الخبر وما وراء الخبر

لماذا شعار ” الصرخة والمقاطعة”?…(1-2)

4

بقلم / علي عبد الرحمن الموشكي

لو تأملنا في مجريات الواقع وأحداث العالم , وبحثنا عن مصدر الإفساد والإجرام في كل المستويات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية والثقافية والسلوكية والأخلاقية,  وننظر بمعيار من حيث الأكثر فساداً  إقتصادي بكافة أنواعة والفساد السياسي والفساد الإجتماعي من حيث تفكيك المجتمعات وتمزيق نسيجة المجتمعي والتلاعب والتمييز العنصري والفئوي وتصنيف البشر وزرع فيهم سياسات البغاء وتعزيز الشذوذ الأخلاقي على كلا الجنسين ذكور وإناث ومسخ البشر أخلاقياً,  ومن حيث الفساد الثقافي وزرع سياسات إستراتيجية لتعزيز ثقافة الإنحلال والتطرف الفكري والثقافي وأيضاً تعزيز الخروج عن الأخلاق البشرية وعن قيم الإنسانية والأخلاقية , لوجدنا اليهود والأمريكيين هم ذرة الفساد والمتصدرين في جرائم الحرب والفساد الأخلاقي والإقتصادي والإجتماعي بحق البشرية جمعاء.

أتى شعار الصرخة في وجه المستكبرين والطغاة والمستبدين والمستعمرين للشعوب الذي صرخ به  الشهيد القائد السيد / حسين بدر الدين الحوثي (رضوآن الله عليه) بتاريخ 2002/1/17م , وهو يلقي محاضرة مهمة ” الصرخة في وجه المستكبرين ” وضح من خلالها أهمية وضرورة وأسباب الصرخة في وجه المستكبرين , والذي كانت البشرية عامة والأمة العربية الإسلامية خاصة في أمس الحاجة إليه , لإنقاذ البشرية من ذروة الفساد, و إعلان وآضحاً للثورة الإسلامية وعودة للثقافة القرآنية وتمسكاً بمنهجية الله و للأنصاف للبشرية وللأنسانية وتكريماً للمستضعفين , وإخراجاً لهم من ظلمات اليهود والإمريكيين , من موقع العزة والكرامة والنور القرآني الرباني المحمدي الأصيل, في وقت كان العرب والمسلمين أذلاء وصاغرين وخانعين ومنقادين وراء السياسات الأمريكية والإسرائيلية وأساطيلهم وقواعدهم في كافة البلدان العربية, والذي لم يكن يجرء أحداً على رفع الصوت في المنابر وفي المحافل وفي القمم العربية.

هذا الشعار الذي كتب الله له الغلبة والنصر والظهور والإنتشار الواسع والوصل الى كافة المظلومين والمستضعفين في كافة أرجاء العالم, وصل شعار الصرخة الى كافة أرجاء العالم وحرك طغاة العالم أساطيلهم وعملائهم وجيوشهم لأطفاء هذا الشعار وإسكات وتكميم وإعتقال وقتل كل من يصرخ في وجييههم,  بحرب أولى وثانية وثالثة ورابعة وخامسة وسادسة وسابعة وحرب عالمية على من يصرخون ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولكره الكافرون, هذا الشعار الذي أرعب الطاغة والمستكبرين وأعداء الإنسانية وجعلهم يغيرون إستراتيجيتهم وخططهم في العالم وسارع من مخططات العهر والفساد في البلدآن التي تدين بولائهم وتألههم وتواليهم , أشعل هذا الشعار نيرآن الثورة وأعلى من أصوات أفواة المظلومين والمضطهدون في العالم,  هذا الشعار الذي غيب حرية الرأي والرأي الآخر المزعومة وفضح الديمقراطية المكذوبة, وكشف عن وجه الولايات المتحدة الأمريكية الحقيقي الذي كان يتزين بحقوق الإنسان وحرية الأديان وجعلهم يرتكبون أبشع المجازر الجماعية بحق الشعب اليمني وشعوب المنطقة العربية خاصة وشعوب العالم عامة,  أخرجهم من التآمر من تحت الطاولات الى العلن فأخرج سرطان التطبيع والولاء للكيان الصهيوني علنناً للعالم,  هذا الشعار الذي ميز الخبيث من الطيب والمنافق من المؤمن , هذا الشعار الذي تهاوت تحت أقدآم الصادعين به كل قوى الشر والإستكبار العالمي خلال ثمانية أعوام من الصمود في وجه العدوآن الأمريكي الإسرائيلي , وكشف القناع الديني للجماعات الدينية المتطرفة والمذاهب الزائفة المحسوبة على المسلمين, فعندما تريد التمييز بين المتديين بالأسلام من خلال هذا الشعار لأن الفطرة السليمة تنساق وتسير بعد فطرة الله من خلال العداوة لإعداء الله والذلة لأولياء الله, فكان المعيار الحقيقي للتمييز بين الحق والباطل في زمن التدجين وزمن لبس عبائة الدين والتمظهر بالدين شكلياً.

إن الجرائم الأمريكية والإسرائيلية ليست مخفية ومحجوبة عن العالم وعن البشرية فوسائل الإعلام يومياً تعلنها للعالم,  وسياسة المسخ الأخلاقي والقيمي والتمييز العنصري والفساد الإقتصادي ليست مخفية على العالم,  فالفساد الإقتصادي اليوم ذروتة والفساد الإجتماعي ذروتة وجرائم الحرب والمجازر الجماعية ذروتها من خلال أدواتهم داعش مايسمى تنظيم الدولة والقاعدة ذروتها, وتغييب الحق والسكوت عن الظلم وتجرع الباطل ونهب الثروات والإستحواث والسيطرة والإستعمار الفكري والسياسي والإقتصادي ذروتة, ليست غائبة عن البشرية.

فلماذا التعامي والخوف والرضاء بالظلم والسكوت عن الجرائم والإنذلال أمام هؤلاء المتكبرين والمجرمين والذين يريدون أن يستعبدوا البشرية , إن الله خلق الإنسان مكرماً حراً عزيزاً,  لماذا يهين نفسه ويرضى بأن يكون عبداً للطاغوت , من كان أعمى في الدنيا فهو يزداد ظلماً وإفساداً وسيكون أول من يدوس الأمريكيين والإسرائيليين على كرامتة وعزتة,  سياسياً وإقتصادياً وأخلاقياً وإجتماعياً,  سيجعلون منه شيطان من حيث لا يعلم,  لأن الساكت والذي يرضى بالظلم شيطان أخرس.