الخبر وما وراء الخبر

مخيمات النازحين في مارب.. من الاستخدام السياسي إلى المأساة

8

تقرير || طالب الحسني

على الرغمِ من براءةِ الكثير من النازحينَ إلى مارب، عملَ التحالفُ السعوديُّ الأمريكيُّ وحزبُ الإصلاح على المتاجرةِ بهذا المِلفِّ ابتداءً بالتجنيدِ ووصولاً إلى وضعِهم كدروع بشريةٍ على طريقِ المدينة، لكن وبعد ثماني سنواتٍ يعيشُ النازحونَ تهديدًا جديدًا يتعلقُ بالطردِ من قبلِ ملاك الأراضي التي اُقيمت عليها مخيماتُ النزوح

النازحونَ في ماربَ مهدّدونَ بالطردِ، فمخيماتُ اللجوء التي تزيدُ عن عشرينَ مخيمًا مقامةٌ على أراضي مواطنين يطالبونَ الآن باستردادِها.

إنها واحدة من المآسي التي يعيشُها الآلافُ من الأسر لكن لماذا هم لاجئونَ ومَن وراءَ عمليةِ النزوح والاكتظاظ في المخيمات ؟

تلك قصةٌ لها تفاصيل كثيرةٌ تبدأ من القصف العنيفِ للمدنِ والأحياء السكنية التي نفذَها التحالفُ السعوديُّ الأمريكي.

عددٌ محدودٌ نزحوا من بعضِ المحافظاتِ هربًا من الغاراتِ والقصف، الغالبيةُ المطلقةُ صمدوا في منازلهم، عبروا عن رفضِهم للحرب العدوانية وهي عمليةٌ أفشلت أحدَ أبرزِ أهداف التحالف، وهو تفريغُ المدن من سكانِها.

فشلُ التحالف في صناعةِ الهجرات والنزوحِ الجماعي دفع الأحزابَ والقُوى الغادرةَ التي عملت مع التحالفِ لسحبِ مواطنينَ وأقاربَ مجندين باتجاه مارب،

في السنواتِ الأولى شهدت المحافظةُ أكبرَ تجمع لحزبِ الإصلاح ، قبل أن يبدأَ العدوانُ بالترويجِ ودفعِ أموالٍ مقابلَ سحبِ المزيد من المواطنين، بغرضِ تحويلِ المدينةِ إلى خزانٍ للتجنيدِ لصالحِ التحالف.

لقد بدا أنَّ المدينةَ الصغيرةَ والتي كان سكانُها لا يزيدونَ عن مائةٍ وخمسينَ ألفًا تشهدُ تغييرًا ديمغرافيّصا بعد أن تجاوزَ السكانُ عشرةَ أضعافٍ في عمليةٍ ممنهجةٍ لا تخدمُ المواطنينَ سواءٌ أبناء المحافظة أو أولئك القادمينَ من مناطقَ مختلفة.

أما ما اُضيفَ لاحقا وشكلَ جزءًا من صناعِ المأساةِ أنَّ المنظماتِ الإقليميةَ والدولية التي تعمل تحت شعارٍ إنسانيٍّ روّجت لاستخدامِ مِلفِّ النازحينَ سياسيا، عبر تضخيمِ الأرقام وتضخيم المعاناةِ للحصول على مزيدٍ من المساعدات في وقتٍ استخدمَ أدواتُ التحالف النازحينَ كورقةٍ دعائيةٍ سياسية وكيدية.

لقد تحولَ النازحونَ في ماربَ إلى ضحايا في لعبةٍ خطرةٍ بدأت بالتجنيدِ الإجباريِّ للأفرادِ مرورًا بالاستخدامِ السياسيِّ ووصولاً إلى تحويلِهم كدروعٍ بشريةٍ حين تم وضعُ مخيماتِهم على مداخلِ المدينة.

والآن وبعدَ أكثرَ من ثماني سنواتٍ يتعرّضونَ للتهديد من قبلِ ملاك الأراضي التي أُقيمت عليها مخيماتُ النزوح.