في ظل تحركات أمريكية لعرقلة المفاوضات .. صنعاء تحذر العدوان: المعركة القادمة لن تكون داخل اليمن
لا ينفك الأمريكي يعرقل مسار المفاوضات ويبحث عن استمرار الحرب في اليمن، إذ تُحقق له الحرب هذه مكاسب عسكرية واقتصادية لا ترغب واشنطن بالتخلي عنها، ذلك ما كشفته تحركات الإدارة الأمريكية اللافتة بعد عودة السفير السعودي محمد آل جابر من محادثات صنعاء، وذلك عبر اتصالات رفيعة مع الرياض لبحث الملف اليمني والذي كان العنوان الأبرز في الاتصال الهاتفي بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود في إطار إفشال جهود السلام في اليمن، وكان وفد من البيت الأبيض أجرى محادثات مع محمد بن سلمان حول ملف اليمن وذلك بعد يوم واحد من عودة الوفد السعودي من صنعاء، مؤكدا دعمه للسعودية على صعيد اليمن وغيره من الأماكن .
تصعيد أمريكي في حضرموت
وفي ذات السياق وخلال اليومين الماضيين صعّدت الولايات المتحدة الأمريكية، من تحركاتها في المناطق الشرقية اليمنية، في إطار مساعيها لتقويض جهود السلام في البلد، حيث قام السفير الأمريكي لدى الرئاسي، ستيفن فاجن بزيارة لمحافظة حضرموت، في زيارة هي الثانية خلال أقل من 5 أشهر، وأجرى عدة لقاءات في مدينة المكلا، مع شخصيات قبلية.
وتأتي هذه التطورات، في سياق تحركات عسكرية أمريكية واسعة في حضرموت وعموم المناطق الساحلية الشرقية لليمن، ضمن مخطط لتثبيت نقاط سيطرة في تلك المناطق الإستراتيجية، لعرقلة المفاوضات القائمة بين الرياض وصنعاء، حيث تصر واشنطن على إفشال مساعي إنهاء العدوان على اليمن، الذي تشارك فيه بصورة رسمية.
صنعاء تنصح الرياض بعدم الرضوخ
واتهمت صنعاء، واشنطن بمحاولة إفشال جهود السلام في اليمن، ونصحت الرياض بعدم الرضوخ للضغوط الأمريكية، حيث أشار رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط في خطابه بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك إلى أن الولايات المتحدة تسعى لعرقلة جهود السلام ولا تريد حلحلة الملفات الإنسانية، ناصحا السعودية بعدم الرضوخ للضغوط الأمريكية ، وقال”ليس من مصلحة الرياض والمنطقة الرضوخ للضغوط الأمريكية “.
وأكد الرئيس المشاط التمسك بحقوق شعبنا المشروعة في الحرية والاستقلال وحقه في وقف العدوان ورفع الحصار وتسليم الرواتب من عائدات ثرواتنا السيادية”، لافتا إلى أن الرضوخ للضغوط والمساعي الأمريكية سيكون على حساب دول العدوان وسيجلب لها الدمار وعدم الاستقرار .
تحركات أمريكية لعرقلة مسار المفاوضات
وقال نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع العميد عبدالله بن عامر في تدوينة على (تويتر): ” حديثنا عن الدور الامريكي المتوقع في عرقلة استكمال مسار التفاوض ليس مجرد تحليلات بل استنتاجات تستند على التحركات الامريكية الاخيرة “، مشيرا إلى أن المعلومات الخطيرة التي وردت في وثيقة سرية مسربة تتضمن اشتراطات امريكية بشأن مستقبل اليمن ورفض لبعض القضايا كدفع المرتبات.
وأشار في تغريدة أخرى إلى ” أن رغم تصاعد المواجهات في السودان إلا أن اليمن كان على رأس اهتمامات وزير الخارجية الامريكي خلال اتصاله بنظيره السعودي”، لافتا إلى أن التحرك الذي تضاعف بعد الزيارة الى صنعاء يؤكد أن الأمريكي يعمل على تأجيل الحل النهائي والمتوقع أن تتعقد الامور أكثر خلال الأسابيع المقبلة .
ولى زمن الوصاية على اليمن
وخلال زيارته للمرابطين من منتسبي المنطقة العسكرية الخامسة في الساحل الغربي، أكد وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، أن “زمن الوصاية على اليمن قد ولّى إلى الأبد” و”إن البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن ومياهنا الإقليمية هي منطقة يمنية خالصة، وسيادتنا البحرية عليها كاملة، ونحن كفيلون بتوفير الحماية اللازمة لها، وتأمين الملاحة الإقليمية والدولية”.
المعركة القادمة لن تكون داخل اليمن
وحذر دول تحالف العدوان من أي إلتفاف أو مناورات في التعاطي مع هذه التفاهمات لأن أي نقض أو مراوغة لأي اتفاق أو تفاهم سيعود بالخسران عليها، وستوقعها في مآزق لا نهاية لها.، وقال: ” نصيحتنا الصادقة للعدوان، ومن تحالف معهم، أن يتعلموا من الدروس السابقة لأن بنادقنا ومدافعنا وصواريخنا ومسيراتنا جاهزة، وعليهم التأكد أن المعارك القادمة لن تكون داخل اليمن كما يتوهمون بل ستكون في مفاصل العمق البعيد للعدوان، والتي سيجعلها تدرك جيداً معنى الألم الكبير”.
على الطرف الآخر مراجعة حساباته
وقال نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي العميد عبدالله بن عامر، إن من يتوهم إمكانية الخروج مع الابقاء على الأدوات بالتسليح والتمويل وبالتالي إستمرار الصراع وكأنه بين اليمنيين عليه أن يراجع حساباته فقد تفشل عند أول معركة، مضيفا في تغريده له على تويتر” وزير الدفاع أشار في زيارته للمرابطين في الساحل الغربي ” إلى أن المعارك القادمة – في حال اندلاعها – لن تكون داخل اليمن، هي رسالة لابد أن يقرأها الطرف الآخر جيداً”.
ختاما
على دول تحالف العدوان الصهيوأمريكي السعودي الإماراتي أن تأخذ نصائح القيادة الثورية والسياسية والعسكرية بعين الاعتبار، وأن تراجع حساباتها فاليمن الآن ومستقبلا عصي على السير خارج هويته وتاريخه بعد أن استرد ذلك عبر الصمود واجتراح المعجزات، «وكان حقاً علينا نصر المؤمنين».
*المصدر: موقع21 سبتمبر