قيادة أمن أبين تقر بجريمة قتل المواطن الأصم
تقرير|| إسماعيل المحاقري
بينَ تصارعِ الاطماعِ الخارجية، وتصاعدِ حِدةِ الفوضى الأمنيةِ في المدنِ والمحافظاتِ المحتلة، عبرَ مليشياتِ الإماراتِ ونظيراتِها السعودية باتَ جلياً أنه بدونِ معاقبةِ المجرمينَ والخوَنة، على وحشيتِهم وقبحِ أفعالِهم بحقِّ المدنيينَ وعابري السبيل فإنَّ أحداً لا يستطيعُ أن يأمنَ على حياتِه وممتلكاتِه لا في المنازلِ والأسواق ولا في الطرقِ المسبلةِ فمَن أمِنَ العقابَ أساءَ الأدب.
ورغمَ ما لاقتهُ جريمةُ القتلِ المروّعةُ والوحشيةُ بحقِّ المواطنِ الأصمِّ محمد حسن عبده من أبناء إب في مديريةِ مودية بأبين، من أداناتٍ واسعة، ومواقفَ منددة، إلا أنَّ قيادةَ المرتزِقة الأمنيةَ في المحافظةِ المحتلةِ قابلتها بكلِّ برودٍ واستخفاف، رغم تحديدِها الجناةَ من أفرادِ ما يُسمى اللواءَ الثالثَ وإقرارِها بارتكابِهم الجريمةَ دون وازع من دينٍ أو ضميرٍ إنساني.
وفي البيانِ الفضيحةِ حدّدت قيادةُ المرتزقة المنطقةَ الواقعةَ بالقربِ من قرن عشال مسرحًا لارتكاب الجريمة، والقاتلُ مجموعةٌ مسلحةٌ تابعةٌ لما يسمى اللواءَ الثالثَ بقيادةِ المدعو نبيل المشوشي حيث تناوبَ بعضُ أفرادِ هذه المجموعةِ على ضرب الضحيةِ وتعذيبِه حتى الموت.
الصورةُ كانت أبلغَ من أيِّ تعبير، فآثارُ التعذيب في جسدِ الضحية أكبرُ من أن يجهلَها قادةُ اللواء المزعوم، وأفرادٌ تشرّبت أساليبَ القتلِ والإجرامِ من أسيادِهم ومشغلّيهم الإماراتيين.
السياطُ وإن قطعتِ الظهر، وأدمتِ الجسد، فإنها لن تقطعَ أواصرَ الإخوةِ والقربى والجريمة محلُّ إدانةِ جميعِ اليمنيينَ باستثناءِ تلك العصاباتِ التي تتنكرُ للقيمِ والمبادئِ الأخلاقية، وتتوهمُ أنها بما تمتلكُ من أسبابِ القوةِ هي قادرةٌ على فرضِ التسلطِ وعدمِ التعاملِ مع كلِّ مَن يحولُ بينها وبين إشباعِ غريزتِها إلا بروحِ الإفتراسِ والتوحش.
وفي محاولةٍ لتمييعِ القضية كما سبقها من جرائم قتل سابقة طالت المسافرينَ والعاملينَ زعمت قيادةُ المرتزقةِ احتجازَها للجنديَّين المتورطَين في قتلِ الضحية بأبين لاتخاذِ ما أسمته الإجراءاتِ القانونيةَ بحقِّهم.
إجراءاتٌ لن تتجاوزَ اتصالَ المتسترينَ على القضيةِ لأسرةِ الضحية لإطلاعِه بحيثياتِ القضية، والتلويحِ بأنَّ مسلسلَ القتل خارجَ القانون لن يتوقّفَ طالما استمرّت معركةُ سهامِ الشرق المزعومة والتي يحاولُ انتقاليُّ الإمارات أن يفرضَ سيطرتَه الكاملةَ على المدن الجنوبيةِ والشرقية بدعوى محاربةِ الإرهاب وهي الذريعةُ ذاتُها التي تستخدمُها أمريكا لتبريرِ تواجدِها العسكريِّ في منابعِ النفطِ والثروة.