الخبر وما وراء الخبر

علم وجهاد…تحصين وبناء للنشء والشباب

29

بقلم// وسام الكبسي

يحيط بالمجتمع العربي وفي مقدمتها اليمن واقع فرض من قبل منهدسي الفكر في الغرب لخلق توجهات ورؤى تصب في صالح الإمبريالية الغربية رُسمة وفق مسارات متعددة لذات الغرض وهو السيطرة الفكرية و الذهنية ليسهل لهم توجيه بوصلة العداء إلى الداخل ,واستطاعوا بمكرهم الشيطاني الخبيث الحصول على بيئة رخوة ساعدتهم على المضي في إدارة الصراع في البيت( الإسلامي العربي) الواحد وإيجاد شرخ عميق بين أفراد مجتمع هذا البيت العتيق وصولا إلى إزهاق الأرواح وسفك الدماء بدمٍ بارد واعصاب هادئة ومازالوا حتى اللحظه, والسبب الوحيد هو عدم الفهم الواعي لطبيعة الصراع من خلال القرآن الكريم ابتداء من تربية النشء والشباب التربية الإيمانية الصحيحة وتوجيه طاقاتهم ومداركهم فيما يبني المجتمع واكتشاف المواهب والإبداعات والاهتمام بها ورعاية ذلك رسميا وفق خطط مدروسة لبناء جيل مسلح بالعلم والبصيرة العالية .

لذا من الضروري أن يعرف المجمتع اليمني والمجتمع الإسلامي بصورة عامة إن الاعداء تحركوا وفق مسارات متعددة لسيطرة على الذهنية أهمها إيجادمدارس إسلامية ذات فكر متطرف مشبع بالثقافات المغلوطة وهيئوا لتلك المدارس كل أسباب البقاء والتوسع واختاروا له نظام آل سعود كراع رسمي بما يمتلك من سلطة ومال وحقد ومخرجات تلك المدارس (قاعدة- داعش-تطبيع- وارتزاق) بإدارة مباشرة من الصهيونية في إسرائيل. والمسار الآخر هو التمييع والانحراف الأخلاقي عبر وسائل متعددة لخلق جيل منحط لاهدف له في الحياة سوى إشباع غريزته برعاية رسمية من الأنظمة العربية وفي مقدمتها نظام آل سعود ,بينما العدو الإسرائيلي لديه توجه مغاير تماما فيما يخص النشء والشباب اليهودي يتمثل في الإهتمام بالمنهج التربوي سواء في المدارس او المدارس المغلقة وغيرها ينصب اهتمامهم على التعبئة المستمرة ضد الإسلام وتوجيه طاقاتهم ومداركهم ومواهبهم فيما يخدم الصهيونية وترسيخ حالة العداء للإنسان وخاصة المسلم بشكل كبير جدا .

ولأهمية بناء المجمتع الواعي والمستبصر تقام الدورات في المركز الصيفية تحت شعار( علم وجهاد)يتلقى فيها الطالب العلوم والمعارف وفي مقدمة ذلك القرآن الكريم تلاوة واتقانا وحفظا وترسيخ مفاهيمه لينعكس في سلوك وأخلاق الطالب ليكون له دورا متميزا في الحياة بما يمتلكه من زكاة في النفس ,وسمو في الأخلاق, واستنارة في الفكر ,فيكون عنصرا خيّرا وفعّالا إلى جانب الأنشطة الرياضية والترفيهية ,واكتشاف للمواهب وتنميتها ورعايتها

إن الكل معني الأب والأم ,العاقل والشيخ ,التربوي والثقافي, الصحفي والخطيب,التاجر والكادح, النخب والساسة ,السلطة المحلية والمركزية, الكل معني لحشد الطاقات وتظافر الجهود لتحصين أبناءنا وبناتنا ,النشء والشباب من الثقافات
المغلوطة التي اكتوى الجميع بنارها ومازلنا نعاني من سمومها الخبيثة وشرها المستطير , في ان نوجههم التوجه الصحيح ,التوجه الذي يبني الإنسان كإنسان دوره المحوري يرتكز على بناء الحضارة كخليفة لله في أرضه لا أن نسمح لأبنائنا وبناتنا في عطلة الصيف ان ينزلوا إلى الشواراع يلتقطون العبارات السمجه والسخيفة والحركات السوقية التي تحط من مقام الإنسان وتذهب بأخلاقه أو أن يمكثوا خلف الشاشات يتسكعوا من قناة ماجنة إلى اخرى فاجرة من فيلم الى مسلسل اللعن يتحول الفرد منهم إلى بليد متسخ الفكر ساقط الأخلاق منعدم الغيرة والحمية , أو يذهبوا الى نوادي لا هدف لها سوى الاستقطاب الشللي الذي قد يفقد الأب والأم السيطره على فلذة الكبد وهو في سن قابل لتعبئة والتوجه .

إن التوجه الصحيح والاختيار الحكيم هو الإهتمام بإدخال ابناءنا في المراكز الصيفية لما تمثله تلك المراكز والدورات سواء كانت _مغلقه او مفتوحه_ من أهمية في بناء جيل متسلح بالعلم والمعارف المتنوعة ,علم يحقق الغاية من وجود الإنسان وجهاد يبني ما دمرة الاعداء من إنسانية الإنسان وحياته, خاصة ومجتمعنا يواجه تدفق هائل من الأفكار المنحرفة عبر الوسائل الإعلامية المتنوعة وقنوات التواصل الإجتماعى حيث يبذل اليهود كلما بوسعهم لتدمير شبابنا بالثقافات المنحرفة الدخيلة على ديننا وهويتنا الإيمانية وعاداتنا وتقاليدنا الأصيلةوالتي يجب على الجميع الحفاظ عليها من خلال إلحاق أبنائنا في المراكز الصيفية وتحصينهم بالثقافة القرآنية ,وهذا هو التحصين حينما يعرف الجيل ثقافته ويعتز بانتماءه اليها ويعرف عدوه ويعمل كل مايقيه من ثقافتهم وتظليلهم ومواجهة خططهم الشيطانية التي تهدف الى استعبادنا ونهب مقدراتنا والسيطرة على مقدساتنا , وفي هذه الدورات والمراكز يحق للجميع الإطلاع على مناهجها وطرق وأساليب التدريس فيها بل وحتى المشاركة في ذلك