الخبر وما وراء الخبر

لماذا نحيي ذكرى عاشوراء

8

بقلم// أم وهيب المتوكل

لا شك ما يحصل على الساحة الإسلامية اليوم هو امتدادُ للمعانات التي عانتها الأمة في كل مراحل تاريخها من الطغيان اليزيدي .

نعم غابت القيم والأخلاق من واقع الأمة ؛ نتيجة ذلك الاستهداف لها من الحكم الأموي، من الظالمين بني أمية ، للأسف الشديد غاب جانبين مهماً أنذاك للأمة جانب الوعي والمسؤولية، وكان البديل عنها هو كارثة أمر فضيع جداً البديل هو : تربية الباطل الغدر الظلم الفساد الأطماع الكذب نقص العهود والمواثيق ، إلى غيرها .. قائمة طويلة مفردات كثيرة يمكن أن يحشدها الإنسان ويتحدث بها ليُعبر عن واقع الأمة فيما وصل إليه في الأعم الأغلب، وقد تجلى كثير من ذلك كله في الأحداث التي عصفت بالأمة في عهدهم.

وها هي اليوم الأمة ساء واقعها وتنكرت للغة الحق و المسؤولية والدين، مما أدأ بأعدادها أن تعبث بمقداساتها ما بين احراق وأختراق واحتلال وتضليل وتحريف، على ايادي كثير من زعماء العرب المتمثل بمملكة الفساد والامارات ومن يدور في فلكهم، وذلك بمايخدم سياستهم ومصالحهم الشيطانية.

على الأمة الإسلامية عموماً والشعب اليمني خصوصاً أن يلحظ كيف يجب أن تكون الحسابات الصحيحة ؟ الناس ينسون ويتغافلون ويتجاهلون الأشياء المهمة، عندما تطرأ من الأحداث والمتغيرات، تكون الدوافع لدى الكثير من الناس دوافع سيئة ليس لديه أي معايير قرآنية ولا إيمانية، فلا يُحسب حساب المسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى، ولا يُحسب حساب الموقف للحساب والسؤال يوم القيامة ولا تُحسب حساب مرضاة الله ، وهكذا يبقى المعيار الذي يحسب الإنسان حساباته عليه هو المصلحة الآنية التي هي متاعُ زائل والخسارة بعده كبيرة.

الكل سيسأل عن انتمائه مواقفه مسؤوليته، أمام فساد الظاملين وجبروت المستكبرين أمريكا وإسرائيل ومن تولاهم، الأمة الإسلامية تعيش كل يوم عاشوراء، أوليس يمن الإيمان، قتل أبناؤه رجالاً ونساء وأطفالاً استهدف بكل أشكال الاستهداف بدون قيود ولا حدود ولا ضوابط يلتزم بها المعتدون أو يراعيها أولئك الطغاة المجرمون .

لهذا يجب أن نعرف لماذا نحيي هذه الذكرى في هذا الواقع الذي يعيشه شعبنا في الظروف التي يعيشها، لها أهميتها البالغة ؛ لانها ذكرى لواقع يعيشه، يعيش أجواءه يعيش محنته وهو أيضأ بحكم هويته الإسلامية، وانتمائه للإسلام العظيم شعب حمل وسام الشرف الأعلى حينما قال عنه الرسول _ صلى الله عليه وعلى آله وسلم _فيما روي عنه ” الإيمان يمان والحكمة يمانية”
لهذا نحن بحاجة إلى إحياء هذه الذكرى الأليمة التي لازال آثارها ونتائجها في أمتنا من يوم وقوعها وإلى هذا الزمن ، وإحيائنا لها هو واحد من تعابير حبنا وولائنا وارتباطنا بسيد الشهداء الذين قال فيه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «حسينُ مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسين ، حسينُ سبطُ من الأسباط».

وهو أيضأ واحد من تعابير ارتباطنا بالمنهج والرؤية والموقف التي تَحرَّك على أساسها ومن خلالها وبها الإمام الحسين عليه السلام وهي : رؤية القرآن الكريم، وهي : منهجية الإسلام العظيم وهي مسلك رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم..

كما أن إحياؤنا لهذه الذكرى هو تخليد لنداءات ومواقف الحسين عليه السلام بكل عطاءاتها وآثارها الإيجابية العظيمة في أنفسنا وواقعنا وبكل ما تزودنا به في عزمنا واندفاعنا وتفاعلنا وإحساسنا بالمظلومية ، وإحساسنا بِعِظَم مأساة الأمة التي استهدفت حينما استهدف الحسين بكل ما يُمثله الحسين في نهجها القويم.

أيضاً إحياؤنا لهذه الذكرى تعبيرُ عن موقفنا المبدئي الإيماني الديني ضد الظلم و الظالمين في كل زمان ومكان ، وتجاه أفظع جريمة في تاريخ الأمة وداخل الأمة على أيدي محسوبين عليها ، من يستسيغها يمكن أن يستسيغ ويتقبل ويُشرعن أي ظلم وأي فساد، وأي فساد واي أجرامٍ ، وأن يقدّسه ، فالذين يقدًّسون من مضى من الظالمين هم اليوم أنصار الظلم وحملة رايته في حاضر الأمة.