مخلفات العدوان تفتك باليمنيين ولا جدية أممية إزاء هذه الجرائم والمأساة الإنسانية.
تقرير|| أمين النهمي
على مدى ثمانية أعوام لا تزال القنابل العنقودية والذخائر والأسلحة الفتاكة التي أمطرت بها طائرات العدوان الصهيو أمريكي السعودي الإماراتي تحصد أرواح مئات المدنيين من النساء والأطفاى في اليمن بشكل شبه يومي على مرأى ومسمع الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية اللاإنسانية التي لم تحرك ساكنا وباتت عاجزة عن الوفاء بالتزاماتها ووعودها بتوفير الإمكانيات والأجهزة والمعدات الكاشفة عن الألغام والقنابل العنقودية.
خطر قائم
ثمانية أعوام باتت فيها أجواء اليمن ساحة لملايين الغارات العدوانية الوحشية الإجرامية تم خلالها استخدام أنواعا مختلفة من الأسلحة الفتاكة والذخائر والقنابل العنقودية والفسفورية المحرمة وبشكل مفرط، وهو ما شكل لليمنيين شبحاً قاتلاً وخطراً قائماً يقض مضاجع اليمنيين في القرى والمدن وتتربص بالأطفال والنساء لتحرمهم من حق الحياة.
إحصائيّات صادمة
وكشف رئيس المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام في اليمن العميد علي صفرة عن إحصائيات صادمة حول عدد الذخيرة العنقودية التي امطرت بها قوات تحالف العدوان السعودي الامريكي الشعب اليمني على مدى ثمانية أعوام من العدوان، مشيراً إلى أن ما تم جمعه من القنابل العنقودية خلال سبع سنوات بلغ أكثر من 3 ملايين ذخيرة عنقودية في 15 محافظة و70 مديرية في البلاد.
وأوضح تقرير صادر عن المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام، إن إجمالي ضحايا الألغام والقنابل العنقودية خلال العام 2022م، بلغ 734 شهيدا وجريحا، منهم 244 شهيدا و490 جريحا بينهم أطفال ونساء في عدد من المحافظات أغلبهم في محافظة الحديدة خلال العام الماضي.
وكشف التقرير عن استشهاد وإصابة 64 امرأة، واستشهاد 54 طفلا وإصابة 177 آخرين جراء مخلفات الحرب في المحافظات، مبينا أن محافظة الحديدة سجلت أكبر عدد في ضحايا مخلفات الحرب بسقوط 137 شهيدا أغلبهم أطفال و218 جريحا.
وذكر أنه تم اكتشاف وجمع 20 ألفا و252 قطعة من الألغام والقنابل العنقودية ومخلفات الحرب في عدة محافظات، وإتلاف 500 جسم حربي دفعة واحدة، وكذا تنفيذ عمليتي إتلاف لمخلفات الحرب بمحافظة الحديدة.
وبين المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام أن مناطق واسعة في اليمن تحولت إلى حقل ألغام جراء الكم الهائل من القنابل العنقودية التي ألقاها تحالف العدوان على المناطق المأهولة بالسكان طيلة سبعة أعوام مضت، مؤكدا حاجة المركز إلى الأجهزة والمعدات التي ساعدهم في نزع هذه المخلفات، مطالبا “الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بسرعة الوفاء بالتزاماتها ووعودها بتوفير الإمكانيات والأجهزة والمعدات الكاشفة عن الألغام والقنابل العنقودية التي تعد من صميم واجباتها الإنسانية”.
لا جدية أممية إزاء جرائم العدوان
وفي السياق ذاته، جدد رئيس الفريق الوطني للجنة مراقبة تنفيذ اتفاق الحديدة، اللواء الركن علي الموشكي، خلال لقائه ببعثة الأمم المتحدة المطالب بالسماح بدخول الأجهزة الخاصة بمخلفات الحرب، وأكد أن صواريخ وقنابل التحالف العنقودية المحرمة دوليا الذي كان قد ألقاها في مناطق اليمن “تهدد اليوم السكان وآلاف الأطفال والنساء في المزارع والطرقات وأماكن الرعي ما يستوجب على المجتمع الدولي الضغط من اجل ادخال الاجهزة حماية لأرواح الناس”.
وأكد الموشكي: “لا نلمس أي جدية أممية إزاء جرائم العدوان والمأساة الإنسانية”، رغم موافاة البعثة الأممية بشكل مستمر بما يحصل من جرائم جراء استهداف تحالف العدوان وفصائله للأعيان المدنية.
تفاقم الآثار المدمرة
وقالت مدير دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام UNMAS إيلين كوهن في إحاطة لها أن اليمن من أكثر دول العالم تلوثاً بالألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب، مشيرة إلى أن مخلفات العدوان من الألغام والذخائر العنقودية لا تزال تقتل وتجرح اليمنيين الأبرياء بشكل اسبوعي الكثير منهم من الأطفال، وتحرم العديد من العائلات اليمنية من الوصول إلى منازلهم ومزارعهم ومصادر رزقهم الأخرى، وبالتالي تفاقم الآثار المدمرة لهذا الصراع.
تآمر واستهتار أممي
ويأتي تصاعد أعداد ضحايا مخلفات تحالف العدوان من قنابل عنقودية وألغام أرضية في وقت ترفض فيه دول العدوان السماح للأمم المتحدة بإدخال معدات نزاع الألغام والقنابل غير المنفجرة التي تُركت في مناطق القتال والقصف، وقد كشفت مصادر طبية للمسيرة عن سقوط ما يزيد على مائة وثلاثين بين شهيد وجريح منذ بداية شهر يناير، في تصاعد ملحوظ للعدوانية السعودية، والعين الأممية الدولية عمياء إزاء ذلك، الأمر الذي يكشف حقيقة تآمرها واستهتارها بحياة وأرواح اليمنيين.