الدورات الصيفية تحصين لإبنائنا من مخاطر الضياع والضلال
بقلم// محمد خالد الحبسي
تأتي الدورات الصيفية لما لها من أهمية كبيرة وبالغه في تحصين أبنائنا من الضلال والمضلين والأفكار الخاطئة والعقائد الباطلة والتي هي دخيله على ديننا ومجتمعنا وتنشط وتتحرك الجماعات التكفيرية والوهابية في الساحة بغرض التشوية لمثل هذه الدورات التي تمثل تزويد وتنوير لأبنائنا بالعلوم النافعة والمعارف الصحيحة والتي ينشء من خلالها جيل متعلم متسلح بالإيمان يتربى تربية القرآن ويتثقف بثقافته ويكتسب الوعي والبصيرة
ويتحلى بمكارم الأخلاق والسلوكيات الحسنة جيل مفعم بالخير ومبادر بالإحسان وأيضا تنمية المهارات من خلال الأنشطة المختلفة التي ستقام خلال هذه الدورات وسيكون لها الثمرة النافعة والفائدة الكبيرة في المستقبل
ولنا في ذلك نماذج وقدوات هم أنبياء الله منهم نبي الله إبراهيم الذي كان يطلب من الله أن يرزقه الذرية الطيبة والمباركة قال تعالى « وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآَتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ»
وأيضا نبي الله زكريا وهو يدعوا الله أن يرزقه الذرية الطيبة قال تعالى « هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ»
ولنا في آل البيت من آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أيضا قدوة وأسوة من قال الله فيهم « إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا» فهم سفينة النجاة وطريق الفلاح تتلقى الأمة من خلالهم الهداية والتربية الإيمانية والتمسك بهم يعتبر نجاة من الضلال لأن في هذا العصر في هذا الزمان الذي بلغ فيه الضلال ذروته بوسائل المتعددة في نفس الوقت الذي ينمي فيه قدراته وباطله ومن هذه الوسائل الحرب الناعمة التي تستهدف النفوس تضرب زكائها تبعد الإنسان عن قيم الخير والأخلاق الحسنة تبث سمومها عبر مجالاتها المتعددة سواء عبر الشبكة العنكبوتية أو القنوات الفضائية والتي تصنع عند الإنسان تصورات خاطئة تغزو فكره تخرجه من فطرته الإنسانية تحط من نفسيته يصبح إنسان يلهث وراء شهواته ورغبات نفسه وأطماعها
وأيضا من مجالات الحرب الناعمة زرع كيانات وحركات بين أوساط مجتمعنا المسلم بعيدة كل البعد عن الإسلام وهي البهائية والأحمدية والإبراهيمية وغيرها والتي هي عباره عن حركات تضليلية في الساحة منها مايسعى إلى إقناع البعض من الناس للخروج عن الإسلام المحمدي الأصيل والإرتداد والكفر بما جاء في الإسلام والتبشير بالنصرانية لإخراج أبناء شعبنا وأمتنا من الإسلام
وأيضا ضرب الهوية الإيمانية ومحاولتهم الرفع والإعلان من شأن العناوين المذهبية والحزبية والمناطقية والجغرافية وغيرها
فالهوية الإيمانية تعتبر الهوية الجامعة لكثير من البشر على إختلاف أعراقهم وشعوبهم وعادتهم وتقاليدهم
فهي مسؤوليتنا في هذا الجيل لترسيخها للاجيال اللاحقه
وهي الهوية التي وصفنا بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال «الإيمان يمان والحكمة يمانية»
إنتمائنا الإيماني الأصيل مواقفنا الثابته قيمنا الإنسانية قضيتنا الواحدة مسؤوليتنا الجماعية إنما هي نابعة عن هذا الإيمان الراسخ الممتد عبر الأجيال من زمن رسول الله صلوات الله عليه وآله إلى اليوم وهي التي تتجسد في سلوكنا ومواقفنا العملية ونتعامل بها في واقعنا الإيماني
فنرجوا من الأباء الأعزاء الدفع بأبنائهم لمثل هذه الدورات الصيفية والتشجيع لهم للإلتحاق بها وأيضا المدرسين والثقافيين الذين سيقومون بالتدريس في هذه المدارس عليهم أن يستشعروا مسؤوليتهم أمام الله وأن يبذلوا قصارى جهدهم في التعليم لأبنائنا والإرتقاء به إلى الأفضل فهذا هو جيل الغد بإذن الله