الخبر وما وراء الخبر

الذهب الأَبْيَــض ذَهَب

149

يُــعَــدُّ الـيَـمَـنُ من أهم الدول المنتجة للذهب الأَبْيَــض في المنطقة العربية، فالـيَـمَـن بلدٌ زراعي ومنتج بامتياز للقطن بنوعية قصير التيلة وطويل التيلة.

كما أَن القطن فيه يزرع طيلة العام وفي أربع مواسم؛ نظراً الظروف المناخية الموائمة والمتنوعة التي تتسم بمرونة كبيرة خُصُوصاً في زارعة مثل هذا النوع من المنتجات النقدية، يزرع القطن في تهامة وفي لحج وأبين وحضرموت ومأرب وبعض مناطق الجوف.

وتتسم زراعة القطن بقلة التكلفة وارتفاع الجدوى، كما أنها من المكونات الزراعية التي توفر فرص عمل كثيفة للعاطلين عن العمل وقت الحصاد.

للقطن في الـيَـمَـن قصة كبيرة فهو المنتج الذي سال لُعابُ بريطانيا وكان أَحَـــد الدوافع التي دفعت بريطانيا العظمى في القرن الثامن عشر لاحتلال جنوب الـيَـمَـن وبعد احتلال الامبراطورية التي لم يكن حينها يغيب عنها الشمس لم يكن في الجنوب نفط ولا ذهب ولم تستغل بريطانيا الثروة النفطية أَوْ تنقب عنها، بل اكتفت بإنتاج لحج وأبين وشبوة من القطن الذي مكّن بريطانيا من البقاء وشكل مورداً هاماً لها من الجنوب، ولذلك اهتم الرئيس سالمين عند وصوله للسلطة مطلع الثمانينيات بقطاع القطن، كما اهتم الرئيس إبراهيم الحمدي بذات القطاع اهتماماً بالغاً لدورة الاقتصادي الكبير في رفد الخزينة العامة وتوفير فرص عمل والحد من الفقر والبطالة.

ولذلك يعود الزمنُ الذهبي لزراعة القطن في الـيَـمَـن إلَى عهد الرئيس الراحل إبراهيم محمد الحمدي الذي أولى زراعة القطن اهتمامَه، وسارع في تحديث مصنع الغزل والنسيج الذي انشئ في ستينيات القرن الماضي وإدْخَــال آلات حديثة عام 1975م، حيث زود المصنع في عهد الرئيس الحمدي بـ 115 نول نسيج روسي حديث، منها 95 نولاً طاقتها الإنتاجية مضاعفة، كما عمل على تشجيع زراعة القطن وتحفيز العاملين في مجال القطن في الحديدة وصنعاء من خلال بناء مدينتين سكنية لعمال القطن الأولى في مدينة الحديدة، وكانت المرحلة الأولى وتم انشاؤها وتم الانتهاء من تشييدها باغتياله، والأُخْــرَى كانت في منطقة ظهر حمير بالعاصمة ووئد حلم عمال المصنع في صنعاء بالاغتيال الآثم.

في عهد الرئيسِ الحمدي كانت عائداتُ القطن والغزل والنسيج تغطي 36% من الموازنة العامة للدولة، حيث وضع في أول خطة خمسية في تأريخ الـيَـمَـن دراسات لـ “٥٦ مشروعاً” في العاصمة صنعاء على رأسها مصنع الزيوت النباتية من بذرة القطن والسمسم صنعاء واستغلال الطاقة العاطلة بمصنع بأجل للغزل والنسيج، ووحدات صغيرة للنسيج الميكانيكي، وإنتاج الألبسة الجاهزة (السجاد الصوفي) وإنتاج السجاد الريفي معملاً لصناعة اللباد، ووحدة غسيل الصوف ووحدات لصناعة التطريز ولإنتاج طرابيل السيارات.

*صدى المسيرة