الخبر وما وراء الخبر

الهجرة النبوية المحطة الجهادية الأولى للأنصار.

7

بقلم// أم يحيى الخيواني

المصطفى المختار هادي الأمة ومنجيهم من الضلال والأشرار، خاتم المرسلين نبي الهدى ومنقذ العالمين ،كاظم الغيظ ومبيد الكفار والجاحدين، معلن الحق في وجه الطغاة والمستكبرين، البشير النذير السراج المنير من أرسله الله رحمة للعالمين.

بعد كل المتاعب والمشاق التي تعرض لها رسول الله في قومه، في ظل ثلاثة عشر سنة يدعوهم لما يحييهم يدعوهم للخير كله؛ أذن الله لرسوله الكريم بالهجرة المباركة التي جعلها محطة جديدة لنشر دين الله وللإسلام والمسلمين وليصدع الدين الإسلامي في العالم وليس فقط في مكة والمدينة فمن سنن الله الكونية الاستبدال والاصطفاء، فقد اصطفى الله سبحانه وتعالى الأنصار بدلا من أهل مكة الجاحدين بالنعمة العظمية التي حظوا بها؛ فقد مرّت على رسولنا الأعظم فترة صعبة وهو يدعو قومه والمقربين لعبادة الواحد الأحد فما أسلم وأتبعه إلا القلة القليلة من أهل الصدق والوفاء وأما الأغلب فما كان منهم إلا أنهم إزدادوا عتوا ونفورا وتكبرا وطغيانا .

كان الرسول الأعظم يُلقب في قومه قبل البعثة الشريفة “بالصادق الأمين “، ولكن بعد أن دعاهم لما يحييهم ويحيي في قلوبهم ما أماته الشرك والكبر والغرور والطغيان والظلم أصبح وسط قومه كذاب وساحر ومجنون، مرّ رسول الله بفترة صعبة وخيبة أمل كبيرة، لا يعلمها إلا الله فكيف بعد أن كان في قومه الصادق الأمين المؤتمن على أمانات الناس أصبح بينهم كاهن وساحر، وتمر الأعوام تلو الأعوام حتى أَذن الله تعالى لرسوله ولدينه القويم وتصدع أنوار الهداية المحمدية وليصدع رسوله الأمين رحمةً للعالمين، أمره الله بالخروج من مكة والهجرة إلى المدينة حيث ستشرق أنوار الرحمة المهداة عز وشموخ وقوة ونصر وتمكين للإسلام والمسلمين بتوليهم لله ورسوله الأعظم صلوات الله عليه فهاجر مع صاحبه إلى المدينة
كان استقبال الأنصار المناصرين والمساندين للرسول وآل بيته الأطهار والدعوة الإسلامية استقبال يليق برسوله الكريم فقد استقبلوه بكل حفاوة وترحيب بالأهازيج والأناشيد .

أختار الله سبحانه وتعالى المدينة المنورة لتصبح مقر الدولة الإسلامية؛ التى رفع الله بها المتقين ولتكن كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى وساوى بين الناس جميعا، وجعلهم سواسية كأسنان المشط ولا فرق لعربي على أعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح، وبايع الأنصار رسول الله على السمع والطاعة والإنفاق والجهاد في سبيله بإخلاصٍ وتفاني، وأيضًا الدفاع عن الإسلام بالغالي والنفيس، آثروا على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة وتركوا بصمة حب ووفاء لإخوانهم المهاجرين، فهم القوم الذين أحبهم الله لصدق إيمانهم وولائهم، الأذلة فيما بينهم والأعزة على الكافرين جاهدوا في سبيل الله ولم يخافوا في الله لومة لائم، وها هو شعب الإيمان في بلد الحكمة اليمانية الأنصار يبايعون حفيد رسول الله صلوات الله عليه وآله وسليل النبوة كما بايع أجدادهم رسول الله فقد منّ الله به علينا وجعل لكل قوم هاد يهديهم ويرجعهم إلى جادة الصواب وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء أن بعث فينا القائد العلم المجاهد/عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله؛ ليعيدَ لنا تعاليم الدين الإسلامي الأصيل، فلا ننسى الاستفادة الكبيرة التي نتعلمها من الدروس العظيمة التي يلقيها علينا كما هو الحال اليوم من دروس وصايا الإمام علي عليه السلام لابنة الحسن عليه السلام؛ وهو الذي سعى العملاء والخونة على تضييعه وسعوا بكل جهد لإتباع اليهود والنصارى من لا دين لهم ولا أساس؛ فصدعت أنوار المسيرة القرآنية المباركة وغربلت الناس فمنهم مؤمن صريح ومنهم المنافق الصريح من رضي بالذل والهوان لبلده وشعبه والعدوان الغاشم عليه وهم بالتأكيد إلى مزبلة التاريخ، أما المؤمنون المجاهدون فسلام ربي عليهم وعلى صمودهم الأسطوري وعلى دمائهم التي أثمرت عز وشموخ ونصر وهذا ما وعد الله به المؤمنون المخلصون والعاقبة للمتقين.