الخبر وما وراء الخبر

الرهان الخاسر

23

بقلم// د. تقية فضائل

ينطلق الكثير من الأحرار والشرفاء في سبيل الله، كل في مجاله واختصاصه منذ ثمان سنوات لا يرجون جزاء ولا شكورا ، ولكنهم يبتغون الأجر والثواب من رب كريم ، و خدمة المشروع القرآني العالمي ، والحفاظ على عهد الولاء والبراء بتولي قائد المسيرة سيدي ومولاي عبد الملك الحوثي_حفظه الله ورعاه_ والبراء من اليهود والنصارى وأوليائهم ممن ارتضى لنفسه أن يكون أداة رخيصة في أيديهم من عملاء الداخل والخارج والوقوف بقوة في وجه كل من يتعدى على الوطن والشعب ،يتميز هؤلاء الشرفاء بوعي كبير بقوله تعالى “أ حسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون” وبقوله “أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين” وهذا الوعي الراسخ و النامي في نفس الوقت يدفعهم إلى ملازمة متارسهم لصد عدوان الغزاة بمختلف وسائلهم ما ظهر منها وما خفي ، و تحري الإخلاص و النزاهة والترفع عن سفاسف الأمور ، فهم لا يجدون الأموال والمصالح سببا في حنثهم بميثاق الوفاء بالعهد لله وللقائد وللشعب، ولا يسمحون للمتسلقين والفاسدين بإبعادهم عن أهدافهم السامية التي لا يرتضون لها بديلا ، و يزدادون ثقة بأن كل الظالمين و المنافقين والمطبلين سوف تنكشف أوراقهم الصفراء ويتساقطون كأوراق الشجر في فصل الخريف.

من سمات هؤلاء الأحرار أنه لا يوجد في وعيهم وفي قرارة أنفسهم شيء يسمى التراجع أو التوقف أو التخاذل فسيرهم بخطى ثابتة إلى الأمام دائما يعملون بجد لإعلاء مبادئ المسيرة وتجسيدها واقعا عمليا مشرفا ، ويصلحون أمام الشعب بعض ما يستطيعون مما يفسده المتسلقون حتى يدرأوا عن المسيرة وشرفائها بعضا مما يلصق بهم من الفساد وأعمال التشويه المقصود ، هم يشعرون ببعض الأسى لما يجدونه من حرب قذرة وتهميش ساقط ، ولكنهم يعون حقيقة ما يدور ، وأن كل ما هو حاصل متعمد والهدف منه تيئيسهم وجعلهم ينفضون من حول السيد _سلام الله عليه _ وخذلان المشروع القرآني في هذه المرحلة الحرجة.

وكلما رأوا حرص الفاسدين على غبنهم وقهرهم واستدراجهم إلى القنوط ومن ثم التخلي والسلبية، أدركوا بأن هذا ابتلاء لثباتهم وصدقهم ، فزادت عزيمتهم على تجديد العهد بالثبات والصمود و مواصلة المسير وتحقيق المزيد من التقدم والنجاح .

فليت شعري متى يدرك الحمقى من العملاء المندسين أنهم في رهان خاسر، وأن الأحرار سيظلون درع المسيرة وجند علم الهدى ، وأن كل حيلهم مكشوفة ومحبطة سلفا وما كيدهم إلا في ضلال .

لكل الشرفاء والأحرار الصادقين المخلصين تحية التقدير والإجلال، فهم الضمائر اليقظة للشعب وهم المتمثلون بصدق للمبادئ القرآنية ، والقيم الإنسانية الرفيعة .