الخبر وما وراء الخبر

رحلة أسير بين كنف الحق وبين جحيم الباطل ..فروق تحليلية من الواقع

7

بقلم // علي عبد الرحمن الموشكي

اليمن بكل مافيها إزدادات بهاء ونوراً , أرضها وسمائها وشمسها وهوائها, تحتضن أسرانا العظماء كيف لا وهم من خرجوا في سبيل الله يدافعون عن الأرض والعرض ويواجهون تحالف العدوآن الأمريكي الصهيوني, بطائراتة ودبابتة ولفيفة من المرتزقة وشذاذي الأفاق من باعوا كرامتهم ودينهم وأرضهم وعرضهم وكانوا شريكاً رسمياً في قتل مئات الآلالف من الأبرياء بالغارات الجوية والحصار البحري والجوي والبري, فكان الجهاد المقدس من خلال معاركهم التي خاضوها في وجهه العدوآن الأمريكي الصهيوني كانت بروز الإيمان كله للشرك كله, فتعالوا نتعرف على الفرق بين معاناة الأسير المرتزق لدى المجاهدين أبناء المسيرة القرآنية والأسير المجاهد لدى دول تحالف العدوآن السعودي الإماراتي ومرتزقتهم.

أسير الحرب, لقد عرف على مدى تاريخ البشرية في جميع الحضارات أن أسير الحرب يعامل معاملة أخلاقية, لا يهان ولا يذل ولا يجوع ولايعامل معاملة الحيونات, بل يكرم ويحترم ويحضى بالرعاية وإن كان جريح يحرص خصمة على علاجه وتقديم الدواء والعناية به, لأنه أصبح بين يديك ضعيف لا يملك سلاح ولا يتعامل معك بعدائية ولكنه أصبح في كنفك وتحت رحمتك, فإذا كنت تحمل أخلاق حرب ولديك رجولة ولديك مبادئ وقيم عسكرية ونضالية ووطنية , فسينعكس ذلك على تعاملك مع الأسرى, حتى يشعر خصمك أنك قابلاً للحوار وتمتلك روحية حل الأزمة وأن آخر شيئ هو ما وصلت إليه من تحرك للحرب والمواجهة والنزال, وإلا فلديك من القيم والمبادئ والأخلاق ما يأهلك لكي تكون شريكاً في البناء والنماء وتحمل هم المصلحة العامة وليس لديك عنصرية أو مذهبية أو طائفية.

واقع الأسير يشرح تفاصيل ومدى الروحية التي يحملها الخصم أو الطرف الآخر, فعندما نرى مدى إهتمام القيادة القرآنية ممثلة السيد القائد (يحفظة الله), من خلال الرعاية الصحية والغذائية والدينية وكسر حاجز الخوف من أول وهلة يقع فيها الأسير بين يدي المجاهدين تجده يطمأنه (لا تخاف لا تخاف أنت أخونا أنت بين أهلك, تفضل الماء والعصير والبسكويت وإرتاح وأستضل تحت هذه الشجرة ) ويتفقده إن كان جريحاً يانادي للإسعاف لكي يسعفة ويقدم له الرعاية الصحية والأهتمام , وإن كان ينزف يضمد جروحة, الكثير من الرعاية التي يعنى بها الأسير من قبل أبناء المسيرة القرآنية, قد لا تقدم له عند من يحرب في صفهم ويتحرك تحت رآيتهم وتحت لوائهم, وباذلاً نفسه في سبيلهم.

على خلاف المعاملة من الطرف المحسوبين على دول العدوآن, فالأسير المجاهد يعاني وقد يترك إذا كان مجروح ينزف حتى الشهادة في سبيل الله, ويضرب ضرب عنيف ويتم قذفة بألفاض وسب وشتم بصورة قذرة ويجرد من ملابسة وإذا وجدو رقم تلفون أهله في المحفظة يفزعونهم ويسبونهم ويقلقونهم, بعد ذلك يسوقونه الى الزنزانة بعد خضوعه لتعذيب شديد , وفي الزنزآنة التي البعض منها وخاصة سجون مأرب لايوجد فيها حمامات ولا نوافذ ولا تهوية ولافراش للنوم وغرفة ضيقة جداً ويزدحم الأسرى فيها إزدحام شديد, وكل يوم يموت الأسير سبعين مرة, إفزاع وإقلاق وتعذيب كما كان يحصل أيضاَ في سجون عدن من قبل الإماراتيين , لا يوجد أسوء من سجون المرتزقة وبائعين الأوطان أقسى من تلك السجون, ونقص في الغذاء والصحة والوضع النفسي, ولا حتى مصلى يصلي فيه الأسير, وكأنة بين يدي سفاحين وقتلة وعصابات ومافيات وهم فعلاً كذلك.

إن الأسير المجاهد يعاني عند المستكبرين والطغاة, لأنهم ليس لديهم ضمير إنساني ولايمتلكون ذرة من إباء, يقتلون أسراهم في الأماكن والسجون المعروفة لديهم وقد زار هذه السجون الصليب الأحمر ومسجله أنها سجون, ومع هذا تلحقهم طائرات التحالف وتعمل على تصفيتهم,وهم محسوبين عليهم ويقاتلون من أجل باطلهم, لكنهم يسترخصون الدم اليمني, فلا يوجد لديهم فرق بين مرتزق يقاتل في صفهم , أو شرفاء يدافعون عن كرامتهم وعرضهم, أو أبرياء يقتلون بغاراتهم التي إستهدفت الأسواق العامة والمدن السكنية والمدارس والجامعات والمعاهد وكثير جداً من الأماكن التي نالها النصيب الأوفر من غارات تحالف العدوان السعودي الأمريكي وكان ضحيتها مئات الآلالف من الأطفال والنساء والكهول.

إن الأسير المجاهد المحرر, إنتصر لقضايا الأمة وبصبره وصمودة نلنا الحرية وإرتفعت رؤسنا شامخة عليه, فمنهم تعلمنا الإباء وحب التضحية والفداء, كيف لا وهو من بذل نفسه وتحرك ومات في اليوم الواحد سبعين مرة, كابد وعانى وصبر وتحمل, كيوسف (عليه السلام) , فحول سجنة روضة من الجنة وزرع في حنايا قلبة جذور الأيمان التي تعاضمت ونمت حتى تملك جدرآن قلبه ذكر الله فحفهم الله برعايتة ولمسنا ذلك من خلال إشراقة وجوههم المنيرة بنور الأيمان وإبتسامتهم التي تعانق نسمات هواء اليمن, وسجودهم الذي يثبت مدى تعاضم إيمانهم وتقدير نعمة الحرية والعيش بكرامة التي إفتقدها منهم حتى يقاتلون في صفوف تحالف قوى الشر والظلال.