الخبر وما وراء الخبر

طرف الحرب الأساسي تريد الهروب تحت ظل العناوين !

8

بقلم// أمةالملك قوارة

تقف على استحياءٍ ووجل محاولة إخفاء وجهها الملطخة بالدماء بعد أن نسفت أخلاقها ومحت قيمها وتعرت سوءتها حين تصدرت الحرب بجميع أشكالها وشنته بكل جبروتها، ومزقت الأجسام، ودمرت البنى التحتية، ونهبت الثروات، وأوقعت من الدمار ملا يمكن وصفه، و قادت أساطيل حربية وحركت حرب إعلامية واسعة وشذاذ الآفاق بغرض واضح هو أن تدمر كل شيء وبكل استطاعتها ولا زالت في غيها، أي مملكة هي تلك قد فقدت عفتها وتصدرت حتى الرذائل ذاتها ! والسعودية تقف اليوم على محاولة إعطاء نفسها صك البراءة وتبحث عن الثغور التي قد تُسعفها للخروج من مأزقها فتارة تصف نفسها بالوسيط وتارة تدعوا الأطراف اليمنية للصلح ! ، وحتى الآن لازالت تحركاتها تحت رعاية أمريكية بامتياز ، الغريب في الأمر بعد كل التعري الذي وصلت إليه والمتغيرات التي حصلت إلا أنها لا زالت تكابر وتتلاعب، مالذي تريده ولماذا تريد كسب الوقت في ظل هذه الفترة بالذات ! لكن الجدير بالذكر أن الخيار الآخر قد يوقظ قيلولتها، فالعروض اليمنية للقوات المسلحة والصناعات الحربية لم تأتِ من فراغ وعلها لم تنتبه لتلك الرسالة حتى ينفذ الوقت ويُنّفذ الخيار ..

تحركات واضحة لأمريكا في جنوب اليمن وتغذية واضحة لبوادر الإنفصال مع محاولة الإيقاع بمحافظة حضرموت؛ لتكون قاعدة للتحركات الأمريكية في المنطقة مع تغذيتها إقتصاديا ونهب ما تحويه المحافظة من ثروة نفطية كبيرة! وهنا السعودية تتلاعب وتُماطل لتكسب مزيدا من الوقت ومن تحت الطاولة مشاريع التقسيم والتجزئة وتغذية الصراعات وكسب المرتزقة تجري على قدمٍ وساق، وهي الآن تحاول إيهام العالم بأنها في هدنة ! نعم هدنة مشبعة بالخطط التي تنتهك بها سيادة اليمن أرضاً وإنسانا ، بل هي لا زالت تراهن على الغطاء العنكبوتي الأمريكي، ولم تعِ بعد أنه إذا دق ناقوس الخطر على أمريكا وفشلت مخططاتها وستفشل لا محالة ! ستنسحب تاركة إيها لقدرها ! أي غباءٍ لا زالت تسبح فيه السعودية؟! وماهي معايير مراهنتها ومساومتها ! ويحصل هذا بعد انهدام لكل مشاريعها وأهدافها السابقة في اليمن وحتى على مستوى مرتزقتها عجزت كثيرا على أن تمسك بزمام السيطرة عليهم والتحكم فيهم ! إضافة إلى أن متغير القوة قد تحقق في اليمن فمابلها تغامر وعلها في غمرة سكرتها الآن ! لتوهم نفسها ولتحاول التخلص مما على عاتقها من حق للشعب اليمني، ومن جهة أخرى تسعى دؤوب لخلخلة اليمن وتجزئته بل وهدمه ليسهل السيطرة عليه واستغلاله ..

لم يصل الشعب إلى ذرة أعتقاده بأنه سيأخذ حقه مِن مَن وقع به الظلم والدمار كما وصلت به ثقته اليوم سواء بالحرب أو السلم وعن المثل سيصدق: “لن تموت العرب إلا متوافية” وعن مملكة الغباء لا زالت تقف على شفا جرف هارٍ أمام شعب وقيادة كلاهما مواحد القرار والاختيار، وعلها تلعب على وتر الملف الإنساني ولم تدرك أنه إذا جد الجد ستنفذ القيادة ما وعدت بعده وحذرت منه ! ؛ لينطلق بعدها شعب أخذٍ حقوقه بحد الصواريخ وحر الرصاص ، فالصمت لن يطول ومن عشق الكرامة لن ترضيه فتات الهُدن .
وحدث أنه عندما تكون هناك قيادة تمتلك من الحلم ما عرفه الجميع وتمتلك من شدة وقع الحدث ما انكوت به صدور الأعداء ألما وخوفا ! وهنا وفي ظل هذه الأوضاع يجب على السعودية مضاعة الحذر والإذعان للصلح المشروع فما الذي سيحصل إذا عادت اليمن إلى خيار الحرب وشعب مستعدا لذلك ورجال يعشقون الموت كما يعشق الآخرون الحياة ، إضافة إلى أن كفة الميزان قد خفضت جناحيها للشعب اليمني ! ولأن شعب الإيمان والحكمة يقول لطرف الحرب أن تُحكِم العقل والمنطق وتسير بشفافية نحو خطوات السلم الواضحة من حل للملف الإنساني ، وإخراج القوات الأجنبية وإعادة إعمار مادمرته في اليمن حقا واستحقاقا وليس منحة أو صدقة ! دون تلاعب ودون مراهنة على المماطلة وكسب الوقت ! مالم فلينتظروا ؛ وآن لفرصة كهذه أن تتكرر ! وعن الشعب فبشغفه وحماسه ينتظر قرار الحرب أن يصدر؛ ليكون الحوار الحازم بعدها للطائرات المسيرة والصواريخ اليمنية وإذا ما نظرنا في الأمر فبالتأكيد أنها لم تُصنع ليتم الاحتفاظ بها !