مسيرة حاشدة في صنعاء تضامناً مع الشعب الفلسطيني وتنديدا بحرق المصحف الشريف
خرجت مسيرة جماهيرية حاشدة في العاصمة صنعاء، عصر اليوم الثلاثاء، تضامناً مع الشعب الفلسطيني وتنديدا بحرق المصحف الشريف.
ورفع المشاركون بالمسيرة الشعارات ضد أعداء الإسلام والمسلمين، وأعلنوا تضامنهم مع أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم، مستنكرين جرائم الصهاينة وآخرها جريمتهم بحق مخيم جنين.
وخلال المسيرة تم إحراق العلمين الإسرائيلي والأمريكي تنديداً بالعدوان الصهيوني يوم أمس الاثنين، على مدينة ومخيم جنين والتي راح ضحيته العشرات من الفلسطينيين بين شهيد وجريح.
كلمة مفتي الديار اليمنية
مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين جدد الإدانة والاستنكار بأقسى العبارات للإساءة للقرآن الكريم، معلنا خلال كلمة له في المسيرة، البراء من كل من سكت عن الإساءة للقرآن الكريم، ومن أقدم على حرق كتاب الله يعبر عن موقف الغرب الكافر الذي أعطاه الضوء الأخضر.
وأشار مفتي الديار إلى أن الإساءة لكتاب الله ورسوله يؤكد عداوة اليهود والنصارى للإسلام والمسلمين، وأنه لا يجوز موالاتهم والركون إليهم والتطبيع معهم.
وأكد أن على المسلمين أن يعيدوا النظر في علاقاتهم مع الدول المستهدفة لكتاب الله ورسوله، والمستفزة لشعائر المسلمين في كل مكان.
وأشار مفتي الديار إلى أن على الناس أن يتخذوا الخطوات الجريئة والفاعلة تجاه ما يقوم به العدو الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، مؤكدًا موقف اليمن إلى جانب إخواننا الفلسطينيين المجاهدين المرابطين على أكناف القدس، ومعهم في كل الخطوات التي يتخذونها لقطع يد المحتل.
ودعا ولاة الأمر المعنيين في الساحة إلى قطع العلاقات مع كيان العدو ولا سيما المطبعين، ولقطع العلاقات مع الدول المسيئة لكتاب الله والرسول الأعظم.
وبيّن مفتي الديار أن العالم لا يحترم إلا القوي، ولا بد أن نكون أقوياء، ولذلك لا بد من الأخذ بأسباب القوة ومنها التمسك بكتاب الله وهدي نبينا والاعتصام بحبل الله وترك النعرات الطائفية والعنصرية.
وقال: “يجب أن يكون هناك حالة من الغضب والسخط على أعداء الأمة والالتفاف على كتاب الله والأخذ بهدي النبي وإعداد العدة والسلاح”. عدونا سيرهبنا ما دمنا
وأضاف العلامة شمس الدين: “عدونا سيرهبنا ما دمنا متفرقين ومشتتين، لكن إذا مسكنا السلاح وكتاب الله فلن يجرؤ أحد على تدنيس مقدساتنا”، مؤكدا أن الأعداء عملوا على تفريق المسلمين لعقود طويلة، وعلينا أن نخيب ظنهم وأن نجمع كلمتنا ونوحد صفنا.
كلمة الفصائل الفلسطينية
إلى ذلك، أكد ممثل حركة الجهاد الإسلامي في اليمن أحمد بركة في كلمته التي ألقاها نيابة عن الفصائل الفلسطينية أن الشعب الفلسطيني قرر أن يأخذ حقه بيده، وها هو يطلق شرارة الانتفاضة المسلحة في الضفة الغربية.
وشدد أن كل محاولات الالتفاف على الانتفاضة في الضفة الغربية لن تفلح، والمجاهدون في جنين يختصرون اليوم أكثر من 100 عام من تضحيات الشعب الفلسطيني، كما أن أبطال جنين يسطرون المعجزات اليوم رغم اختلال موازين القوى، ويقاتلون بأسلحتهم الشخصية عدوانا يمتلك أقوى الأسلحة.
وأشار بركة إلى أن العدو الإسرائيلي يملك الدعم الغربي وتواطؤ الكثير من الأنظمة العربية الفاسدة والفاقدة للكرامة وعزة النفس، وأن جنين الجهاد هي سلسلة طويلة من التضحية والصمود مرغت أنف الاحتلال، ونستذكر اليوم ملحمة جنين الخالدة عام 2002م.
وقال: ” أبناء أبطال ملحمة عام 2002 يذيقون العدو اليوم بأس جنين، بعنفوان آبائهم ليقولوا للعدو أنه الجهاد رسالة يحملها الآباء للأبناء، وها هم جيل اليوم الذين فجروا الثورة في الضفة، فصنعوا الأسلحة والعبوات الناسفة في ظل حصار خانق، وهذا الجيل سيغير المعادلة.
وأضاف أن المظلومية هي التي تصنع الانتصار، فالإرادة القوية بعد الاعتماد على الله كفيلة بصنع المعجزات، وفيما العدو يرتكب مجزرة في جنين، فيدمر البنية التحتية ويستهدف المدنيين، لكننا نؤكد أن إخوانكم في فلسطين لن يتراجعوا عن أي حق من حقوقهم، وسيواجهون العدو مهما كانت التضحيات، ولقد عاهد المجاهدون ربهم أن يلاقوه وليس في رقبتهم أي تقصير من حقهم في فلسطين وحق الأمة في فلسطين.
ودعا ممثل حركة الجهاد في اليمن السلطة الفلسطينية لحل هذه السلطة وترك المجال للأجهزة الأمنية للانضمام إلى صفوف المجاهدين وتوجه سلاحها إلى العدو، قائلا: ” على الرئيس الفلسطيني ان يقف الموقف المشرف وأن يحمي شعبه بعيدًا عن استجداء الأمن من الأمم المتحدة”.
وتوجه للشعب اليمني بجزيل الشكر لوقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني، فهو الشعب الوحيد الذي خرج ليصرخ بوجه المحتل.
كما تقدم بركة بالشكر للقيادة اليمنية وعلى رأسها السيد القائد عبدالملك الحوثي الذي لن يهدأ له بال حتى يرى فلسطين محررة بإذن الله.
وخاطب أهل اليمن قائلا: “إن اللقاء بكم على أرض فلسطين أصبح قريبا، فاستعدوا ليوم تنتقمون فيه من العدو المجرم، وستدفعونه كل فواتير الظلم والقهر”.
وأكد ممثل حركة الجهاد في اليمن الرفض للحرب الفاجرة التي يقودها الغرب الكافر على المسلمين، والتي كان آخرها الإساءة للقرآن برعاية حكومة السويد المجرمة.
بيان المسيرة
بيان المسيرة أدان بشدة العدوان الإسرائيلي الصهيوني الإجرامي على مخيم جنين الذي تسبب بقتل وجرح واعتقال عشرات الفلسطينيين.
وأكد بيان المسيرة أن العدو الصهيوني لم يكن ليجرؤ على تنفيذ حملته العسكرية الإجرامية على مخيم جنين ويتمادى في جرائمه بحق الشعب الفلسطيني لولا الدعم والحماية الأمريكية.
وشدد البيان على أن صمت المجتمع الدولي المريب وسكوته المخزي على جرائم الكيان الصهيوني كان سببا رئيسيا في استمرار جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
وجاء في البيان: “نؤكد للعدو الإسرائيلي بأنه كما فشل في العمليات العدوانية السابقة فإنه سيفشل في هذا التصعيد مجددا وسيندم مجددا كما ندم في السابق وأنه لن يتمكن العدو من القضاء على جذوة المقاومة في الضفة والمدن الفلسطينية المحتلة بل سيزيدها الإجرام الصهيوني اتقادا واشتعالا”.
وأشاد البيان بالرد البطولي لفصائل الجهاد والمقاومة الفلسطينية الذين يواجهون قوات الاحتلال الصهيوني بكل قوة وشجاعة وبسالة، مؤكدا موقف الشعب اليمني الثابت والمبدئي والداعم والمساند للشعب الفلسطيني ووقوفه إلى جانب حركات الجهاد والمقاومة في معركتها ضد العدو، مبينا الاستعداد التام والجاهزية الكاملة للمشاركة العملية في مواجهة العدو الإسرائيلي دفاعا عن فلسطين والمقدسات الإسلامية.
ودعا بيان المسيرة شعوب الأمة الإسلامية والعربية إلى الخروج من حالة الصمت إلى حالة الموقف العملي والتحرك لمساندة الشعب الفلسطيني، وداعيا أيضا شعوب الأمة لدعم حركات الجهاد والمقاومة لمواجهة الكيان الصهيوني.
كما دعا البيان المنظمات الدولية للتنديد بالجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني.
بيان المسيرة أدان بشدة جريمة إحراق الكافرين للمصحف الشريف في السويد واعتبرها جريمة كبيرة تستهدف الإسلام ومقدسات الإسلام وشعوب الإسلام.
وأكد بيان المسيرة أن اللوبي الصهيوني المسيطر على القرار في دول أوروبا والغرب بشكل عام هو من يقف خلف جريمة إحراق المصحف وأن الإقدام على إحراق المصحف الشريف يعتبر جريمة كبيرة لا يجوز السكوت عليها.
وشدد بيان المسيرة أنه يجب اتخاذ مواقف واجراءات عملية حازمة تجاه دولة السويد المجرمة.
ودعا البيان في الختام شعوب الأمة إلى مقاطعة البضائع السويدية والأمريكية والإسرائيلية كما دعا الدول الإسلامية والعربية إلى قطع العلاقات الدبلوماسية معها.