الخبر وما وراء الخبر

الأمة الإسلامية بين المشروع الصهيوني والمشروع القرآني

20

بقلم// سعاد الشامي

إن المشروع الصهيوني لا يستهدف فلسطين وجغرافيتها السياسية الحديثة ومن يسكنها مـن العرب وحسب ، إنما هو مشروع انطلق من جوف الحقد والحسد والكراهية ليستهدف الأمة العربية والإسلامية كلها ويجتثها من الوجود !

ربما إن السياسـات العربيـة المعاصـرة قـد ابتلعـت طعـم التجزئـة والتقسـيم الجغرافي ، وأخـذت تـدافع عنه باسـتماتة، كمـا لـم تـدافع عـن دينها وعقيدتها ، معتقدة بجهلها أن هذا المشروع الصهيوني الذي يؤسس لخرابها وضعفها وتآكلها وغرقها لن يتعدى حدود فلسطين ولن يصل إلى حدودها المرسومة عمدًا من الغرب وبخطط ممنهجة تحيك حول الدول العربية أسوار الشر لتركعها في محراب الاستعمار من جديد .

ولأن المشروع الصهيوني هو مشروع شيطاني بامتياز فهو يتدرج في مراحل السيطرة والتوسع وامتلاك القوة ، فقد حرص قادة هذا المشروع وحلفاؤه من الأمريكيين على أن لايظهروا نواياهم الخبيثة جهرًا ، فعمدوا إلى وضع خطط ومشاريع تدمر النفوس والهوية والقيم قبل تدمير الأوطان ، وسعوا إلى استخدام عناوين زائفة ومزخرفة تصل بالعرب إلى وضعية ( سلام الاستسلام ) وتآكل الروح المعنوية والوجود الحيوي للأمة العربية والإسلامية .

أدرك الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي خطورة المرحلة وحقيقة الصراع وأنه صراع وجود بالدرجة الأولى ، واعيًا بالابعاد الدينية والعقائدية والحضارية والتاريخية والثقافية والاقتصادية لهذا المشروع الصهيوني الذي ترعاه أمريكا ، فرأى أن هذا الواقع يحتاج من العرب والمسلمين إلى تكثيف نسبة الوعي لديهم من مصدره الرئيسي وهو القرآن الكريم ، وأن هذا الخطر القائم يقتضي اعدادًا واستعدادًا واستراتيجة ملائمة تحقق الحماية والدفاع عن الإسلام والمسلمين وحقوق ومصالح الأمة .

وفي مقابل المشروع الصهيوني اطلق الشهيد القائد سلام الله عليه المشروع القرآني مشروعًا تربويًا وتثقيفيًا يؤسس لبقاء مقومات الصراع واهدافه حية في ذاكرة ووجدان كل عربي ومسلم ، ويؤسس أيضا لامتلاك مقومات النهضة والقوة اللتين تحققان نجاحًا مؤثرًا في مراحل المواجهة المحتملة على كافة المستويات .

وكون المشروع الصهيوني الأمريكي يتضاد كليًا مع أي مشروع ثقافي نهضوي عربي قد يُلمس من خلاله بداية وعي واستبصار من المسلمين لمخططات الأعداء الخبيثة أو أي توجه نحو امتلاك قوة عربية قد تستخدم للتحرير واستقلال الأوطان وضمان حماية الشعوب وثرواتهم سيقوم العدو الصهيوني وحلفاؤه بضرب ذلك المشروع والتخلص من قاداته ولو باستخدام القوة مباشرة أو عن طريق من ينوب عنهم من الخونة والعملاء العرب كما حصل بقتلهم للشهيد القائد سلام الله عليه وكماهو حاصل في بلادنا من العدوان الغاشم .

لكن هيهات لمشروعهم الشيطاني أن ينال من مشروعنا القرآني شيئًا ، فالشعب الذي يكتب تاريخه من جديد بدم الشهداء وبالتضحيات العظيمة على أرضية الإيمان والجهاد والعلم والعمل هو شعب لاينهزم ولا يستسلم ولا يموت .