الخبر وما وراء الخبر

تِلْكَ أمَّةُ قَدْ خَلَتْ

7

بقلم// أم وهيب المتوكل

الحقيقة التي عبر عنها الإسلام في قرآنه ، وعبر عنها الأنبياء على مدى التاريخ بكله ، وعبر عنها السائرون في درب الأنبياء من المتقدمين بهم والناهجين نهجهم والمهتدين بهم ؛ فإن من أساس رسالات الله سبحانه وتعالى هو إقامة العدل في الحياة،إصلاح هذه الحياة، إصلاح الإنسان بنفسه في تزكية نفسه, في أن يحمل القيم والأخلاق العظيمة في إصلاح ممارساته في تقديم المشروع الصحيح الذي يحقق من خلاله العدل والارتقاء في واقع الحياة وفي دوره في هذه الحياة كإنسان.

فلم ولن يتحقق للأمة المشروع الصحيح الذي من خلاله يتحقق لها العدل، إلا بالعودة الصادقة لكتاب الله والتمسك العملي بأهل بيت نبيه والاهتداء بهم، والسير في طريقهم والتمسك بمنهجهم ، والاقتفاء بإثارهم ، يقول رسول الله صلوات الله عليه و على آله « إني تاركُ فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا:كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض».

وللاسف الشديد وجدنا أنفسنا بين أمة وصل الضلال ذروته من زعماء محسوبين على الإسلام ،التسلط الأموي شكل خطورةً كبيرهً جداً على الأمة؛ ممارستهم في الأمة شيطانية نفاقية شاذةً عن النهج الإسلامي وعن الفطرة الإنسانية، ونرى المسلمين، صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ
ثم نراهم أصبحوا هم متبعين لأهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً أي متقدمون أضلوا متأخرين ، أضلوا بالأجيال التي تعيش معهم،وأضلوا من بعدهم ! هؤلاء هداة لمن كانوا ويحرصون على هداية من بعدهم أيضاً، أوليس بني سلول امتداد لبني أمية طاغية انجب طاغية ومجرم انجب مجرم .

إذاً هذه المسألة إنما تقال لبني إسرائيل على أساس أنهم مستقبلون لمرحلة جديدة ، نحن هل يقال مثلاً بالنسبة لنا ونحن في وضعية عندما نقول : إنه يجب أن نعرف ونحن نقيم واقعنا بحيث نعرف من أين أتينا ما السبب الذي جعلنا نصل إلى هذه الحالة السيئة ؟ فوجدنا المشكلة بدأت من هناك من بعد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم ، من داخل جيل الصحابة ، ثم يقولون بعد : (تلك أمة قد خلت) وما يزال آثار تلك الأمة إلى الأن شغالين فيها ، ويدعون إليها ويربون على أساسها ، ويثقفون الناس على أساسها ! هذا ليس مقاماً لهذه أن تقول لي : تلك أمة وأنت امتداد لتلك الأمة وأنت مازلت تمثل امتداداً لتلك الأمة.

اذاً مسؤولية الإنسان : هي تحرير الإنسان تحريره من الجهل ، تحريره من الفوضىٰ تحريره من الطغيان ، تحريره من الاستعباد .
وليست المسألة خاصة بشعب دون شعب ، ولا بأمة دون أخرى … إن المؤمنين مسؤولون عن أي ٱنسان في أي مكان، فعليهم أن يبدؤوا المسيرة إلى أية نقطة فيها الجهل ليزيلوه وإلى أية نقطة فيها الفوضىٰ ليبدلوه إلى النظام ، وإلى أية نقطة فيها الطغيان ليحولوه إلى عدل ، ويحرروا الشعوب من عبودية الحكام ، هذه مسؤولية ولا بد من إعداد القوة لها.

لذلك ينبغي في مقدمة إعداد القوة العناية والمعرفة بسيرة وتاريخ رسول الله- صلوات الله عليه وعلى آله وسلم- من خلال القرآن الكريم، والمصادر الصحيحة والدراسة التحليلية ، ثم دراسة ومعرفة سيرة تاريخ الإمام علي ، وفاطمة الزهراء ، والحسن والحسين ، وزين العابدين علي بن الحسين و الإمام زيد، والإمام الهادي ، والشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي سلام الله عليهم أجمعين ، وغيرهم من الأعلام الهداة الذين يجب علينا معرفتهم وتوليهم واتباعهم .

هذه المعرفة الواعية سيكون لها انعكاسها وتأثيرها المتميز على الجانب السلوكي والعملي للبشرية جمعا خاصة في خضم هذه الأحداث والظروف المعاصرة وبصورة أدق، ثورتنا مستمرة.