمني بنقاء قلبه وطهارة سريرته ووضوح أمره، حير العالم بصموده الأسطوري، وسيظل يحير العالم حتى يأذن الله بالنصر المؤزر والفتح المبين، لافتا إلى تمسك الشعب اليمني بالمبدأ الذي خرج من أجله الإمام زيد.
وقال مفتي الديار اليمنية: “اليوم ظهر الحق ونحن في زمن الغربلة، انتهكت محارم الله وأحرق القرآن ولم يحرك ولاة الأمر ساكنًا تجاه هذه الجريمة”.
وأشار إلى أنه عندما صرحت كندا بأن السعودية تنتهك حقوق الإنسان قطعت الأخيرة العلاقات معها، وعندما قال وزير الإعلام بلبنان أن الحرب على اليمن عبثية قامت الدنيا في السعودية ولم تقعد، واليوم كتاب الله ينتهك ولم يفعلوا شيئا.
وأكد أن الشعب اليمني سيستمر على نهج محمد صلى الله عليه وآله وسلم ورسالته الواضحة والبينة، مبيناً أن أهل اليمن الذين وصفهم النبي الأعظم بأنهم شعب الإيمان والحكمة ما كانوا كذلك إلا لأنهم تمسكوا بكتاب الله وعترة النبي.
بيان مسيرات ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام، أكد أن الخروج اليوم يعد تعبيرا عن ارتباطنا برموز القرآن وأعلام الهدى كالإمام زيد عليه السلام.
ولفت البيان إلى أنه يجب على الأمة تعزيز ارتباطها بالقرآن، وأن يكون لها موقف تجاه المسيئين للقرآن ورسول الله كموقف الإمام زيد تجاه اليهودي الذي شتم رسول الله.
وبيّن أن من أهم ما تحتاج إليه الأمة هو الوعي والبصيرة مقابل حالة التضليل الرهيبة التي تستهدف الأمة في كل شيء.
وجاء في البيان: “نحن كشعب يمني ومن واقع انتمائنا الإيماني معنيون بأن نتحرك وأن نتصدى لأعدائنا الذين يستهدفوننا بمثل ما كان المجتمع المسلم مستهدفًا به في عصر الإمام زيد”.
ودعا بيان المسيرات أبناء الأمة لاتخاذ موقف حازم وجاد يرقى إلى مستوى المسؤولية تجاه الأعداء فيما يقومون به من إساءة للقرآن الكريم.
ونوه البيان إلى أن أقل ما يمكن القيام به تجاه الدول المسيئة للقرآن هو قطع العلاقات الدبلوماسية والمقاطعة الاقتصادية، وإذا لم يرق الموقف إلى هذا المستوى فإنه تقصير كبير تجاه أهم مقدس من مقدسات المسلمين.
وجدد البيان التأكيد على موقف الشعب اليمني المبدئي تجاه القضية الفلسطينية وسعيه لتعزيز التعاون والتنسيق مع إخواننا المجاهدين في فلسطين ومحور الجهاد والمقاومة وصولًا إلى تطهير فلسطين، مؤكدا أيضا وقوف أبناء اليمن إلى جانب شعوب أمتنا في مظلوميتهم في البحرين وسوريا ولبنان والعراق وإيران وسائر الأقطار الإسلامية.
كما دعا البيان تحالف العدوان إلى وقف عدوانه وحصاره على بلدنا ومعالجة ملفات الحرب في موضوع الأسرى والإعمار، والكف عن المؤامرات الدنيئة الهادفة لاستقطاع أجزاء من البلاد.
وأوضح أنه مع استمرار الحصار ومنع تسليم المرتبات، فإننا نعتبر ذلك عدوانا مكتمل الأركان وشعبنا وقيادتنا وجيشنا لن يقفوا مكتوفي الأيدي وقد أعذر من أنذر.
وخاطب البيان القوات الأجنبية الموجودة في البحر الأحمر وخليج عدن قائلا: “لا تلعبوا بالنار، وإياكم والاقتراب من مياهنا وجزرنا، فإننا سندفّعكم الثمن غاليًا بإذن الله”.
واختتم البيان بدعوة شعبنا العزيز للجهوزية الدائمة لردع الأعداء عن مواصلة أعمالهم، وإنقاذ البلد من شرهم وطغيانهم.