اليوم الوطني للبن تاريخ وهوية شعب
بقلم / محمد صالح حاتم.
لمن تكن شجرة البن كباقي الاشجار والمحاصيل الزراعية تبداء ببذرة وتنتهي بثمرة، بل انها عنوان وهوية وتاريخ للشعب اليمني.
ولذلك يحيي اليمنيون في الثالث من مارس من كل عام اليوم الوطني للبن، كمناسبة وطنية زراعية،وعيد وطني لشجرة البن، نظرا لأهميتها ومكانتها وقدسيتها لدى ابناء اليمن.
لايمكن أن تذكر شجرة في العالم دون ذكر اليمن، والتي منها انتشرت إلى انحاء العالم، وعبر ميناء المخاء ابحرت السفن متجهة شرقا وغربا محملة بالقهوة اليمنية، واصبح البن هو سفير اليمن المعترف به في كل دول العالم.
رغم تاريخ شجرة البن العريق ومكانتها في قلوب اليمنيين، إلا انها تقلصت المساحة المزروعة بشجرة البن وتدنت كميات الإنتاج حتى وصلت في العام 2020 الى 21 الف طن، وهي كمية قليلة مقارنة بما كانت تنتجة اليمن في القرن الثامن عشر والتاسع عشر.
خلال العقود الماضية تعرضت شجرة البن للاهمال والتهميش وهو ماتسبب في تقليص المساحة المزروعة وكميات الإنتاج، ونافستها شجرة القات وغزت أراضيها.
حاليا بدأت الجهات الرسمية تولي شجرة البن الاهتمام، وتسعى لاستعادة امجادها، وذلك من خلال إعداد الاستراتيجية الوطنية للبن، وانشاء جمعيات منتجي البن واتحاد جمعيات منتجي البن ، والاحتفال بيوم البن الوطني، واليوم العالمي للقهوة، واطلاق المزاد الوطني للبن، وإقامة المهرجانات والمعارض الخاصة بالبن والقهوة اليمنية، وتسجيل المؤشر الجغرافي للاصناف التجارية اليمنية في السجل الوطني لوزارة الزراعة لعدد 44 صنف، ومنع استيراد البن الخارجي بكافة اشكاله، كلها ستسهم في دعم شجرة البن والحفاظ عليها وتنميتها والترويج له عالميا .
خطوات حثيثة نتمنى التوفيق والنجاح للقائمين عليها، ومع هذه الخطوات والإجراءات يبقى شيئ مهم وهو المزارع الذي يجب الاهتمام به ودعمه وتوعية وارشاده بالطرق الصحيحة لعمليات ماقبل ومابعد الحصاد، وايجاد آلية تسويقية جيدة تدعم المزارع وتحقق له مكاسب تشجعه وتحفزة على التوسع في زراعة شجرة البن.