الخبر وما وراء الخبر

إذا لم يحركنا القرآن.. فماذا ننتظر؟!

11

بقلم// علي عبد الرحمن الموشكي

أمام مرأى ومسمع العالم، يستمر أبناء القردة والخنازير بالاعتداء على رموز الإسلام بدايةً بالإساءة إلى رسول الله -صلوات ربي وسلامة عليه وعلى آله-، من خلال الرسوم وإنتاج الأفلام المسيئة لشخصية الرسول الأعظم محمد -صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله-، وذلك لكي يستفزوا المسلمين في أنحاء العالم وخُصُوصاً الدول الإسلامية وعلى رأسها مملكة العهر يهودية الولاء وأمريكية الانتماء دون أن تحَرّك ساكناً، دون أن تستثير أي رجل دين أَو عالم من علماء الأديان المتطرفة فكرياً منزوعة الكرامة والغيرة والقيم والمبادئ القرآنية، لكي يوصلوا رسالة لكل المسلمين في العالم أن من هم يرعون الحرمات الإسلامية فاقدين الهُــوِيَّة الإيمانية الحقيقة التي تجعل المسلم يغير على نبيه وعلى دينه وعلى مبادئه التي يدين بها ويتحَرّك على ضوئها في واقع حياته.

خلال هذا الأسبوع عمل المستفزون والحاقدون والكارهون وشذاذ الأخلاق وعديمو الضمير والقيم الإنسانية والأخلاقية إلى حرق القرآن الكريم، أمام القنوات والإعلام العالمي ويريدون بذلك إرسال رسالة للعالم الإسلامي والمسلمين ماذا ستعملون؛ مِن أجل القرآن الكريم ونحن نحرق أعز ما تمتلكون دستوركم الذي تحتكمون عليه وتسيرون على ضوئه في واقع حياتكم هُــوِيَّتكم الإيمانية وبصائركم التي تبصرون به واقع الحياة وليس ذلك فحسب فهنالك حملات تشوية وتضليل للعالم بأن المسلمين متطرفون وأن القرآن الكريم ليس صالحاً في واقع الحياة وأن القرآن الكريم دين العنصرية، يساعدهم في ذلك العلماء المتطرفون الذين يدعون الانتماء للإسلام الذين يقدمون شاهداً في واقع الحياة من خلال الأفكار التي هي من خارج القرآن وبعيدة عن المنهجية القرآنية العظيمة التي تنير الحياة وتحفظ للبشرية كرامتهم وأخلاقهم وقيمهم ومبادئهم وإنسانيتهم، إنما يقوم به أعداء الأُمَّــة الإسلامية ومن يدعون الإسلام، هم بذلك يعملون على سحق القيم والمبادئ القرآنية العظيمة، لو أن جندياً أمريكياً أو صهيونيا أَو فرنسيا يُعتدى عليه أَو يستفز لتحَرّكت الأساطيل والطائرات والبوارج في حماية ذلك الجندي أَو المواطن الأمريكي أَو الصهيوني، واليوم يتم قتل الآلاف من المسلمين ويتم اعتقالهم ويتم تعذيبهم ويتم تشويه دينهم أمام مرأى ومسمع العالم دون أن تحَرّك ضمير مواطن مسلم في دول الخليج والدول الإسلامية في العالم، لماذا؛ لأَنَّ أعداءنا وبمساعدة علماء السوء جعلوا دماء المسلمين رخيصة مفرقين مبعثرين لا تجتمع كلمتهم على سواء أبداً.

إن الله سبحانه وتعالى يقول لنا في محكم كتابة الكريم: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جميعاً وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ، إذ كُنْتُمْ أعداء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأصبحتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)، اعتصموا توحدوا كونوا أُمَّـة قرآنية واحدة موحدة، لا تتفرقوا ثقافيًّا ودينياً ومذهبيًّا وتزرعون العنصرية فيما بينكم، واذكروا نعمة الله عليكم القرآن الكريم والرسول الأعظم -صلوات ربي وسلامة عليه وعلى آله-، أنقذنا بالقرآن الكريم، أنقذنا بالرسول الأعظم -صلوات ربي وسلامة عليه وعلى آله-، كونوا إخواناً، كيف يكون الإخوة متحدين ومجتمعين تجمعهم الكلمة الواحدة الموقف الواحد، يجمعهم العدوّ الذي ذكره الله في القرآن الكريم الذي لا يرجو للأُمَّـة أي خير وقد حذرنا الله منهم ووضحهم لنا وبينهم لنا وحدّدهم لنا، ليسوا أعداء وهميين في واقع الحياة أَو يتطلب منا الأمر وقتاً كي نبحث عنهم، من نعمة الله أنه حدّدهم لنا، حَيثُ قال تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا)، أشد الناس، أشدهم عداوة اليهود، وهم معروفون ومحدّدون ومميزون وقد جمعوا في مكانٍ واحد ليسهل للأُمَّـة ضربهم واستهدافهم، وَإذَا لم يتحَرّك المؤمنون الصادقون في مواجهتهم وضربهم فسيكونون أشد عداوة وأشد قوة وأشد طغياناً وأشد قسوة في مواجهة المسلمين، والذين أشركوا معروفون ومميزون يقول الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أولياء بَعْضُهُمْ أولياء بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِـمِينَ)، دول التطبيع والمسارعين في كسب الولاء بدافع الخوف يستجدون السلام من مجموعةٍ صغيرة جِـدًّا، لكن مَـا هو السبب يقول الشهيد القائد -رضوان الله عليه-: (ألم نصبح نحن كعربٍ أذلاء تحت أقدام اليهود والنصارى؟ لأَنَّنا أضعنا ما استوجبنا به أن نكون تحت أقدام من قد أُذلوا، مَن ضُرِبَتْ عليهم الذلة والمسكنة)؛ بسَببِ تفريطنا وتقصيرنا وسكوتنا والابتعاد عما أمرنا الله ورسوله بالتمسك بهم، لقد ضعنا فعلاً يقول -عليه السلام-: (لأننا نحن من أضعنا المسؤولية الكبرى، ونحن من نتنكّر لأهل البيت، ولم نؤمن بعد بقضية الثقلين: “كتاب الله وعترتي” وقد آمن بها الآخرون، إنما لم يُطبِّقوها، آمنوا بها؛ لأَنَّ هذا الحديث صحيح، لكن ثُقِّفُوا ثقافة أُخرى وانطبعت في نفوسهم عقائد أُخرى وثقافة أُخرى جعلتهم يعدلون عنها، وإلاّ فهم مؤمنون بها)، لن تظلوا من بعده أبداً.

فيا أُمَّـة القرآن الكريم، لقد منّ الله علينا بأعلام آل البيت -عليهم السلام- في عصرنا الحالي في اليمن وإيران ولبنان، بعترة رسول الله الأطهار ومنهجية القرآن الكريم، إنهم يسيرون على القرآن الكريم يعادون من أمرنا الله بعدواتهم فيجب علينا الالتفاف حولهم والسير على طريقتهم والتمسك بهم، فهم صراط الله المستقيم ونور الله وبصيرته في واقع الحياة، وهم السبيل الوحيد لمقارعة قوى الطاغوت والاستكبار، ما أحوجنا لهم؛ لأَنَّهم الهداة في واقع الأُمَّــة الإسلامية، كُـلّ ما يدعونا إليه هو التمسك بالهُــوِيَّة الإيمانية الحقيقية من خلال العودة إلى القرآن الكريم والاهتداء به، شدونا إلى القرآن الكريم والى مبادئه وقيمه وأخلاقه للحفاظ على إنسانيتنا وكرامتنا وعزتنا والنجاة في الدنيا والآخرة.

يا أُمَّـة الإسلام يا أُمَّـة القرآن الكريم.. أنتم أعزة بعزة القرآن الكريم وأقوياء بقوة الله ملك السماوات والأرض، إنه وقت الصحوة الحقيقية والثورة القرآنية استجابة لقول الله سبحانه وتعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أولياء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)، إن الكافرين والمشركين واليهود يقاتلون في سبيل الطاغوت (الشيطان)، فلنتحَرّك ولنواجه أولياء الشيطان أينما كانوا أينما وجدوا إن كيد الشيطان ضعيف جِـدًّا، لا يغركم جمعهم ولا عتادهم ولا قوتهم إنهم أضعف وأوهن وأذلاء وحقراء، ومن يتخاذل ومن يتنصل ومن يحايد فسيدوسون على كرامته وسيتطاولون عليه وسيصلون إلى كُـلّ دولة وقد وصلوا وشتتوا وفرقوا وهتكوا الأعراض والمقدسات وما نعيشه اليوم شاهداً وَدليلاً، فإذا لم يجمعنا الغيرة والدفاع عن كتاب الله فما الذي سيجمعنا ويوحد كلمتنا، بني سعود لا يملكون أهلية الحفاظ على الدين، لقد فقدوا كُـلّ أحقية الدفاع المقدسات وعن الحرمات، إن أعداء الله يستعينون بهم في التشويه عن الدين ويقدمونهم شاهداً في واقع الحياة للثقافة القرآنية المتطرفة؛ بسَببِ ما يقومون به ويدجنون به الأُمَّــة من خلال تشريعهم للانحلال الأخلاقي والتطرف الفكري والثقافي، فقدموا الدين ضعيفاً ومهزوماً للبشرية، وندعو علماء الأُمَّــة الإسلامية لفضحهم أمام العالم بأنهم لا يمثلون المسلمين ولا يدينون بالإسلام الحقيقي والمنقذ للبشرية.