مكرمة قائد الثورة موقف تاريخي استثنائي… وقبائل أبين تؤكد: صنعاء قبلة التلاحم والتآخي.
تقرير|| أمين النهمي
في مكرمة إنسانية نبيلة تعكس قيم الأصالة والأخلاق والتسامح، تم الإفراج عن الأسير اللواء فيصل رجب بدون أي مقابل تقديرا وإكراما لقبائل أبين، والذي تثبت فيه صنعاء بهذا الموقف الاستثنائي العظيم أنها تملك فائضا من الأخلاق والكرم والشهامة الإنسانية،كما تعكس هذه المبادرة الاستثنائية النبيلة عظمة وحكمة وأخلاق وتسامح ونبل وكرم قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي (يحفظه الله) وحرصه على تعزيز أواصر الإخاء والتلاحم والقيم اليمنية الأصيلة.
وداع مشرّف
وحظي اللواء رجب بوداع مشرف من قبل قيادة صنعاء كما جرى ترتيب مراسيم استقبال في ميدان السبعين أمام جامع الشعب لحظة خروج اللواء رجب من مقر إقامته ولحظة لقائه الأول بالوفد القبلي الذي قدم من أبين، كما قدّم قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، هدية للواء رجب قام بتسليمها له رئيس حكومة الإنقاذ الوطني الدكتور عبدالعزيز بن حبتور حيث حصل اللواء رجب على بندق آلي من نوع (جيفري) إضافة إلى مسدس كلوك واشياء أخرى.
وكان اللواء رجب حين تم أسره في بداية الحرب قائداً للمنطقة العسكرية الرابعة، وهو من أوائل أسرى هذه الحرب ورغم ذلك تخلى عنه تحالف العدوان وحكومة المرتزقة منذ بداية العدوان وحتى الآن، وشطبوا اسمه من كشوفات تبادل الأسرى بين حكومة صنعاء وتحالف العدوان.
تخلى العدوان والمرتزقة عن الأسير رجب
وحول أسباب عدم مطالبة مايسمى بالانتقالي، بإطلاق سراح الأسير فيصل رجب الذي ينتمي لمحافظة أبين، قال القيادي الجنوبي، المقيم في سويسرا، ياسر اليماني :” تعرفوا سبب حقدهم وكرهم لفيصل رجب ابن ابين الأبية، لأنه داس على رؤوسهم في صيف 1994م”، في إشارة منه إلى قيادات “الانتقالي التي تنتمي لمحافظة الضالع، مضيفا في تغريدة له على “تويتر”، أن فيصل رجب من القيادات العسكرية التي اسقطت جبهة الضالع واستولت على قاعدة العند آنذاك، مؤكدا على دور رجب في ترسيخ الوحدة اليمنية.
صنعاء عاصمة السلام
وكان قد وصل وفد قبلي من أبناء أبين يرافقهم عدد من مشايخ شبوة والبيضاء خلال الأيام الماضية إلى صنعاء عاصمة السلام ومهوى الأفئدة وقبلة الوحدة والمواطنة، وكسر حاجز العزلة الذي فرضته ظروف الحرب والأطراف التابعة لتحالف العدوان بين الأطراف والقبائل اليمنية، مطالبين قائد الثورة والقيادة السياسية إطلاق الأسير فيصل رجب بعد أن تخلى عنه تحالف العدوان وحكومة المرتزقة.
وحظي وفد قبائل أبين باستقبال قبلي حافل وكبير وترحيب كبير جداً من قبل قبائل صنعاء وذمار سواءً أثناء قدوم الوفد إلى صنعاء أو حتى بعد مغادرته حيث رافق وفد قبائل أبين أثناء عودته إلى أبين مواكب قبلية ممثلة عن قبائل صنعاء التي احتشدت في ميدان السبعين قبيل إطلاق سراح اللواء رجب، وأثناء عودة وفد قبائل أبين ومعها اللواء رجب ومعهم وفود قبائل صنعاء التي رافقتهم توقف الموكب بمحافظة ذمار حيث استقبل محافظ محافظ بحكومة صنعاء محمد البخيتي اللواء فيصل رجب، وكان البخيتي قد استقبل وفد قبائل أبين أثناء ذهابه إلى صنعاء وقام بإيفاده وضيافته.
الشكر لقائد الثورة
وعلقت أسرة الأسير القيادي اللواء فيصل رجب ، بعد إطلاق سراحه بموجب توجيهات من قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، حيث عبر علي رجب ابن شقيق اللواء فيصل رجب، عن شكره للسيد عبدالملك الحوثي على تلبيته لطلب أسرة وقبائل أبين وإكرامهم بإطلاق سراحه.كما تقدّم بالشكر لرئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط ورئيس حكومة الإنقاذ الوطني الدكتور عبدالعزيز بن حبتور وكافة قبائل صنعاء على الاستضافة لوفد قبائل أبين، معبرا، عن أسفه الكبير تجاه حالة الخذلان التي عاناها اللواء فيصل رجب ممن قاتل وضحى معهم.
وكان رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى عبدالقادر المرتضى، أعلن في مؤتمر صحفي أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء بموجب توجيهات قائد الثورة إكراما لوفد قبائل أبين ومن معهم من القبائل التي حضرت إلى صنعاء، مؤكدا لقبائل أبين بأن اسم اللواء فيصل رجب لم يكن ضمن صفقة التبادل المقبلة وما تم نشره من أكاذيب كان هدفها إفشال مسعى الوفد الذي قدم إلى صنعاء.
وشدد على أن الحديث عن الأسير اللواء فيصل رجب لم يتم في كل محطات التفاوض العشر إلا مرة فقط ضمن صفقة تبادلٍ شاملة لكل الأسرى، معبرا عن أمله من الأمم المتحددة الضغط على الطرف الآخر للتسريع في تنفيذ صفقة التبادل التي تم الاتفاق عليها في سويسرا بالجولة الأخيرة من التفاوض، مضيفا أنه مع إطلاق الأسير اللواء فيصل رجب نؤكد جاهزيتنا لصفقة تبادلٍ شاملة.
ترحيب أممي بمبادرة صنعاء أحادية الجانب
ولاقت هذه الخطوة الانسانية العظيمة إشادة أممية وعربية وعربية ومحلية، حيث رحب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبيرغ، بالمبادرة أحادية الجانب لإطلاق سراح اللواء فيصل رجب، مناشدا في بيان صادر عنه اليوم الأحد، جميع الأطراف البناء على التقدم المحرز وتكثيف الجهود لإطلاق سراح جميع المعتقلين، استنادا إلى مبدأ “الكل مقابل الكل” كما هو منصوص عليه في اتفاق ستوكهولم.
فيما أشاد مجلس الحراك الثوري الجنوبي الأحرار بقرار سلطة صنعاء الإفراج عن الأسير اللواء فيصل رجب، في مبادرة أحادية الجانب. وقال الحراك في بيان إن قرار حكومة صنعاء بالإفراج عن اللواء فيصل رجب يعبر عن حكمة سياسة الإخوة في أنصار الله الذين تجلت حكمتهم ليس بحوارهم مع الرياض فحسب بل تجاه القضية الوطنية في اليمن وخاتمتها في الجنوب”. وعبر الحراك الثوري عن ” امتنانه وتقديره لحسن التعامل مع الأسرى الجنوبيين وفي مقدمتهم اللواء محمود الصبيحي واللواء ناصر منصور هادي واللواء فيصل رجب على الرغم من الإعلام المضلل لاحتلال التحالف الذي يعكس رؤية أخرى غررت بغالبية ابناء الجنوب والقوى المنضوية تحت لوائه”.
ضربة معلم
وفي السياق أكد مراقبون محليون وعرب، أن الخطوة التي أقدمت عليها حكومة الإنقاذ الوطني بإطلاق سراح اللواء فيصل رجب تُعد ضربة معلم قوية فضحت هشاشة علاقة السعودية مع حلفاؤها المحليين من قبائل يمنية ارتهنوا في حضن التحالف، كما أنها تمثل ورقة ضغط على السعودية لإطلاق سراح عدد كبير من النساء والشخصيات السياسية والبارزة من أبناء القبائل اليمنية المعتقلين في السعودية.
قيادة قرآنية
وتصدر خبر الإفراج عن الأسير اللواء فيصل رجب الترند في التغريدات على تويتر، حيث أشار ناشطون إلى أنها فضيحة من العيار الثقيل، عدم طرح المرتزقة اسم الأسير اللواء فيصل_رجب طوال سنوات من المفاوضات، وتم إدراجه لمرة واحدة فقط حين كانت النقاشات حول تبادل الكل مقابل الكل، لافتين إلى أن الافراج عن اللواء فيصل رجب وإكراماه وإعادته إلى أهله وأبناء قبيلته ليس فقط حرا طليقا بل مكرما مأخوذا بين الأعناق، ومحمولا بهدايا العفو والمحبة، هو التجسيد الاكثر لأخلاق وقيم اليمنيين الاصيلة، وتأكيدا على عظمة وحكمة وأخلاق قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي (يحفظه الله).
موقف تاريخي
وأضافوا: “لله ثم والله لن تجدوا أنبل ولا أشرف وأكرم واتقى وأشجع من السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في هذه الدنيا بكلها”، وعندما نقول أن #الحوثي ينتصر فهذا لا يعني أنه ينتصر عسكريا فقط فهو ينتصر أخلاقيا ويكسب قلوب الناس بسمو ودماثة أخلاقة وحسن تعاملة وإستجابته لأبناء شعبه ـ ففي موقف سيخلده التاريخ تم إطلاق #فيصل_رجب اليوم إستجابةً لوجهاء ومشائخ #أبين الأبطال، شكراً بحجم السماء لصنعاء وقائدها وحكومتها وقبائلها على كرم الضيافة، ولنا موعد مع خير قادم
وتابعوا بالقول:” من لا يعرف فيصل رجب فقد كان أحد أبرز القيادات العسكرية التي شنت الحرب على أبناء صعدة منذ 2004 إلى 2014 عشر سنوات، وهو يقتل ويدمر ويستهدف الأطفال والنساء وبعد أن تمكن أنصار الله وقع رجب في الأسر وتم معاملته أحسن معاملة وإكرامه أيما إكرام وفي الأخير تخلى عنه آل عفاش، واهتموا فقط باطلاق أبنائهم وفقط، فبادر أبناء أبين بالوصول إلى صنعاء وبادر السيد المجاهد عبدالملك بتلبية مطالبهم، وأفرج عنه وفوق هذا أعطاه سلاح ومصروف… هذه أخلاق آل البيت عليهم السلام، وأخلاق المسيرة القرآنية”.