الخبر وما وراء الخبر

لماذا لا تريد الإدارة الأمريكية إيقاف العدوان وإحلال السلام في اليمن ؟

21

بقلم// عبدالباري عبدالرزاق.

نشاط أمريكي غير مسبوق فيما يخص الملف اليمني منذ بدأت التفاهمات بين الجانبين اليمني والسعودي ، فالإدارة الأمريكية غير راضية تماماً عن هذه التفاهمات وأخرها زيارة السفير السعودي للعاصمة صنعاء برفقة الوسيط العُماني أواخر شهر رمضان ، وهي الزيارة التي تمّت بعيداً عن الإدارة الأمريكية والحكومة البريطانية والمبعوث الأممي ، حيث ضاعف الجانب الأمريكي من نشاطة وتحركاته لعرقلة هذه التفاهمات ، والضغط على النظام السعودي بقطع المباحثات مع الجانب اليمني .

وجد الأمريكي في الحرب والعدوان على اليمن بيئة خصبة لحلب السعودية مئات الملايين من الدولارات ، إضافة الى تحكمه بسرقة وبيع ثروة اليمن النفطية ، وسيطرته على الممرات المائية والجُزر والموانئ عبر الوكيل الاماراتي وأدواتهم المحلية

فعندما بدأت المشاورات في صنعاء ، سارع البيت الابيض إلى إرسال مستشار الأمن القومي الأمريكي “جيك سوليفان ” إلى الرياض، وهي الزيارة التي سبقتها زيارة غير ملعنة لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (ClA) وليام بيرنز ، والذي قال لـ محمد بن سلمان وفقاً لتقارير صحفية ، أن الولايات المتحدة شعرت بالصدمة من تقارب الرياض مع سوريا وإيران برعاية خصوم واشنطن الدوليين ، ويقصد الصين .

كما دفع البيت الأبيض خلال الايام الماضية بالمبعوثان الاممي والامريكي لزيارة السعودية وعُمان واليمن ، في محاولة لخلط الاوراق وإعاقة أي تقدم فيما يخص تفاهمات الوسيط العُماني .. وهنا يتضح للجميع أن السياسية الامريكية تجاه الحرب على اليمن معادية جداً للسلام ،كما يتجلى الاستخفاف الأمريكي وبجاحته المعهودة في رفضة إيقاف العدوان ورفع الحصار عن الشعب اليمني .

وكما أشار رئيس تحرير صحيفة الثورة في صنعاء الكاتب عبدالرحمن الاهنومي في سلسلة تغريدات على صفحته بتويتر ، أن الأمريكي يكذب حتى وإن تحدث عن السلام هو يحاول الظهور كحمامة سلام فهو يريد استمرار الحرب والمعاناة .

وأضاف أن ‏من الأمثلة الواضحة لإعاقة أمريكا للحلول في اليمن، هو اعتبار المبعوث الأمريكي مطالب الشعب اليمني برفع الحصار عن مطار صنعاء وميناء الحديدة والاستفادة من ثروات الشعب لصرف الرواتب، بأنها غير مقبولة “مطالب متطرّفة”! .

وأكد الاهنومي أن المبعوث الأممي لم يأت بجديد إلى صنعاء لا مقترحات ولا تصورات ، الحقيقة هو أنه جاء مرسلاً من الأمريكي خصيصا ليستطلع ويستكشف الأجواء في صنعاء بُعيد مشاورات رمضان التي جهلتها أمريكا وضغطت لوقفها
وقُبيل عودة مرتقبة لوفد السعودية والوفد العماني الوسيط ، ولقد أسمعه الرئيس المشاط ما يجب أن يسمعه .

من جانبها قالت مجلة ” ناشيونال انترست ” إن الولايات المتحدة الأمريكية تعرقل الحل السياسي في اليمن الذي يشهد حربا منذ ثمان سنوات ، وذكرت المجلة في مقابل لها أعده تشاد كانل ، وترجمة ” الموقع بوست ” أن الحرب في اليمن كانت كارثة ، والمحاولات اليائسة وغير الضرورية لمنع السعودية من متابعة علاقات بديلة عن أميركا ليست سبباً للولايات المتحدة لمواصلة المساعدة في التدمير من خلال تقديم المساعدة العسكرية المباشرة .

بلهجه شديدة حذّر رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط ، من سعي أمريكا وبريطانيا الدفع باتجاه التصعيد ، مؤكداً أن الوقائع قد أثبتت أن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا هما من يضعا العراقيل أمام كل محاولات إحلال السلام في اليمن، انطلاقاً من رؤيتهما في أن استمرار العدوان والحصار يمثل مصلحة اقتصادية وسياسية لهما.

وقال المشير المشاط ، خلال لقاءه بالمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن ، هانس غروبدغ قبل يومين بالعاصمة صنعاء ، “ننقل من خلالكم للمجتمع الدولي بما في ذلك الدول الأوروبية تحذرينا من سعي أمريكا وبريطانيا للدفع باتجاه التصعيد، ونؤكد أن العالم كله سيتضرر إذا عاد التصعيد في اليمن، بما فيها أمريكا وبريطانيا ستتضرر، فنحن لن نقبل أن يدخل اليمن في تصعيد جديد وتخرج أمريكا وبريطانيا بسلام”.

وفي إطار استمرار النشاط الامريكي لإعاقة أي تقدم في الملف اليمني  ، أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان الذي من المتوقع أن يصل الرياض اليوم ، في كلمة متلفزة ألقاها نهاية الأسبوع الماضي ، أنه سيتوجة للسعودية لعقد اجتماعات مع قادتها ، وألمح إلى أنه سيتلقي ولي العهد محمد بن سلمان ، وان النزاع في اليمن سيكون موضوعا مهما خلال المناقشات التي ستجري .

ختاماً النظام السعودي أمام اختبار حقيقي ، ليثبت أنه صاحب قرار أم مجرد أداه بيد الإدارة الأمريكية لتنفيذ مخططاتها الاستعمارية في المنطقة ..والسلام تحية .