وسيبقى نبض القلب اليمني فلسطينيًا
بقلم// عدنان علي الكبسي
رغم تحالف قوى العمالة، وعدوان العملاء والمنافقين، رغم استمرار الحصار على الشعب اليمني، رغم التخاذل العربي وصمت الشعوب أمام ما تعرض ويتعرض له الشعب اليمني من عدوان وحصار منذ ثمان سنوات، خرج اليمنيون في مسيرات يوم القدس العالمي في المحافظات المتحررة ليقفوا بكل جد مع القضية الفلسطينية.
أعلن سفير الخيانة والعمالة السعودي عدوان بلده على اليمن من واشنطن الأمريكية وباللغة الإنجليزية، أُعلن العدوان على اليمن من أمريكا، بإشرافٍ أمريكي، وهو واضح ومكشوف الدور الأمريكي في العدوان على بلدنا- كدورٍ أساسيٍ- في اعترافات لمسؤولين أمريكيين، السلاح الذي يُقتل به أبناء شعبنا معظمه سلاحٌ أمريكي، كذلك القنابل التي مزقت أشلاء أطفال ونساء اليمن، وقتلت أبناء الشعب في مختلف المحافظات اليمنية، هي قنابل- معظمها- أمريكية، وشنتها مقاتلات وطائرات أمريكية، بتدريب أمريكي، وإشراف أمريكي، وحتى تحديد الأهداف على الأرض كان من الجانب الأمريكي.
لماذا يُستَهدف الشعب اليمني؟!، لأن الشعب اليمني يريد أن يتحرر، وبدأ يتصدر الشعوب التي لها موقف بارز في العداء لإسرائيل، شعب عرف عنه- بشكل كبير وبارز- عداوته لإسرائيل، ومناهضته للهيمنة الأمريكية، هذا التوجه التحرري هو أصل مشكلة اليمنيين مع الآخرين، الذين أرادوا أن يستحوذوا على شعبنا مع بقية شعوب المنطقة، أرادوا لليمن أن يبقى تحت الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، أرادوا لليمنيين أن يكونوا جنودًا مجندة للأعداء يقاتلون بهم من أرادوا من الشعوب الإسلامية.
في كل عام الشعب اليمني رغم ما يعانيه من العدوان والحصار الشديد يتصدر الساحة العربية في خروجه الكبير ليحيي يوم القدس العالمي، وهذا موقعه اللائق أن يكون الأول في التضامن والوقوف مع الشعب الفلسطيني.
في كل عام يخرج الشعب في يوم القدس العالمي من تحت الركام، والجرح ينزف دمًا، والطائرات العسكرية تجوب سماء بلده، يخرج كل عام ورأسه في يده ليصرخ مهما دمرتم أيها المنافقون، ومهما قتلتم فسيبقى نبض القلب اليمني فلسطينيًا، ويهتف في كل الساحات وأمام كل العالم بالموت لإسرائيل، ولننصرن إخوتنا الفلسطينيين ولو كره المنافقون وأسيادهم.
وفي هذا العام خرج الشعب اليمني العزيز، يمن المواقف الإيمانية، يمن الرجولة والشجاعة والإباء، يمن التضحية والصمود، خرج بكل شموخ وفخر واعتزاز في مسيرات يوم القدس العالمي ليعبروا بحق عن الموقف الحق، الذي يجب أن تتبناه جميع الشعوب الإسلامية، وتصدر كل الساحات بخروج جماهيري قل نظيره معبرًا عن موقفه الإيماني والإنساني والأخلاقي تجاه القضية الفلسطينية، ومعلنًا العداء ضد أعداء الله، أعداء الإنسانية، اليهود الصهاينة، ومعلنًا سعيه للتصدي للأعداء والذي يعتبر التصدي لهم، والعمل على دحرهم من الأرض الفلسطينية، جهاداً مقدساً، كما يعتبر العداء لهم، ومقاطعتهم، والتحرك ضدهم في كل المجالات، مسؤوليةً إيمانيةً وإنسانية.
خرج اليمنيون في يوم القدس العالمي ليؤكدوا على ثباتهم على موقفهم المبدئي الإيماني في مناصرة الشعب الفلسطيني، وليؤكدوا وحدة موقفهم مع الأحرار من الأمة الإسلامية، والوقوف مع المجاهدين في فلسطين، ومع محور الجهاد والمقاومة.
خرج اليمنيون في يوم القدس العالمي ليؤكدوا على استعدادهم وحضورهم لأن يخوضوا أي معركة فاصلة وحاسمة ضد العدو الصهيوني الكيان المؤقت والزائل، واثقين بتحقيق وعد الله بالنصر الحاسم.