مسيرات الوفاء والتضامن المليونية… رسائل تحذير للعدوان وتأكيد على أولوية القضية الفلسطينية.
تقرير|| أمين النهمي
في مسيرات جماهيرية شعبية مليونية غاضبة، تدافقت جموع اليمنيين كالسيل الجرار.. زرافات ووحدانا من كل حدب وصوب، واكتضت بهم أكثر من ثلاثين ساحة وميداناً في العاصمة صنعاء و12 محافظة وعدد من المديريات، استجابة لدعوة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)، في كلمته بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد الصماد 1444هـ، وذلك تحت شعار «الوفاء للشهيد الرئيس صالح الصماد والتضامن مع الشعب الفلسطيني، والتحذير لدول العدوان».
مواصلة مشروع البناء والحماية
وحملت المسيرات المليونية التي شهدتها العاصمة صنعاء وعدة محافظات ومديريات يمنية عددا من الدلالات و الرسائل التحذيرية الواضحة لقوى العدوان وللصهاينة والبريطانيين والأمريكان والمجتمع الدولي والأمم المتحدة ومن يدور في فلكهم ووفق توجهاتهم من دول العالم، وأهمها: أن الشهيد الرئيس صالح علي الصماد (رضوان الله عليه)، استأثر القلوب وكسب ود ومحبة اليمنيين جميعا، وتجديد العهد بالوفاء له والسير على نهجه والمضي على دربه، ومواصلة مشروع البناء والحماية الذي اطلقه خلال احتفائية العام الثالث للصمود، والاستمرار في مواجهة العدوان الصهيوأمريكي السعودي الإماراتي، بكل الوسائل والخيارات حتى تحرير كل شبر من أرض اليمن من دنس الغزاة والمحتلين.
مسؤولية اغتيال الصماد
إلى ذلك وجهت الحشود الجماهيرية رسالة واضحة للنظام الأمريكي بأنه وراء جريمة اغتيال الرئيس الصماد، فهو من وجّه وخطط وأشرف على عمال الاغتيال، ويتحمل كامل المسؤولية عن ذلك مع أياديه في المنطقة، كما يؤكد قائد الثورة في كلمة له بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد رجل المسؤولية أن “الأمريكي هو الذي حدد للسعودي أن يستهدف الشهيد الصماد، ضمن استهدافه للدور المهم الذي يقوم به الشهيد الصماد ويوظف فيه كل قدراته وطاقاته وامكاناته، وتأثره الإيجابي في الوسط الشعبي والرسمي والجبهة الداخلية في خدمة شعبه والدفاع عن بلده، والذي “كان يؤمل الأمريكي ومن ورائه أدواته الإقليمية ومرتزقته أن مثل هذه الخطوة باستهداف الشهيد الصماد سيكون لها تأثيراً يكسر من إرادة هذا الشعب ويؤهن من عزمه ويضعفه ويهيئ لتنفيذ عمليات على مستوى أوسع لاحتلال هذا البلد، ولكن النتيجة كانت معاكسة تماماً”.
تفويض شعبي واسع
ومن الرسائل القوية والاستراتيجية التي حملتها المسيرات المليونية هي أن الشعب اليمني بكل فئاته ومكوناته وتوجهاته وقواته المسلحة رهن إشارة قائد الثورة، وعلى أتم الجاهزية والاستعداد لتنفيذ كل التوجيهات لأي تحركات واستئناف العمليات العسكرية، كما هي أيضا رسالة أخرى بالتفويض الشعبي الواسع للمرة الثانية للقيادة الثورية والسياسية والعسكرية باتخاذ الإجراءات الرادعة وتفعيل الخيارات الضاغطة والمفاجئة لتأديب قوى العدوان الصهيو أمريكي السعودي الإماراتي، جراء الاستمرار في مماطلته ومرواغته وتلاعبه بعنصر الوقت في تنفيذ الاستحقاقات الإنسانية التي هي مطالب مشروعة وعادلة، وكذا تحذير تحالف العدوان من إعاقة جهود الوساطة العمانية، وسرعة مغادرة القواعد والمنشآت والأراضي اليمنية والمياه الإقليمية.
فلسطين البوصلة والقضية
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، حملت المظاهرات الحاشدة رسالة تضامن صادقة وقوية مؤكدة وقوف اليمنيين إلى جانب الشعب الفلسطيني كموقف مبدئي وإنساني وديني ثابت لايمكن أن يتغير مهما كان العدوان والحصار والتحديات والظروف التي نعيشها في اليمن، باعتبار فلسطين كانت وما زالت وستظل البوصلة والقضية الأولى والمركزية للشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية مهما تخاذل المتخاذلون وطبع المطبعون، وما تعرض له اليمن من استهداف هو نتيجة لموقفه وما سيكون له من دور فاعل وعملي في تحرير فلسطين، ونحن حاضرون وجاهزون للمشاركة مع بقية دول محور المقاومة لتحرير فلسطين كل فلسطين من دنس الصهاينة المحتلين، “وعلى الله فليتوكل المؤمنون”.