المراكز الصيفية.. تحصين للأجيال الصاعدة من الثقافات الباطلة
بقلم// إكرام المحاقري
ليست عملية لاكتساب الخبرات والمهارات، بل إنها محطة تربوية تعبوية لإنشاء جيل واعٍ معتمد على الله ومجاهد في سبيله، تلك هي الغاية المنشودة من تلك الدورات القرآنية المقامة في «المراكز الصيفية» في مختلف المحافظات اليمنية، وتحت إشراف رسمي وشعبي خاصة من السيد القائد عبدالملك الحوثي، والذي أولى المراكز الصيفية اهتماما كبيرا ، وذلك من أجل تحصين الأجيال الصاعدة من الثقافات المغلوطة والباطلة، والتي هي نتاج خطير لتغلغل الثقافات الغربية في المجتمعات المسلمة.
بدأت «المراكز الصيفية» إنطلاقتها المشرقة بنور الهداية، لترسم لوحة فنية للهوية اليمنية الأصيلة، مجسدة قول الرسول الأعظم محمد – صلوات الله عليه وآله – «الإيمان يمان، والحكمة يمانية»، وتجنبا لما جاء به الغرب من آفة الثقافات الشيطانية المتمثلة في “الحرب الناعمة” الخطيرة، والتي أودت بالمجتمعات المسلمة -والشباب المسلم على وجه الخصوص – إلى حضيض الانحطاط الثقافي، والغفلة عن عقيدتهم الدينية وما شرعه الله تعالى في القرآن الكريم كدستور للبشرية جمعاء، بما يحفظ لهم كرامتهم وعزتهم وسعادتهم، ويجعل منهم أمة عزيزة متبصرة بما يحيكه الأعداء من حولها.
هناك دوما شق من المنافقين يتحركون بجل ما لديهم من إمكانيات إعلامية لمحاربة «المراكز الصيفية» وبث الأكاذيب حولها، وتلفيق الأخبار والقصص الزائفة، خدمة للصهاينة، وهربا مما قد تؤدي إليه هذه المراكز الصيفية من حصانة، وما تحمله في طياتها من نور مبين تجسد في العلم النافع، لذلك نجدهم يقفون موقف المزايدات والمغالطات من منابرهم الإعلامية التي تمثل العدو “الصهيو أمريكي”، وكل من له يد في التضليل على الأمة وتغييب الحقائق، وضرب الأمة في قيمها وأخلاقها، لكنهم لم يحققوا شيئا يذكر، بل أن نتيجة تحركاتهم الساقطة كانت عكسية بتدفق الآلآف من الطلاب للإلتحاق بتلك المراكز في أُسبوعها الأول، وبكل قناعة منهم ومن أسرهم المؤمنة.
وأخيرا، لن يفلح الساحر حيث أتى، فلن يتحقق للعدو أي مآرب تُذكر في ظل وجود الثقافة القرآنية، والقيادة الحكيمة، والوعي الشعبي ضد المؤامرات الصهيونية الداخيلة والخارجية، فقد حدد الشعب اليمني وجهته باتجاه دين الله تعالى ونهجه، حيث العزة، وليحيوا بكرامة، ويترقبوا التمكين من الله لما يصلح دنياهم وآخرتهم، حيث لا تراجع عن التضحيات وبذل الغالي والنفيس من أجل نصرة الدين والمستضعفين في الأرض.
فقد حققت الثقافة القرآنية التوجه الصحيح، وصنعت أمة واعية وقادرة، وخلدت المواقف اليمنية في أنصع صفحات التاريخ، حيث لا قبول بالعمالة والارتهان وحياة الذل والتبعية، فهذه الأجيال الصاعدة والتي ترتشف اليوم من رحيق القرآن وترتوي من مُزن علومه، ستحقق العزة لهذا الوطن، وستنطلق مستقبلا لتحرير المقدسات الإسلامية وجميع الأراضي المحتلة من قبل أحفاد القردة والخنازير، فهم يعون حقا ماهية معنى أن الله قد ضرب على عدوهم الذلة والمسكنة، وأن الله هو الذي سدد ورمى، وأن النصر هو من عند الله، وهذا ما يخاف منه العدو، وهذا ما جعله يشن حربه الإعلامية القذرة على «المراكز الصيفية»، ولن يتحقق لهم غير الخسران المبين، وإن غدا لناظره قريب.