الخبر وما وراء الخبر

على آل جابر إلتزام الأدب في حضرة الأنصار ولا ينسى أن نجاح المفاوضات سيجنب السعودية نيران الصواريخ اليمنية

16

بقلم// عبدالرحمن العابد

الأنصار يمتلكون خبرة كبيرة في المفاوضات لا يستهين بها إلا أحمق، وسأحاول تقديم سيناريو تخيلي لما حدث.. واسمحوا لي أن أقدم نصيحة مجانية لمحمد آل جابر باعتباره ضيف وربما تصله.

أولا السيناريو التخيلي:
ساعد الأنصار على إنزال السعودية من الشجرة كي يخففوا عليهم وعلينا الكثير من الوقت والجهد حتى تحقق ذلك، خصوصاً أن السعودية لمست كذب ومراوغة ونصب من يعتبرون حلفائهم أو “تابعيهم” المرتزقة.
بعد نزول السعودية من الشجرة كان لا بد من أن يتم التعامل بواقعية مع السعودية وتقديم المطالب الحقيقية والمشروعة لإيقاف الحرب والدخول في مرحلة سلام، وأصبح من المهم أن يصعدوا الدرج خطوة خطوة كما في الصورة الثانية، ولا عيب أو ضير في ذلك.. فعليهم تحمل مسؤولية ما جنته أيديهم.

ونصيحتي لمحمد آل جابر:
أولاً إنسى جوالك وتويتر، فأنت جوار الاستاذ محمد علي الحوثي، وليس اليدومي بجوارك حتى تعتقد أن بإمكانك قول ما تشاء.
المفروض أنك رجل مفاوضات جئت لتنفيذ مهمة غاية بالأهمية لملكك الذي وصف نفسه يوما بملك الحزم والعزم، وعليك أن تحافظ على صورته تلك رغم ما لحق بها من وعثاء، كما أن عليك تجنب كل ما يستفز فقد جئت لحل مصيبة وكارثة تسببتم بها طوال ثمان سنوات كما سبق وذكرت.

النصيحة الثانية وهي الأهم:
أنصح آل جابر ألا يغادر صنعاء.
أنت بمأمن هنا وفي وجه الانصار لا خوف عليك.
اجلس وحاول توقع رجال واطرح نفسك وقدم تنازلات، فلو غادرت ستكون العودة أصعب، واعلم أنك بين يدي رجال اليمن الحقيقيين فلا تتعامل معهم كما تتعامل عند قواديكم المتواجدين في فنادقكم.
اجلس واتصل لولي أمرك في الرياض وانصحه أن ينفذ شروط صنعاء المحروسة، ولكم في من سبقكم عبرة.
كلما كان الأنصار يقدمون طلباً لخصومهم يرفضونه، وحين يوافقون عليها يكون الوقت قد فات “too late” والوضع الميداني قد تغير والشروط بالتالي قد تغيرت.
اجلس بأدب وهدوء، وتعامل كما يفترض بشخص في مثل مهمتك، ولا تغادر.. لن يسجنوك أو يؤذوك فأخلاق العرب تشترط عدم قتل من يرسله قومه حتى لو كان عدو.

تواضع.. احتمل التشفي، وأنصحك ألا تفتح تويتر حتى لا يستفزوك، وانسى كل من عرفت قبل هؤلاء القوم الأقحاح من الأراذل الذين كانوا معكم ابتداء بحرم السفير وحتى الدنبوع والعليمي.
حاول أن تستفيد من تعاطف الناس معك باعتبارك ضيف حتى وإن كنت ضيف أحمق في تعاملك.
لقد نفذتم الجزء الأصعب من المهمة وهو النزول من على الشجرة، وتنازلتم عن غروركم وحكاية السعودية العظمى، وجئتم إلى صنعاء وهذا لا يعيب، انتم أخطأتم وحان الوقت لتصلحوا خطأكم وهذه كانت أول خطوة.
بقي الآن أن تصعدوا الدرج..
امسك بيد ابو احمد الحوثي فهو رجل راجح العقل مهما اغضبته بحماقتك وتغريدتك وربما أشياء أخرى لا نعرفها.. سيساعدك أن تصعد خطوة تلو الأخرى.
كن عند مستوى المهمة الموكلة إليك وابذل قصارى جهدك لتحقيقها فهي الأمل الأخير لكم، لتحوز إعجاب مليكك الذي لم يجد منك خيراً طوال ثمان سنوات تتقلب من فشل إلى آخر.
ما لم، فكما يقال باللهجة اليمنية:
الوجه من الوجه ابيض.

ملاحظة:
لست مسؤول ولا شخص قيادي ولا تاثير لي على القرار، لكني فرد صغييييير من هذه الأمة العظيمة، أنصحك حرصاً على حق الجوار وحقناً للدماء.

والله من وراء القصد.