الخبر وما وراء الخبر

الخيواني شهيد المرحلة الصعبة

102

بقلم / زيد البعوة


 

كنت كريماً وعبدت الكريم فأكرمك بالشهادة اليوم تبكيك النفوس الكريمة وتبكيك الثورة

ويبكيك الثوار والعيون تتذكر انها لن تراك الا في الفيديو والفوتوغرافي فيسيل مائها ليغرق اجساد اصحابها وثيابهم …. تبكيك الاقلام التي كنت تكتب بها حتى جف حبرها وتنتحر الأوراق التي طالما كتبت عليها وتعلن الصحف التي كانت تتشرف بمقالاتك وكتاباتك في اعمدتها انها ستضل تلعن قاتليك عدد الحروف والكلمات التي كتبتها وفاءً لك …

اليوم تعلن الحرية انها فقدت احد ابطالها ورجالها اليوم تفتقد الكلمة الصادقة فماً طالما تكلم باسمها… اليوم تعلن الجرأة والشجاعة اهتزازها حين بحثت عنك فلم تجدك وقد كانت تستأنس بوجودك الى جانبها لتجسدها في الواقع

مثل اليوم حين تم اغتيالك والغدر بك تم الغدر بالنواياً الحسنة ولم يتبقى الا النوايا الخبيثة والسيئة …. اليوم لم يتبقى امام صحيفة الشورى وصحيفة الامه التان تشرفتا بحروفك الا الاحتفاظ بماضيك وذكرياتك لتوزعاها كهدايا في الوقت الحاضر لعشاقك ومحبيك …. مثل اليوم ودعناك ونحن يومها لوداعك مذبذبين بين ان نفرح لك بالشهادة وبين ان نحزن لفراقك …

كيف لا نبكيك ونحزن عليك وقد كان قلمك يرعب الفاسدين ويسهرهم كيف لا يغمى علينا وكلماتك وحروفك التي كنت تخطها في زمن الصمت والتي مازال صداها يدوي في مسامع المجرمين فتبهتهم ومازال طنينها في اذان المستضعفين فتبعث فيهم روح الامل …. اي حقوق واي سياسه واي ناشطون ان لم تكن انت رائدهم وملهمهم فقد كنت نعم الناشط ونعم الحقوقي ونعم السياسي لم تدافع يوماً عن الطغاة بسم حقوق الانسان ولهذا كنت انساناً ولم تكن يوماً كسولاً عن ان تكشف زيف الفاسدين ولهذا كنت ناشطاً ونشيطاً ولم تلعب بك السياسة لتحرفك عن الحقيقة والصدق فكانت سياستك فريدة من نوعها ….

ما يزال السجن الذي كنت بين جدرانه يروي قصة صبرك لكل السجناء ولايزال السجان الذي عذبك مصدوماً ومذهولاً بسبب شجاعتك … مازالت المقالات التي كنت تكتبها بعناوينها الرنانة (علي كاتيوشا) وعيد الجلوس ) وغيرها الكثير تعطي دروساً لبقية الكتاب والصحفيين عن معنى الكتابة في الوقت الصعب…

عام مر على فراقك وياله من عام كله شهداء وتضحيه وصبر وصمود اه لو كنت بيننا لتشاركنا احزاننا على فقد الرجال العظماء وعلى الجرائم التي يرتكبها العدوان السعودي الأمريكي وتشاركنا افراحنا بالانتصارات التي يصدرها الجيش واللجان الشعبية ولا شك انك تفعل ذلك فبالتأكيد انت تعيش حالة يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم …. اليوم انت تكتبنا ونحن نحاول ان نكتب عنك فاقبل منا عزائنا لأنفسنا فيك وسامحنا ان قصرنا في حقك او اسأنا اليك او فرطنا فيك فرحة الله وسلامه عليك.

مشاركة عبر :
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com