الدفاع الإيرانية تكشف مميزات صاروخ “خيبر” الباليستي
تحدث نائب وزير الدفاع الإيراني العميد محمد مهدي فرحي عن خصائص ومميزات صاروخ “خرمشهر 4” (خيبر) البالغ مداه 2000 كم، مؤكدا الصعوبة البالغة جدا في اعتراضه من قبل دفاعات العدو الجوية.
وقال العميد فرحي في تصريح للقناة السادسة في التلفزيون الايراني “قناة خبر”: اننا وفي ذروة العقوبات على بلادنا، تمكنا من تحقيق العديد من النجاحات، ومن بينها صاروخ “خرمشهر 4”.
وأضاف نائب وزير الدفاع: “اليوم وصلنا إلى الجيل الرابع من صاروخ خرمشهر، الذي يبلغ مداه 2000 كيلومتر ووزن رأسه الحربي 1500 كيلوغرام وطول رأسه الحربي حوالي 4 أمتار ويتم توجيهه في المرحلة المتوسطة”.
وقال العميد فرحي: بعد إطلاقه من منصة الإطلاق، يتحرك هذا الصاروخ إلى الأعلى وفقًا للخطة، وعلى ارتفاع معين وبسرعة معينة، يتم فصل الجسم عن الرأس الحربي الذي يبقى وحده فقط.
وأضاف: بعد المرور بالخطوات المذكورة أعلاه، يدخل هذا الصاروخ المرحلة المتوسطة حيث يتم ضبط المدى الرئيسي للصاروخ.
وصرح الرئيس السابق لمنظمة الصناعات الجوفضائية بوزارة الدفاع أن الرأس الحربي للصاروخ يتم وضعه على ارتفاع عدة كيلومترات خارج الغلاف الجوي وخلال هذا الوقت تقوم المحركات خلف هذا الرأس الحربي بعمليتين، موضحا أن الخطوة الأولى هي إزالة الاضطرابات الناجمة عن فصل المحرك عن الرأس الحربي والخطوة الثانية هي استخدام المحركات الأخرى التي تساعد الرأس الحربي على التوجه إلى الهدف المحدد.
وتابع: عندما تنتهي المرحلة الوسيطة تدريجياً، يجب أن تذهب جميع الأخطاء إلى الصفر. بمعنى، يجب أن تكون المحركات قد عملت بطريقة في هذه المسافة الطويلة التي تبلغ ألفي كيلومتر لتقليص جميع الأخطاء إلى الصفر وتحقيق الاستقرار الكامل للرأس الحربي.
وفي إشارة إلى المراحل التالية من حركة صاروخ “خرمشهر 4″، قال العميد فرحي: عندما تكون حركة الصاروخ في المرحلة المتوسطة، يكون الرأس الحربي جاهزًا لدخول الغلاف الجوي الكثيف، في هذه المرحلة، تنخفض سرعة الصاروخ تدريجيًا من 16 ماخ في المرحلة المتوسطة إلى 8 ماخ حيث أن هذه السرعة تعني أنه من المستحيل على الأنظمة الدفاعية مواجهتها.
وأضاف: عندما يدخل الرأس الحربي في الغلاف الجوي الكثيف، يتم تنشيط المحركات الأخرى لتهيئة ظروف مستقرة، تقوم بتدوير الرأس الحربي مثل مثقاب وعجلة دوارة في مدار دائري للحفاظ على ثباتها في التحرك نحو الهدف وعدم حدوث انحراف في مسار الصاروخ.
*مقاومة الحرب الالكترونية
وفي إشارة إلى سرعة صاروخ “خرمشهر 4” ومقاومته للحرب الإلكترونية المعادية قال العميد فرحي: إن سرعة هذا الصاروخ هو 8 ماخ ويدور باتجاه الهدف. وفي الوقت نفسه، فإن نظام التوجيه الخاص به يكون متوقفا تمامًا (في المرحلة الثالثة والأخيرة)، وبالتالي لن تؤثر عليه أي عمليات حرب إلكترونية أي أن الصاروخ قطعة ميكانيكية كاملة في هذه المرحلة.
وأضاف: ان الميزة المهمة في صاروخ خرمشهر هو أن يكون لديه نظام توجيه وتحكم في المرحلة المتوسطة، والذي يتحكم في الاضطرابات وينقل الصاروخ إلى الهدف النهائي، لذلك عند دخوله الغلاف الجوي السميك، يكون الصاروخ عمليًا صاروخا موجها مسبقًا، وللحفاظ على هذا التوجيه، يتم التحكم فيه عن طريق الدوران المعطى للرأس الحربي للصاروخ حتى يصل إلى الهدف.
وصرح نائب وزير الدفاع أن صاروخ “خرمشهر 4” هو أول صاروخ موجه في المرحلة المتوسطة، مضيفا إن صواريخنا السابقة لم تكن بها هذه الميزة، وبعد دخولها الغلاف الجوي الكثيف كنا نقوم بتعديلها للتحرك نحو الهدف. في الواقع، كان نظام التوجيه والتحكم في الصاروخ نشطًا أيضًا بعد دخوله إلى الغلاف الجوي الكثيف، والذي من الممكن أن يتضرر ويعطل بواسطة الحرب الإلكترونية.
وصرح العميد فرحي عن الاختلافات بين صاروخ خرمشهر 4 وأجياله السابقة: صُمم صاروخ خرمشهر كمنصة ثابتة طورنا عليها تقنيات جديدة بمرور الوقت، أحد هذه التغييرات يتعلق بمنصة الصواريخ التي أصبحت أكثر اكتمالا وزادت سرعتها 3 مرات مقارنة بالسابق.
وأضاف: صاروخ خرمشهر 4 أدق من الأجيال السابقة ومدة الصلاحية للوقود داخل هذا الصاروخ وقود سائل تبلغ 3 سنوات.
ورداً على سؤال حول حقيقة الإعلان عن إمكانية تخزين الوقود في صاروخ خرمشهر 4 لمدة تصل إلى 10 سنوات، قال نائب وزير الدفاع: حتى الآن، كانت مدة صلاحية الوقود السائل واحدة أو يومين لأن الوقود السائل به الكثير من التآكل وبعد يوم أو يومين قد يتسبب ذلك في حدوث ثقب في خزان الصواريخ.
وتابع: لهذا السبب قمنا بتغيير كل من السبائك وتركيب الوقود لزيادة وقت تخزين الوقود السائل في خزان الصاروخ، والآن نقول إن هذا الوقود له صلاحية 10 سنوات، أي، مثل صواريخنا التي تعمل بالوقود الصلب. أقول على وجه اليقين إن لها مدة صلاحية تصل إلى 10 سنوات ويمكن تخزينها في مستودعاتنا. الوقود السائل لدينا وصل الآن إلى هذا العمر أيضا، ولكن للطمأنة نعلن أن العمر الافتراضي للوقود السائل في خزان الصاروخ هو 3 سنوات.
واعتبر العميد فرحي الزيادة في سرعة نشر الجيل الرابع من صاروخ خرمشهر ميزة أخرى وأضاف أن صاروخ “خرمشهر 4” لا يحتاج إلى منصة ثابتة للإطلاق ويتم إطلاقه من منصة متحركة. كان وقت التحضير والتشغيل لهذا الصاروخ طويلاً، لكنه الآن وصل إلى أقل من 15 دقيقة.
وتابع: نفذنا العديد من العمليات على الرأس الحربي لصاروخ “خرمشهر 4”. أولاً، قمنا بتقليل المقطع العرضي للرادار بشكل كبير بحيث لا تتمكن رادارات العدو من اكتشافه.
وقال الرئيس السابق لمنظمة الصناعات الجوفضائية بوزارة الدفاع ردا على عدم وجود جنيح على صاروخ “خرمشهر 4”: ان عدم وجود الجنيح هو سمة أخرى من سمات الجيل الرابع من صاروخ خرمشهر. الغرض من هذا العمل هو تقليل الاحتكاك والاعوجاج وزيادة دقته.
وأضاف: مع المحركين الصغيرين (ناقل الدفع) اللذين وضعناهما داخل الجسم بجوار المحرك الرئيسي، نحدد بالفعل اتجاهات الصاروخ بدلاً من الجنيح من خلال هذه الطريقة، لذا؛ قمنا بزيادة قدرة الصاروخ على المناورة بشكل كبير.
وقال العميد فرحي إن سرعة صاروخ “خرمشهر 4” تبلغ 16 ماخ أو 18 ألف كيلومتر في الساعة وسرعته عند دخوله الغلاف الجوي هي 8 ماخ ودقته حوالي 30 مترًا بناءً على مدى 2 ألف كيلومتر.
*إصابة الهدف خلال 10 إلى 12 دقيقة
وتابع: عندما زادت سرعة الصاروخ فإن هذه المسافة تستغرق من 10 إلى 12 دقيقة من نقطة الإطلاق إلى الاصطدام.
وفي إشارة إلى ميزات أخرى للجيل الرابع لصاروخ خرمشهر قال نائب وزير الدفاع: قمنا بعدة أمور مهمة في هذا الصاروخ. أولاً، قللنا المقطع العرضي للرادار. ثانيًا، سرعته عالية جدًا لدرجة أنه حتى لو اكتشفوه، يصعب جدًا على العدو مواجهته.
وتابع: إن مادة جسم الصاروخ “خرمشهر 4” من النوع الذي إذا زادت مساحة المقطع العرضي له، فمن الصعب للغاية اكتشافه. كما أن نظام التوجيه والتحكم يكون خارج الدائرة تمامًا عند دخول الصاروخ إلى الغلاف الجوي، ولا يوجد نبض كهربائي وإلكتروني أثناء دخوله إلى الغلاف الجوي لتأثير الحرب الإلكترونية المعادية عليه.
*الدفاع السيبراني والذكاء الاصطناعي
وقال العميد فرحي إننا قمنا بتطبيق نقطتين مهمتين في الجيل الرابع من صاروخ خرمشهر كمنتج جديد: لقد قمنا بتفعيل الدفاع السيبراني على جميع منتجاتنا بما في ذلك هذا المنتج لمقاومة الهجمات الإلكترونية للعدو والتي تعمل على تحييدها.
وأضاف: النقطة التالية هي استخدام الذكاء الاصطناعي الذي يمكن أن يعطي انعطافًا مع القدرة على المناورة اللازمة والخروج فعليًا من كمين العدو.
*إطلاق اسم “خيبر” على الصاروخ
وقال نائب وزير الدفاع عن سبب تسمية صاروخ خرمشهر 4 باسم خيبر: خيبر حدث تاريخي بالنسبة لنا كمسلمين، وخاصة الشيعة، حيث تم فتح حصن خيبر على يد الإمام علي عليه السلام. لقد أطلقنا عليه اسم خيبر على أمل أن يتمكن هذا الصاروخ من تدمير حصون العدو.
وتابع: بالطبع كل هذه المنتجات مصممة ومنتجة بهدف الردع لذلك، تزداد قوتنا الرادعة مع هذه المنتجات.
وفي إشارة إلى الميزات الأخرى لصاروخ “خرمشهر 4″، قال العميد فرحي: في هذا الصاروخ، صممنا مزيجًا مثيرًا للاهتمام من الوقود السائل الذي يخلق دفعة جيدة جدًا (طاقة التأثير). بالإضافة إلى ذلك، كلما زادت نسبة القطر إلى طول الصاروخ، كلما كان الصاروخ أكثر ثباتًا، وفي “خرمشهر 4” اخذت هذه المشكلة بنظر الاعتبار ووضع محرك الصاروخ في خزان الصاروخ، مما يقلل طول الصاروخ.
*أفضل صاروخ إيراني
وردا على سؤال حول موقع صاروخ الجيل الرابع بين جميع الصواريخ التي صنعتها إيران، قال نائب وزير الدفاع: إن هذا الصاروخ هو أفضل وأقدر صاروخ صنعته الجمهورية الإسلامية حتى الآن، سواء كان الوقود سائلا أو صلبا. بالطبع، تم تحقيق إنجازات كبيرة في مجال الوقود الصلب.
وفي الختام قال نائب وزير الدفاع: سنسلم قريبًا صواريخ استراتيجية تعمل بالوقود الصلب للقوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري.