الخبر وما وراء الخبر

الحرب البيولوجية تفتك باليمنيين… والأمم المتحدة شريكة في القتل وتفاقم المعاناة…!!

23

تقرير|| أمين النهمي

ثمانية أعوام مضت على قتل وتجويع وإبادة الشعب اليمني من قبل تحالف العدوان الصهيو أمريكي السعودي الإماراتي، وتدمير البلد بكامل بنيته التحتية، وفرض الحصار الجوي والبحري والبري لمنع وصول أية مساعدات بما فيها الإنسانية على مرأى ومسمع العالم والمجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظماتها اللاإنسانية التي لم تحرك ساكنا تجاه هذه المآسي التي يعاني منها أهل اليمن، بل كانت متواطئة وشريكة ولعبت دورا قذرا في تردي الأوضاع الإنسانية وتفاقمها بشكل حاد.

أوبئة خطيرة وأمراض معدية

وبعد أن تكبد التحالف الإجرامي الهزائم والخسائر الباهضة في العتاد والآليات والجنود في كل الجبهات والميادين، ووصل إلى مرحلة العجز أن يركع هذا الشعب الصامد الأبي ويفرض عليه الاستسلام، لجأ إلى حرب قذرة وهمجية مستخدما كل الوسائل والإمكانات والطرق التي من شأنها النيل من أبناء الشعب اليمني، من خلال الحرب البيولوجية ونشر العديد من الأوبئة الخطيرة والأمراض المعدية المتفشية.

غازات سامة وقنابل فيروسية

وتعمد العدوان الصهيو أمريكي السعودي الإماراتي بصورة ممنهجة تلويث مياه الشرب والهواء من خلال استهداف خزانات المياه والمضخات والينابيع بالقنابل التي تحمل البكتريا أو الفيروسات والجراثيم أو نقلها بواسطة الحشرات الحاملة للميكروبات والفطريات والميكروبات والغازات والسموم الضارة بالإنسان والنبات والحيوان، منها غاز الكيمتريل: وهو من الغازات السامة، ومن تداعياته الصحية التأثير على الرئة وتهييج مشاكل وعيوب التنفس، والتسبب بالتهابات حادة في الحلق والجيوب الأنفية والسعال وفشل عام في الجهاز التنفسي، وتورم في الغدد اللمفاوية، ويلحق أضراراً فادحة بالقلب والكبد.، كما استخدم العدوان قنابل النابالم والعنقودية والنووية التكتيكية “النيترونية”، وكلها تحتوي على مادة اليورانيوم المنضب، وتصدر عنه اشعاعات نووية، تتسبب في حدوث العديد من حالات موت الأجنة والتشوهات الخلقية في المواليد.

أكبر كارثة وبائية

وتؤكد شهادات دولية لجوء العدوان إلى استخدام العديد من الأسلحة البيولوجية المحرمة دولياً، بعد فشل طائراته وصواريخه في تحقيق الأهداف التي حاول تسويقها لتبرير احتلال اليمن، وهو ما تسبب في حدوث أكبر وأسوأ كارثة وبائية في اليمن، في التاريخ المعاصر.

مليون مصاب بالملاريا

ووفقا لتقارير طبية فإن عدد المصابين بالملاريا وصل قرابة المليون، وأكثر من ستة وثلاثين ألف مصاب بحمى الضنك، لافتة إلى أن 265 ألف طفل يموتون سنوياً بسبب أحد الأمراض الخمسة “الالتهاب الرؤي، الإسهال، الحصبة، الملاريا، سوء التغذية”. فيما مليون يمني يعانون من الأمراض المعدية، وعدم تلقي العلاج المنقذ للحياة، من بينهم مرضى الفشل الكلوي، وارتفاع نسبة السكر في الجسم، بحسب منظمة الصحة العالمية.

إجهاض وأجنة مشوهة

وبحسب تقارير لمنظمات دولية فإن مايقارب 52 ألف وثمانمائة امرأة حامل معرضات للإجهاض، مشيرة إلى أن سبب ارتفاع أعداد الأجنة المشوهة يعود الى القنابل والصواريخ والذخائر المحرمة المستخدمة في العدوان على اليمن، ومنها القنابل الفوسفورية والعنقودية، وأكثرها بشاعة “النيترونية” التي استهدفت فج عطان في 20 أبريل 2015، ولا زالت آثارها ماثلة للعيان إلى اليوم، كما استخدم العدوان أنواع عديدة من الأسلحة والذخائر المحتوية على مادة اليورانيوم المنضّب، والذي تصدر عنه اشعاعات نووية، تسببت في حدوث العديد من حالات موت الأجِنّة، وهو ما وثقته بعض المنظمات الطبية غير الحكومية العاملة في اليمن.

78 ألف مريض مصاب بالسرطان

وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن اليمن سجلت أكثر من 37 ألف حالة مصابة بالسرطان خلال سنوات العدوان الثمان نتيجة استخدام العدوان الأسلحة المحرمة دولياً في مختلف مناطق البلاد.
ويقول المسؤولون في صندوق مكافحة السرطان إن حياة ثمانية وسبعين ألف مريض بالسرطان باتت معرضة للموت الحتمي بسبب منع دول تحالف العدوان الصهيو أمريكي السعودي الإماراتي للأدوية والمستلزمات الطبية وأجهزة المسح وغير ذلك من الإمكانيات التي تعذر الحصول عليها بسبب استمرار إغلاق مطار صنعاء.

ثلاثة آلاف طفل مصاب بالسرطان

وأفادت منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل بأن أكثر من ثلاثة آلاف طفل في اليمن مصابون بالسرطان ومعرضون للموت جراء استمرار العدوان والحصار. موضحة في بيان أصدرته بمناسبة اليوم العالمي للسرطان 4 فبراير، أن عدد الأطفال المصابين بسرطان الدم في ارتفاع مستمر وبأرقام مهولة، حيث ارتفع من 300 حالة إلى 700 حالة بأمانة العاصمة، نتيجة استخدام العدوان للأسلحة المحرمة دولياً في عطان ونقم بالإضافة إلى إصابة ألف طفل في بقية المحافظات.

18 ألف بحاجة لزراعة كبد بشكل طارئ

وكشف مؤتمر صحفي عقده مركز طب وأبحاث الكبد بالمستشفى الجمهوري بالعاصمة صنعاء عن زيادة أمراض الكبد والجهاز الهضمي والتهابات وسرطانات المريء والمعدة والقولون نتيجة للآثار الناجمة عن العدوان والحصار الأمريكي السعودي على اليمن، مشيراً إلى أن 18 ألف يمني بحاجة إلى زراعة كبد بشكل طارئ.

وأوضح رئيس المركز الدكتور محمد الحيمي أن الحصار رفع من نسب الإصابات بأمراض وسرطانات الكبد وسرطانات الأمعاء والقولون، مبينا أن أمراض الكبد زادت في ظل الحصار والعدوان بنسبة 30% عما كانت علية قبل العدوان وخاصة التهاب الكبد المناعي في الفئة العمرية المنتجة والشابة، مؤكدا أن مخلفات الأسلحة والقصف الذي تعرضت له المدن اليمنية أحد أسباب ازدياد نسب الإصابة بأمراض الكبد.

5 آلاف مريض بالفشل الكلوي

وكشفت وثائق عرضتها المسيرة يوم امس عبارة عن مخاطبات رسمية بين وزارة الصحة العامة بصنعاء ومنظمة الصحة العالمية بصنعاء عن تخلي الأخيرة عن مسؤوليتها تجاه مرضى الفشل الكلوي في اليمن المحاصر الذين يصل عددهم إلى أكثر من خمسة آلاف مريض، ويصبح الوضع أكثر خطورة خلال الأيام المقبلة مع نفاد مخزون وزارة الصحة ومراكز الغسيل الكلوي في اليمن.

ختاما

فإن العدوان على اليمن صهيو أمريكي منذ اليوم الأول، وأمريكا منخرطة ومتورطة بشكل كبير ومباشر في إبادة اليمنيين، وهي من زودت السعودية بالأسلحة الفتاكة والقنابل العنقودية والفسفورية والجرثومية والفيروسية، والداعم لها، على مرأى ومسمع العالم المنافق والأمم المتحدة التي باتت شريكة في قتل اليمنيين وزيادة معاناتهم، وفضحت الحرب العدوانية على اليمن زيف شعاراتها الإنسانية وانحيازها الكلي مع المعتدين، والبترودولار يوجهها وفق سياساته الرعناء… ولا عزاء للمرضى اليمنيين.