الخبر وما وراء الخبر

عاقبة أولياء الشيطان .. “إني بريءٌ منكم”

129

بقلم / أحمد يحيى الديلمي

“أمريكا”… هي أمريكا الشيطان الأكبر ، وعندما وصفت الشيطان الأكبر ليس لأنها الاكبر سنناً بين اخوانها الشياطين فحسب ؛ ولكن لان أعمالها الشيطانية طغت على أعمال بقية الشياطين ووصلت الى حدّ القول بانها الأكبر ، وكما هو معلوم أن دور الشيطان ينحصر في اغواء بني ادم ” من ضعاف الايمان بالله” والوسواس له لارتكاب المعاصي والجرائم ، أما الشيطان الأكبر “أمريكا” فتجاوز دورها من الاغواء والوسواس لارتكاب المعاصي والجرائم الى المشاركة فيها مع من اغوته.
وهذا هو حال اولياء الشيطان الأكبر “أمريكا” ، كالنظام السعودي الذي تبرأ منه شيطانة بعد إن اغواه وسّيره لتنفيذ مخططاته الشيطانية ، بل وشارك معه في شن عدوان غاشم على اليمن وارتكاب الجرائم البشعة والمجازر الوحشية بحق أبناء الشعب اليمني ثمَّ سرعان ما صفعه وتبراء منه على لسان رأس هرم “الشيطان” أوباما قائلاً “إني بريءٌ منكم” ، وهذا هو حال النظام السعودي الذي سارع بكل جد واخلاص لاتباع الشيطان الأكبر “أمريكا” وخدمته حتى يرضى ، وهو لن ترضى ولسان حاله يقول “إني بريءٌ منكم”.
وهذا ليس بغريب على الشيطان الأكبر ، فتلك صفاته لمن لا يعرفه ، فعندما قامت بإغواء النظام السعودي المصاب “بمس” شيطاني امريكي واوحت اليه بشن غدوان غاشم على اليمن اعُلن من بيت الشيطان الأبيض في 26 مارس / اذار من العام الماضي 2015م ، وظهر آنذاك ملامح ذلك الاغواء واضحة عندما قال سفير النظام السعودي لدى أمريكا آنذاك ووزير الخارجية حالياً “عادل الجبير” أنه يتم التنسيق مع الامريكان دقيقة بدقيقة في عدوانهم على اليمن.
وما تلا ذلك من أحداث تجاوزت دور الاغواء والوسواس لشن العُدوان الى المُشاركة فيه عبر تقديم الدعم اللوجيستي الأمريكي الذي ظهر بوضوح من خلال خبراء أمريكيين في غرفة عمليات العدوان ، وتزويد الطائرات بالوقود عبر البارجات الأمريكية المتواجدة في البحر الاحمر التي بدورها تشُارك في قصف بعض المناطق اليمنية وارتكاب مجازر وحشية بحق المدنيين ، بالإضافة الى الأسلحة الأمريكية الفتاكة والمحُرمة دولياً التي قدمتها أمريكا للنظام السعودي ، وصولاً الى ارسال مرتزقة شركة بلاك ووتر الامريكية للقتال في اليمن ، ناهيك عن الجهود الأمريكية لعرقلة اية تسوية في الاُمم المتحدة والصمت الدولي المرُيب تجاه المجازر الوحشية المرتُكبة التي كانت أمريكا دون ادنى شك وراء ذلك الصمت الدولي.
ومع اقتراب دخول العدوان الغاشم عامة الأول وبعد الفشل الذريع لتحالف العدوان وعلى رأسه النظام السعودي ومرتزقته من تحقيق اية انتصار يذُكر ، وبعد إن صارت اسطورة بلاك ووتر أضحوكة بعد التنكيل بها على ايدي الجيش واللجان الشعبية ، وبعد المجازر الوحشية التي ارتُكبت بحق أبناء الشعب اليمن بالأسلحة الأمريكية الفتاكة ، ها هو الشيطان الأكبر “أمريكا” يساُرع الى اعلان البراءة من النظام السعودي على لسان الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي قال في مقابلة موسّعة مع الصحفي “جيفري غولدبيرغ” ، نشرتها مجلة «ذي أتلانتيك» الأميركية “أن “أصدقاء وَحلفاء بلاده خيبوا آماله كالنظام السعودي الذي وصفه بالراعي الأول للتطرف وَالإرهاب” ، ومتُهماً اياه بشكل مُباشر بأنه فقاسة الجماعات التكفيرية وحاضنتها الذي ينشر التطرف و”الارهاب” في المنطقة والعالم وذلك بنشره للمذهب الوهابي، وضارباً مثلا عن كيفية استخدام المال السعودي والخليجي في تغيير طبيعة الاسلام المعتدل في اندونيسيا.