وصل أسرانا حاملون بشارات الإنتصار
بقلم// عدنان علي الكبسي
خرج الأسرى منتصرون أعزاء شامخون، لم يهنوا لطول أمد الأسر، ولم يضعفوا من سوط الجلاد، ولم يستيكنوا خلف القضبان، حولوا سجونهم إلى محراب عبادة لله الواحد القهار الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ورتلوا آيات الله حتى حفظوها ووعوها واستوعبوها، فحولتهم آيات الله إلى كتلات صلبة أمام طغيان وجبروت العدوان ومرتزقته.
ودع الأسرى سجونهم وهم يقطعون العهد بأنهم عائدون إلى جبهات العزة والكرامة لتحرير ما تبقى من البلد.
وصلوا مطار صنعاء ساجدون لله شكراً وحمدًا على خروجهم من الأسر، واضعون جباههم الشامخة على أرضية عاصمة بلدهم، مسبحون مستغفرون لله كما كانوا مسبحين مستغفرين في الجبهات عند كل إنجاز وانتصار.
وصل أسرانا حاملون بشارات الإنتصار، ووجههم مسفرة متهللة، واثقون بوعد الله، ويقينهم كبير بنصر الله، مستبشرون بأحقية موقفهم وعدالة قضيتهم، قائلون لشعبهم جئناكم من سجون الأعداء دعمًا وسندًا لكم لنواصل معكم الجهاد في سبيل الله، جئناكم بنفوس أبية وروحية عالية لا نهاب الظالمين ولا نخشى المتجبرين.
مع شدة المعاناة، وألم التعذيب الجسدي والنفسي ازدادوا إيمانًا، وترسخ اليقين في نفوسهم أنهم هم الذين على الحق، وأن عدوهم هو عدو ظالم متجبر مستبكر عتل مجرم لا يفقه شيئًا، لا يميز حسن الأمور من مساويها، ازدادت معرفتهم لعظمة المسيرة القرآنية التي ينتمون إليها، فصبروا وتحملوا وضحوا وقدموا أصدق المواقف وأشجع البطولات، ازدادوا إيمانًا بوجوب الجهاد ضد هذا العدو، واستيقنوا بأهمية الجهاد في مواجهة الظالمين والمجرمين.
فصبر الأسرى يمنحنا درسًا أن المعاناة مهما كبرت، والمأساة مهما طالت فنهايتها الفرج والنصر طالما رجال الله مواصلون درب الجهاد.
فما أعظمها من أيام وما أسعدها من لحظات ونحن نستقبل الأسرى العظماء الذين قاتلوا في سبيل الله ببسالة وشجاعة قل نظيرها، وانتصر الشعب اليمني بخروج أسراه نصرًا كبيرًا، ولولا مواصلة الجهاد، ودك العدو لما فرحنا بخروج أسرانا، ولكان أسرانا ولكنا في خبر كان.
فعهدًا للأسرى المحررين كما وجدتمونا مستمرون في الجهاد في سبيل الله، وتحت قيادة علم الهدى السيد المولى عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- لنستمرن في خط الجهاد حتى نلقى الله شهداء في ميادين العزة والشرف والكرامة.
ونعاهد الأسرى الذين لا زالوا خلف القضبان أننا مستمرون في حركتنا التحررية الجهادية حتى تنعموا بالحرية، فإن أرادت دول العدوان ومرتزقتهم أن تستمر في تبادل الأسرى فنحن نمد أيدينا لتبادل الأسرى، وإن رفضوا فنحن حاضرون في جبهات القتال بيدنا الطولى، والمواصلة في تطهير ما تبقى من البلد المحتل، وكما انتصر الشعب اليمني بخروج أسراه فإن النصر حليفه بإذن الله.