الخبر وما وراء الخبر

حنق سعودي غير مسبوق ..

103

بقلم / حميد رزق


حالة من الحنق السعودي الشديد تعكسه اراء ابرز الكتاب المقربين من صانع القرار في الرياض ضد الرئيس الامريكي باراك اوباما ، لم تكن تصريحات اوباما بخصوص السعودية بالقدر الذي يبرر حالة الارتجاف الحاصلة لدى الاسرة الحاكمة في الحجاز لكنها جاءت في توقيت حساس جدا، فرمال اليمن اسقطت الصورة المفترضة لال سعود، كما أن تراجع جماعات التكفير في كل من سوريا والعراق وهبوط بورصة هيبة السعودية في العالم فاقم من حالة الشعور بالضياع والخوف من المجهول بالاضافة الى الخواء الداخلي والاهتزاز الاقتصادي والسياسي الذي تعيشه المملكة بما لم تشهده خلال مائة عام من تاريخها، بسبب ذلك كانت حساسية تصريحات اوباما التي اعتبرتها السعودية طعنة مسمومة في المكان والزمان غير المناسبين ..

انه جزاء سنمار وماذا يتوقع من جعل من نفسه مجرد مخبر وساعي بريد لدى صانع القرار الامريكي والغربي ؟ هل يتوقع ان تنظر اليه انظمة الاستكبار كرقم صعب او صاحب حضارة ورسالة وهو من رضي لنفسه العمل بوظيفة “القواد” ..
من المبكر الحديث عن تخلي امريكي عن ال سعود لكنه قرار قادم بكل تأكيد والمطلوب استنزاف ما تبقى في خزائن وارصدة مملكة الرمال، كما ان الامريكي حريص على استكمال السعودية لوظيفتها في تدمير بقية العواصم العربية واشعال الحروب التمزيقية والتجزيئية .
النظام المرتهن عندما يقدم خدمات للمستعمرين ضدا على مصلحة شعبه وأمته يعيش اوهام رضا الاجانب عنه وعشقهم المطلق لأدواره وهو ظن خاطئ ووهم خادع لا يكفي ليكون حقيقة الابتسامات الصفراء التي يتلقاها العملاء من قبل قادة الاجهزة المخابراتية الدولية..

آل سعود لا يعلمون ان سياساتهم في خدمة امريكا ومشروع الهيمنة الاسرائيلية سيجعلهم في نهاية المطاف ضحية لهذا المشروع الذي لا يعترف بالجميل لمرتزقته ولا يهتم لغير مصالحه، بينما الادوات يتم تبديلها كما هو معروف تبعا لكل مرحلة من مراحل تحرك المشروع الاستعماري، وكما استغنت امريكا في مرحلة سابقة عن خدمات حسني مبارك وصدام حسين وزين العابدين بن علي وغيرهم ممن لا يقلون اخلاصا وانحناء للبيت الابيض ستأتي لحظة الحقيقة السعودية عما قريب فالمطلوب اسرائيليا في المدى المنظور اعادة رسم الخارطة السياسية والاجتماعية في بلدان الجزيرة والخليج وهي المرحلة التي مهدت لها في بداية الامر السعودية .. ولهذا يقال على نفسها جنت براقش .. .