الخبر وما وراء الخبر

عـام الأعـاصـير الـيـمـنـيـة

12

بقلم// رحـاب الـقـحـم

ثمان سنوات من المواجهة حصادها سعودية ضعيفة تستجدي عطفاً غريباً وشفقة دولية مدعية أنها غير مسؤولة عن أي نقص في الإمدادات محيلة السبب إلى ما تسميه بالهجمات اليمنية، وهي هجمات في طريقها للتصاعد طالما استمر العدوان والحصار، والمعادلة المتحققة من ثمان سنوات مواجهة أنه لا أمن إلا للجميع أو لا أمن، وأنه استقرار للجميع أو لا استقرار، وعلى دول العدوان أن تدرك أن عواقب المكابرة والغطرسة مكلفة وباهظة، وأن منطق الصراع يفرض عليها أن تقر بوقائع لاتخفى على أحد، أما سياسة الهروب إلى الأمام والتنكر لوقائع هذه الحرب العدوانية الدامية فإنها سياسة غبية تنم عن عقلية متصحرة سوف تؤدي بعرش آل سعود إلى الهاوية، حصاد ثمان سنوات من المواجهة يمن صاعد وواعد بإذن الله وحوله وقوته، ومملكة عاجزة أن تحمي نفسها بنفسها وهي إلى التلاشي وإلى مزيد من الضعف والهوان.

على الرغم من أنه بقي الورقة الاخيرة التي لايزال تحالف العدوان يمسكها ويفاوض بها، كان الحصار والتجويع والارهاب الاقتصادي ضمن الرهانات الاولى في طريق محاولات كسر اليمن بحبس لقمة العيش، وهو سلاح على صلة بخلاف الشجاعة والنبل.

كان اليمن واليمنيون كبارا حتى في هذه الزاوية من الحرب الشاملة التي ستدخل عامها التاسع خلال ايام ورغم قسوتها لم يرى العدو على اي طاولة مفاوضات كلمة استجداء يستشف منها مساومة بالكرامة مقابل اي شي بهذا الصدد.

في عنوان الدفع بعملية السلام مايوحي بطوي مرحلة اللاسلم، واللاحرب، واعتماد الاستحقاقات الإنسانية في اليمن لكن المسار الأمريكي العسكري على الساحة اليمنية الممتدة من البر إلى البحر يقول غير ذلك، ومع التحضير لبدء أول تدريب تجريبي مع الرياض لمكافحة الطائرات المسيرة في مناورة تحمل اسم الرمال الحمراء، والتمهيد لمشروع قرار في مجلس الشيوخ يجبر إدارة بايدن على إعداد تقرير عن سجل حقوق الإنسان في المملكة تؤكد الولايات المتحدة تمسكها بسياسة اللعب بالبيضة والحجر، في تعاملاتها وتحالفاتها المحكومة بالمصلحة والنفوذ غير أن البيضة ستنكسر في نهاية المطاف والحجر ستسقط على أقدام ادواتها في الإقليم.

وعلى مسافة أيام من نهاية العام الثامن من العدوان تفتح المسيرة نافذة إخبارية تستعرض فيها حصيلة الجرائم بحق المدنيين، جراء استهداف المدن والقرى والأحياء السكنية ومايرتبك بها من أسواق ومدارس وجامعات ودور عبادة وورش ومصانع وطرق وجسور وكل مايمر فوقها، وفي المحصلة قرابة خمسين ألف سقطوا شهداء وجرحى بفعل الغارات المباشرة التي أوغلت في سفك الدم اليمني وسجلت أرقاماً صادمة في تدمير البنى التحتية الخاصة منها والعامة.

العام التاسع سيكون “عام الأعاصير اليمنية” أكد عليها وزارة الدفاع وتوعدت العدوان بـ مفاجئات غير مسبوقة ستقلب موازين القوى رأساً على عقب، ماضية بخطى ثابتة لعام جديد من المواجهة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com