الخبر وما وراء الخبر

الشهيد القائد صنع رجالًا ثبتوا بثبات الحق

16

بقلم// عدنان علي الكبسي

في ذكرى الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه- نستذكره باعتباره شهيداً لمبادئ الحق، وفي طريق الحق، ليحق الحق بكلمات الله، في مرحلة ساد فيها الباطل، وانتشر الفساد، وعم الظلم أرجاء الدنيا، فاستهدافه كان استهدافاً لمبادئ الحق التي آمن بها وحملها وبلّغها وناصرها وتحرك على أساسها، تحرك الباطل كل الباطل لمواجهة حملة الحق، ومحاولة منهم أن يزهقوا الحق بباطلهم وأباطيلهم، وظنوا أنهم بقتل الشهيد القائد بأنهم سيقضوا على الحق، ولكنهم بقتله أحيوا ثقافة القرآن ومبادئ الحق، وانزهق الباطل حين جاء الحق بكماله وجماله وجاذبيته، {وَقُلۡ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَزَهَقَ ٱلۡبَٰطِلُۚ إِنَّ ٱلۡبَٰطِلَ كَانَ زَهُوقٗا}.

السيد حسين شهيد القضية العادلة، شهيد القسط والعدل، فكان استهدافه بغية أن يبقى الجور والظلم للناس، استهدفت السلطة الظالمة وبأوامر من البيت الأبيض بقتلها للسيد حسين المشروع القرآني المقدس، فازداد المشروع القرآني قوة ومتانة، واضمحلت الثقافات المغلوطة الدخيلة على الإسلام وحلت محلها الثقافة القرآنية لتبقى راسخة وواقعية في أوساط المجتمعات الإسلامية.

حمل الشهيد القائد -سلام الله عليه- هم الأمة وتبنى نصرة قضايا الأمة العظمى في مرحلة ساد فيها التخاذل والتراجع والصمت والإستسلام والروح الإنهزامية، رفعت أمريكا صوتها لتعلنها حربًا صليبية متوجهة نحو استئصال الإسلام والمسلمين، وخفتت أصوات الزعماء والعلماء، وجفت الأقلام من أن تكتب حتى كلمة ضد رأس الشر والفساد ‹أمريكا›، فتحرك الشهيد القائد وهو يحمل الهمّ ويناصر القضية بأعلى الصوت وفي الواقع العملي، واستنهض الأمة لتقف في وجه الطاغوت والطغيان الذي يستهدفها في دينها وأرضها ومقدساتها ووجودها الحضاري، فكان حقًا شهيد الأمة.

وقف في وجه السلطان الجائر والطغيان العالمي المستكبر، فلم يسكت حين سكت الكثير، ولم ينهزم حين انهزم الكثير، ولم يتراجع حين تراجع حتى كبار القوم، بل تحرك بكل إباء ومن واقع الشعور بالمسؤولية في المرحلة ذاتها التي حاول الجميع فرض حالة الصمت وتكميم الأفواه وإجبار الناس على الخنوع والإستسلام، فصرخ صرخة الإباء في وجه المستكبرين، صرخة الحق، هتاف الحرية المتمثل بالشعار المعروف (الله أكبر – الموت لأمريكا – الموت لإسرائيل – اللعنة على اليهود – النصر للإسلام)، كشعار وعنوان بارز للمشروع القرآني في ظرفٍ عصيبٍ ومرحلةٍ خطيرةٍ وحساسة، فواجه به كل مساعي فرض حالة الصمت ، ونجح في ذلك نجاحاً كبيراً.

الشهيد القائد -سلام الله عليه- رسم بدمه الطاهر منهجية القرآن، ورسخ بمشروعه الثقة المطلقة بالله سبحانه وتعالى، وبنى أمة قوية بقوة الله، عزيزة بعزة الله، لا تهاب الشر ولا تخاف المستكبرين.

الشهيد القائد صنع رجالًا ثبتوا بثبات الحق الذي حملوه، وصمدوا وحققوا الإنتصارات المتوالية منذ استشهاد الشهيد القائد إلى الآن، فتحققت الإنتصارات للمؤمنين في الحروب الست على محافظة صعدة، وفي الحروب المتقطعة هنا وهناك من بعد الحرب السادسة وإلى بداية العدوان الصهيوأمريكي على اليمن، وتحققت الإنتصارات للمجاهدين في مواجهة أشرار الخلق وشذاذ الآفاق في ظل عدوان ظالم وحصار جائر.

ولا ريب أن الذين سطروا أروع البطولات في كافة الجبهات وحققوا الإنتصار للبلد هم الذين استقوا ثقافتهم ومنهجيتهم ورؤيتهم من ملازم الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي -عليه السلام-، هم الذين حملوا مشروع الحسين، هم الذين حملوا ثقافة القرآن وساروا وفق منهجية القرآن، هم الذين ذابوا في الولاء الصادق للسيد المولى عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله-.