يا أهلَ الـيَـمَـن شرفُكم ونصرُكم وَرجولتكم في الجبهات
بقلم العلامة/ محمد بن محمد المطاع
الجبهاتُ هي المحكُّ للإيْـمَـان، وهي قمَّةُ الرجولة، وَهي سنام النخوة وَالشجاعة.. وَقد ضرب أبناؤكم فيها المثَلَ الأعلى، وَأبدوا من الصمود وَالثبات وَالصبر ما أذهل العالم حتى أَصْبَــح لزاماً على أيَّة حكومة مستقبلية تمنحُهم تسمية “الفيلق الصامد”، وَشهداؤهم يكونون في المرتبة الأولى، وَيُعفون عن كُلّ الالتزامات المادية وَأولادهم ذكوراً وَإناثاً لهم الأولوية.
هؤلاء الفرسان هم الذين قدّموا رؤوسَهم وَوضعوها في أيديهم دِفَـاعاً عن الدين وَالوطن وَالكَـرَامَة.
هؤلاء يجب أن تنحني لهم الرؤوسُ وَالأَعْنَـاق، وَإذا تحدث التأريخ عن صمود الـيَـمَـن تجاه أقسى وَأعنف هجمة في التأريخ البشري فهم هؤلاء الفرسان من تصدّى للهجمة.
يا أهلَ الـيَـمَـن جهادُكم اليوم وَقتالُكم يختلفُ عن الجهاد في العالم، فأنتم تقاتلون نصفَ أراذل العالَم، وَقد كان التآمُرُ عليكم كبيراً وَكبيراً جدّاً تزعّمته أَكْبَــر دولة في العالم أَمريكا وَأقذر دولة في العالم إسْرَائيْل وَأخافت دول الخليج وَالسُّـعُـوْديّة منكم وَجعلت منكم بُعبُعاً يلتهم الخليج في سويعات أسرع من التهام العراق للكويت، وَقالوا لهم: لا خطر محدقاً عليكم إلّا من الـيَـمَـن، فحدوده مفتوحة نحوكم، وَعنده جيش قوي وَمدرب وَشعب كله مسلح وَإيْــرَان سوف تدعمه.
هكذا خوّفوهم مع أن إيْــرَان لم تحرّكَ ساكناً وَبما أن دماء الأَمريكان وَالصهاينة قد تغلغل في أَعْمَــاق هذه الدويلات، فقد ركنوا إليهما وَارتموا في أَحْــضَـانهما وَصدّقوهما بعد أن أقنعوا الأعراب الذين هم أَشَـدّ نفاقاً بموافقة طلبات هذه الدويلات وفي مقدمتها السُّـعُـوْديّة وَبما أن التصحر القبلي عالق في قلوبهم فقد صدّقوهم وَغاب عنهم الهدف وَهو نزع ما تبقى من ثروتهم وَأنهم بعد هذه المساندة الضخمة لا يقتنعون بغير تسليم مفاتيح هذه الدويلات إلَى البيت الأبيض وَتل أبيب، ولو كان فيهم نخوة عربية على الأقل لرفضوا هذا الانبطاح وَقالوا لهم الـيَـمَـن جارُنا وَتجمعنا به اللغة العربية وَالدين وَالدم وَالجوار، وَفي إمْـكَاننا أن نتحد مع الـيَـمَـن وَأن نكون قوة رادعة لأي عدو يتربص بنا، ولكن أنّى لهم ذلك وَقد تغلغل الدم الأَمريكي وَالإسْرَائيْلي إلَى أَعْمَــاقهم وَقلوبهم.
أنّى لهم أن يقولوا على الأقل لم يحدث من الـيَـمَـن أن أساء إلينا، وَيفكروا أن لا نصيحة من يهودي وَنصراني لمسلم وَالمثل الـيَـمَـني يقول: “ما قد يهودي نصح مسلم”.
أما شعوبُ هذه الدويلات فهم أَبْـريَاء من جَـرَائِم أوليائهم، وَلعل صمتهم قد يكون خوفاً من بطشهم، أما إذا كانوا راضِين فقد حلّ غضب الله على الجميع.
أما أنت يا يمن الإيْـمَـان وَالحكمة وَالفقه فلا خيار لك إلّا الجبهات وَحسبك أن الذي يقاتلُك خليطٌ من اليهود وَالنصارى وَشذاذ الأَرْض وَأراذلها وَقُطّاع الطرق وَمهرّبي المخدرات وَبلاك ووتر وَالسنغاليين وَالجن وَأم قالد، أنت تقاتل الكفر العالمي، إما أن تلحق بالشهداء الذين سبقوك وَقال الله فيهم (وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ)، هكذا الشهداء مع الأنبياء جنباً إلَى جنب، يا ليتنا كنا معهم أَوْ يكتب الله لك النصر وَهو آتٍ بإذن الله؛ لأنك تقاتل أوسخ جحافل على وجه الأَرْض.
أما الذين يتهاونون فقد وضعوا أنفسهم في موقع الخطأ وَأسوء موقف عليهم سيواجههم عند وقوفهم بين يدي الله أما أنت يا يمن فاطمئن.. فأنت في الموقف الذي يريده الله ورسله وَملائكته، أما الظلمة قاتلهم الله فقد أحاطت بهم ذنوبهم وَلو كان فيهم ذرة من الإحساس وهم يتلون آيات الله وهي تصرخ في وجوههم (وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ * وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كانوا به يستهزئون).
وَمن حقكم يا أَبْنَــاء الـيَـمَـن أن تسألوا المعارضين وَالمثبطين وَإخْـوَان الشياطين هل هذا الجحيم الذي صبّه الأَعْـدَاء على أهل الـيَـمَـن هو ظلمٌ وَشرٌّ مستطير؟ أم هو شرب عسل؟ لا يكاد يوجد في العالم غير المعتدين من يقول إنه ليس بظلم وَإذا وُجد فهو حمار، فأين أَنتم ذاهبون يا حلف الفجور؟، وَأين أَنتم ذاهبون يا من تؤيدون العُـدْوَان وَترقصون عند قرع الصواريخ وَأزيز الطائرات أتكذبون؟، أتكذبون بين يدي الله كما هي عادتكم في تحليل الكذب وقت الحاجة؟، وَهل ينطوي كذبكم على الله وَهو يعلم خائنة الأعين وَما تخفي الصدور وَيعلم كذبكم منذ بداية منبته؟.
أليس القرآن هو الحجة الكبرى عليكم وَعلى غيركم؟ ألستم تقرأونه في بيوتكم وَمساجدكم؟ أليس الله يقول في الكذابين وَالمفتريين (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ)؟.
إذا كنتم لا تؤمنون بآيات الله فأين موقفكم من الإسْـلَام؟.. إن الإسْـلَام كلٌّ لا يتجزأ، وَالإيْـمَـان ببعض منه وَالجحود بالبعض الآخر لهو الخُسران المبين.
وَكُلُّ من يحترف الكذب وَيلبس ثيابَه الخَلِق كائناً مَن كان لَهو من إخْـوَان الشياطين، أليس الله قد توعد الكاذبين في قرآنه وَقال (أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (105) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ).
حسبُنا الله وَنعم الوكيل، وَيا خيبة الأمل.. أين صلاتُكم وَصيامكم وَسلاحكم؟!، هو الكذب الذي يفسد الأَرْض وَمَن عليها.
حسبنا الله وَنعم الوكيل مرة أُخْــرَى.