الخبر وما وراء الخبر

كن في الإعلام مجاهدا !

21

بقلم// احترام عفيف المُشرّف

كن في الإعلام مجاهدا كلمة للسيد القائد حفظه الله، اختصرت الكثير واندرج تحتها المعنى الكبير كن في الإعلام مجاهدا واعلم بأنك في مهمة وإن كلمتك ستبقى ويبقى آثرها وتأثيرها؛ فاحذر وحاذر من السقوط في هاوية من سقطوا بكلماتهم وأسقطوا أمم وغيرو فكر وعقيدة ومنهج من تابعهم وتأثر بكلماتهم !..

إذا قررت أن تكون إعلاميا فحدد هويتك التى ستعرف بها واختر منهجك الذى سوف تحاسب عليه وعلى من عمل به أمام الله، لا تأخذ قلمك إلا وأنت على بصيرة فيما ستكتب عنه واجعل نصب عينيك رضى الله ولا أحد سواه، كن ملماً بما ستكتب وعن من ستهرق مداد قلمك الذي سيكون شاهد لك أو عليك.

إذا قررت أن تكون إعلاميا فاعلم بأن الله يراقب ويحاسب فاحذرهُ واخشاه حق الخشية، إذا قررت أن تكون إعلاميا إياك أن تكون أمعة تطبل مع المطبلين أو من الذين اختارو أن يكونوا كالذباب يرعى موطن العلل ! بل عليك أن تتقي ربك وتقول للمحسن أحسنت غير راجا منه جزاءً أو شكورا، وتقول للمسيء أسأت ولا تخشَ في الله لومة لائم. إذا قررت أن تكون إعلاميا فاعلم بأنك بشرٌ وأن من تكتب عنهم بشر فلا ترفعهم إلى المرتبة الملائكية. ولاتنزلهم إلى درك الشياطين ! تذكر هم بشر كما أنت بشر ! .

اعلم أيها الإعلامي بأن ميدان الإعلام كما ميادين المعارك يحتاج للخبرة والممارسة والدروع التى تحصن صاحبها من ضربات العدو والتى تأتى على غير توقع ! وعلى من قرر دخول هذا الميدان أن يستعد ويعد عدة حربه من وعي وبصيرة وثقافة حقة غير مغلوطة ويستعد لمواجهة عدو ليس بالهين ولا بالضعيف، وعليه أن يعرف أن عدوه قد أعد عدته منذ وقت طويل وبناء قلاعه الإعلامية والتى هدفها وأساس إقامتها هو استقطابك؛ لتكن إحدى أدواتهم التى يوجهونها حيثما أرادو وكيفما شاءوا.

ليكن دخولك الميدان دخول فارس لايتقهقر أمام ترسانة عدوه، وإن كانت مهولة فهو قد تسلح وتحصن ودخل وقد جعل له قائد ومرشدا وهو ما لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفة كتاب الله العزيز. وسيرة النبي المختار ومن سار على نهجه ومنهجه؛ لتكن بذلك قوياً ملما مدركاً ماتقول إذا أردت القول وكيف سترد إذا سئلت وترشد من ظل الطريق هذه نصائحا كي تكن أعلاميا محنكا بالوعي والحكمة

إذا دخلت الإعلام فاعلم أنك محط أنظار عدوك وصديقك فلا تخذل الصديق الذي وثق بك وجعلك متكلما عنه معبرا عنما يعجز هو عن تعبيره، وإيصاله إلى من يهمه الأمر فلاتخذله ولا تخن من وثقوا بك وبقلمك وحملوك الأمانة، وأما عدوك فاعلم بانه متربص بك ومتأهبا لزلتك يسعى حثيثا لعثرتك واعلم بأن عدوك في الإعلام أخطر من عدوك في الميدان، فهو مندس كالسم في العسل وهو لايواجهك وحدك بل سلاحه موجه لكل من حولك لامك واختك وطفلك وجارك وعليك أن تكون متترس متمرس،

واعلم بأن سلاحك الذي اتخذته وهو الكلمة سلاحا فتاكا، وليكن قدوتك في ذلك الإمام الحسين عليه السلام الذي استشهد وأريق دمه ودماء العترة الطاهرة من آل بيت النبوة ومن والآهم ووقف معهم عندما قالوا له: قُلها يا إمام أن هيا إلا كلمة فقال لهم كلمته المشهورة
أتعرف ما معنى الكلمة؟
مفتاح الجنة في كلمة، دخول النار على كلمة، وقضاء الله هو كلمة، الكلمة لو تعرف حرمة الكلمة نور. وبعض الكلمات قبور..إلخ
وليس بجدير بأحد قرر أن يكون في ساحة الإعلام إلا أن يكون قد حفظ كلمات سيدنا الحسين التى تعتبر نبراس لمن أراد الدخول إلى هذا الميدان.

اعلم بأنه ما قامت الحروب واستشهد الشهداء منذ بدء الخليقة وإلى نهاية الدنيا إلا في سبيل إعلاء كلمة الحق ومقارعة كلمات الباطل؛ فلاتستهن إذا قررت أن تكون إعلاميا وكن في الإعلام مجاهدا، واعلم بان الأقلام تحرر وتقرر !