تنومة جُــرح الأمــة
بقلم// الاء غالب الحمزي
مجزرةٌ يندى لها جبين الإنسانية؛ وشاب منها كل من سمع بها أو رآها، لأجلها بكت السماء، ولهولها اهتزت الأرض، صاح الصغير والكبير، وطاحت منها السواعد والأقدام، جريمةٌ وبحق كشفت خبث وجرأة المُعتدي، أزاحت الستار، فضحت انتمائه الجاهلي، سُفكت الدماء، ولم تُرعَ لله أيُ حرمة، غدرٌ وبلا رحمة، قتلٌ بلا أي رأفة، كفرٌ بدون سابق إيمان، همجيةٌ رعنا؛ هكذا هي حقيقة النظام السعودي.
في السابع عشر من شهر ذي القعدة قبل مائة وثلاثُ سنوات ارتكبت جريمة بحق الإسلام، وبحق الإنسانية، وبحق الشعوب المسلمة، وبحق الشعب اليمني، صار ضحية هذه الجريمة أكثر من ثلاثة ألف شهيد حاج يمني لبيت الله الحرام، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على بشاعته وإجرامه، والحقد الدفين المُتعرق وامتد حقده إلى اليوم، وأثبت أنه إنما عدوان اليوم نتيجةٌ للمؤامرات والسياسات المتجذرة السابقة على شعب وبلد الإيمان والحكمة، وأعذار اليوم هي واهيةٌ لا أساس لها من الصحة، هذا ما أثبتته جريمة تنومة، مرت أعوام على هذه الجريمة الفضيعة، ولازال الكل يتذكر أقاربه الشهداء، ولازال اليمن يعاني من هول هذه الجريمة، بل مازالت اعتداءات النظام السعودي على الإسلام قائمة إلى اليوم، ومازال حُجاج بيت الله الحرام يعانون أشد المعاناة، ويُحاربون بكل الوسائل، فتكاليف الحج أصبحت باهضة الثمن، والحوادث والسرقة، والقتل المُتعمد، حتى أنه وصل الحال إلى استهداف الحج فكريًا، وثقافيًا، وهذا هو الشيء الذي لا يحمدُ عقباه، أصبح من يعتلي منبر الحج هو ذلك الإنسان الفاسد، الضائع، المنافق، الذي أظهر ولائهُ أمام مرأى ومسمعٍ من الجميع للعدو الصهيوني والأمريكي، وأباح دماء المُسلمين، ووصفهم بالكفار، والروافض، والمعتدين، كل هذا يبدر من هذا النظام الخبيث الذي يُحل ما حرم الله، ويحل حرامه، حتى أنه وصل الاستهداف باختلاق الأعذار الواهية، واستخدام الإشاعات الكاذبة لتعطيل شريعة الحج، فتارة بحجة وباء، وتارةٌ أخرى بحجة ازدحام الحجاج، وغيرها من الحُجج التي لا تروق لأي أحد، حتى أنه وصل الإفساد إلى بناء المراقص وأماكن اللهو واللعب والفساد جوار بيت الله الحرام، وشرب الخمور، ومكان لتجمع المفسدين والمنحرفين، تحت مسمى “هيئة الترفيه”!، فكيف لأمة تدعي الإسلام أن تعمل مثل هذه الأعمال التي لاتمثل الإسلام ولا بأي شكلٍ من الأشكال!
لأن الحج والحجاج يتعرضون للاستهداف الممنهج، فلابد أن يتحرر الجميع بلا استثناء، وخاصةً تحرير المقدسات التي ثمثل الإسلام والمسلمين، فتنومة هي جرح الأمة، وتنومة هي الجُرح الذي لا يُنسَ، وعلى الجميع أن يعرف بأن قتل حجاج بيت الله الحرام جريمةٌ لاتغتفر، وأن عاقبة هذا النظام هي الخسران والفشل المبين، وأنه لن يرحمهم أحد، وسيظل التاريخ يلعنهم أين ما وجدوا، وسيظلون عبرةً للصغير وللكبير، وإن دم كل شهيد حاج، وشهيد قضية، وشهيد مظلومية، هي الوقود لاستئصال هذا النظام التي ترعاه وتمونه وتخطط له جرائمه هي الغدة السرطانية “إسرائيل” والشيطان الأكبر “أمريكا”، فالحقد الدفين، والإجرام اللامتناهي عنه، والقتل بدمٍ بارد، وعدم اللامبالاة، ينبغي أن يُدفع ثمنه، ولن ننسى قول الله تعالى:- { وَسَيَعْلَـمُ الَّذِينَ ظَلَـمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ }.