ما دلالات ورسائل العرض العسكري في المنطقة العسكرية الرابعة؟
تقرير|| علي ظافر
أثار العرض العسكري للمنطقة العسكرية الرابعة وقبله المسير الكثير من التساؤلات بشأن دلالاته ورسائله والتي من بينها منع دول العدوان من أي تقديرات خاطئة.
مرة بعد أخرى، تخرج صنعاء بعضاً من مفاجآتها، ومفاجأتها هذه المرة من المنطقة العسكرية الرابعة من قلب اليمن، في جغرافية تتوسط الشمال والجنوب.
من هنا بدأت المفاجئة، مسير استثنائي هو الأول من نوعه على مسافة تقارب الـ100 كيلو، وبمشاركة 10 آلاف مقاتل، ظلت ترقبهم أنظار العدو، وتشرأب إليهم قلوب المواطنين.
المشهد هنا يختزل جانباً من القوة، وفي سياقاته صورة مصغرة عن ثلاثية النصر، الجيش والشعب والقيادة، تلك الثلاثية التي هزمت بإذن الله، دول المال والسلاح والنفوذ، وحطمت فكرة تحالفات تلبست بالعروبة تارة، وبالإسلام تارة أخرى.
أن تخرج بلد من واقع حرب بهذه القوة فتلك معجزة، وأن تبني اليمن جيشاً وطنياً قوياً في خضم الحرب والحصار، فتلك معجزة خارقة للعادة، فالمهمة لم تكن سهلة، لكنها تحققت، بعد أن كان بناء الجيش القوي شعاراً لا أساس له في واقع اليمن التابع طيلة عقود التيه والضياع والضعف والضعة.
ذلك الضعف حولته ثورة الـ21 من سبتمبر، إلى قوة يحسب لها ألف حساب، وأدخلت اليمن مرحلة تحول مرعبة. فالعرض هنا، حلقة من بين حلقات القوة والبناء، في كل المناطق العسكرية، والبناء هنا لا يقتصر على العديد النوعي فحسب، بل يشمل القوة النوعية والاستراتيجية والبرية والبحرية والجوية، وهنا كانت صورة مصغرة عما وصل إليه اليمن بعد ثمان سنوات، وما خفي أعظم.
العروض هنا ليست لمجرد استعراض القوة فحسب، بقدر ما تعبر عن الجاهزية لكل الخيارات في مرحلة تتسم بالمراوحة والتلكؤ في الملفات الإنسانية والاقتصادية، وغير بعيد في المقاصد عما تقوم به دول العدوان من ترتيبات وتقسيمات على الضفة المقابلة، فالجيش هنا وفي كل المناطق العسكرية، يتطلع لاستقلال اليمن كل اليمن واستقراره معاً، والجهوزية هنا وهناك هي الرهان الذي سيجبر العدو على وقف المؤامرات.