الخبر وما وراء الخبر

وبشر التحالف بالخسارةِ ولو بعد حين

8

بقلم// كوثر العزي

قال تعالى: “والليلُ لباسَ” ، لكن السعودية بات ليلها نهاراً قاتل، بقرار حرب همجية بحق الشعب اليمني، وسلبَ الإرادة، وجعلهُ صريع الذُل و الهوان، وإبقاء الليل الدامس يعاصرُ سماءِ حُريته، ويعبث بقراراتِ سياداتنا اليمنية، والتمكن من سرقةَ الثروات ونهِب الآثار التاريخية، بات ليلُ العاصمة يُقارع سِرباً من الطائرات القاتلة بأوامر غربيةِ صهيونية، دوت صافرةِ الحروب الطاغية، وفُتحَ ملفٌ آخر في إرشيفُ مجلس الأمم، باتت صنعاء دماراً، والأجساد أشلاء، وأضحى السُّكان مشتتين عن أرضهم، نازحين يبحثون عن المأوى والأمان الضائع بفعل وطأة الصواريخ وعبثِ الأستهدافات الهمجية بحق المواطنين العُزّل والأماكنِ المكتضةِ بالسكان، بات المطارُ مُغلق، والميناءُ محاصر، والبحر مستعمر، وسمائُنا مُستبَاحَة، وأمسينا محط تجبر وتطاول العدوان البربري، وساحة حربٍ وقتال، بقرار أمريكي وتنفيذ خليجي، حينها أصبح العالمَ آنذاك حبيس الصمت وجليس الانحياز والمحايدة، بات يُشاهد بصمتِ قاتل، ويجـعلُ أصابعهُ في آذنه خشية السماع لأنين الصغار، واستغشى ثيابهُ ليكفَ نظرة عن الاوجاع والدمار..

رُسمت اليمن في أنظار الكثير بريشةِ فنانِ مجرم متفنن في إحراق الشعوب، ونقضِ العهود، والجلوس على إمبراطورية تتوارث سفك الدماء، وكومةٍ الخيرات المسروقة من الدول العربية، وجعلها ساحةِ صراع مستدام، ومرحبةِ بسلام مع اللوبي الصهيوني، والإرتماء في حضن التطبيع والعمالة، وتقبيل الأيادي المُلطخَة بدماء الكثير من الشعوب، وبيع المقدسات، وتكبيلها بكلبشاتِ البيع والرِهان الذي لابد خاسر..

باتوا حُكّامنا للغدةِ السرطانية عبدة، ولأعدائها أعداء ألدّاَء، على طاولات البيع العِبري مابين العرب والغرب تزودا زاد العداء للإسلام والمسلمين.

بتخطيط العدو الأكبر أمريكا فُرِض على السعودية شن العدوان على اليمن، ومن واشنطن بُعث الخبر، ومن البيت الأبيض أُحرِقت عروبةِ المدعين بالعروبة والإسلام، وغفت الإنسانية بسوداوية الأفعال الجائرةالظالمة، وأصبحت السعودية دميةِ تحركها أمريكا كيفما تشاء، كيف لا وهي التي قالت عنها بأنها البقرة الحلوبِ فهي تحلب خيراتها لفعل الشر ونشر الفتن في أرجاء المعمورة حتى يجفُ ضرعها شيئاً فشيئاً فتصبح من مملكة لمهلَكَة على رؤوس حُكّامها وبحسرةِ تُتركَ وحيده دون الإلتفات لها..

كان العام 2015 بداية حربٍ عبثيةٍ على اليمن، وكان المواطن هو الضحية، فقد شنوا عـدوانهم تحت مسميات عديدة لكنها زائفة، منها بما سُمي بمحاربةِ إيران في اليمن! وأيضاً مسمى الميلشيات الحوثية! قصفت قاعات عزاءٍ وأفراح، ومدراسَ ومستشفياتِ حكومية، حتى المساجد لم تسلم من عِدوَانِهم الخبيث، ومابين إعلامهم الكاذب والحقيقةِ في أرض الواقع كانوا أضعفَ من نقل الحقيقة حتى، لكنهم ماوراء الحدود يلهَثون، فقد انقلب السحر على الساحر، وجرفتهم عاصفتهم بأيادي رجال الله إلى نكالٍ عظيم..

في بداية العدوان وفي أيامه الأولى كانت اليمن في خضمِ الصبر وعدم الرد في المهلةِ التي أهداها السيد القائد للتحالف لإعادة دراسته لموضوع الحرب على الأراضي اليمنية، لعلّهم يُدركون خطورة ما أقدَموا عليه، فنهايتهم في اليمن وأرَاضِيهَا مُعادلة مفروضة على كُل غازٍ مُعتَدي، وكما قال قائِد الثورةِ السيد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي: هم من بدأوها لكننا نحنُ من سنُنهيها..

دقت ساعةِ الصفر الحيدرية ، واتضحت الحقائق وبقي الأقوى بالله، وها نحن في العام التاسع بعون الله وقدرته وتأييِده ونصره، والخصمِ وراء مهزلةِ الهدنةِ يختبئ. مـانقوله للعدوان إن أردتم السلام فنحن مُرحِبون به، وإن أردتم الحرب فنحن أهلها.
والعاقبةِ للمتقين.