الخبر وما وراء الخبر

فكرُها سليمٌ وجهادُها عظيم

8

بقلم// إبتهال محمد أبوطالب

الارتباطُ يظهرُ جليًا بين المؤمن و قرناء القرآن آل البيت-عليهم السلام-، لكونهم أعلام الهدى،السائرين على طريقٍ مناهضةٍ للعدى، ولنا مع أم أبيها البتول الزهراء إرشادٌ لمن ضلَّ أو غوى، بنت المصطفى الحوراء، وبنت خديجة الكبرى، وزوج الوصي الذي مَن أحبَّه ارتقى، أم الشهيدين سيدي شباب أهلِ الجنّة تأكيدًا لقولٍ بلغَ العُلا.

سيدةُ نساء العالمين وفلذة كبد سيدالمرسلين،المُسبِحة في الليل والنهار،والمُجاهِدة كلَ ظلومٍ كفّار.
حريٌّ لكلِّ مُسلمةٍ أن تكون لها النموذج الأمثل في الحياة المليئة بالفساد والفتن، جديرٌ لكلِّ مسلمة أن تكون لها مرآة لأعمال الخيرِ في الظاهرِ والعلن، وأن تكون لها نموذجًا في الإحسان والكرم.

السيدةُ الزهراء هي الحصنُ المنيعُ لحماية المرأة المُسلمة من مؤامرات الأعداء الهدّامة.

فأعداءُ الأمةِ الإسلامية يسعون بكافة وسائلهم لإبعاد صورة فاطمة الزهراء ومنهجها عن المرأة المسلمة،
واستبدال هذه القدوة ذات العفة والكرم والشرف بقدوات هن بعيدات كل البعد عن العفاف والأخلاق.

فيُبَهْرِجُون ويُشْهِرُون بفاجرات عاهرات فاسدات من مغنيات وراقصات كنماذج ،يريدون من المرأة المسلمة أن تتطبع بطباعهن وتقتدي بهن من خلال مشاهدتها لهن ليل نهار في القنوات ،مُشاهدةً فيها أنواع الفسد والفحش واللاخلاق،يريدون من كل ذلك شدَّ المرأة المُسلمَة لخضراء الدمن التي حذر الرسول منها عندما قال: إياكم وخضراء الدمن،قالوا: وما خضراء الدمن؟قال:المرأة الحسناء في المنبت السوء .

الأعداء يعرفون جيدًا أنهم بإبعادهم نموذج فاطمة الزهراء سَيُذَلَلُ لهم طريق الفسادوالغي ،وسَيُسَهَلُ لهم الطغيان والاحتلال.

ومن صميم كلماسبق من ترويج لقدواتٍ غير لائقات للمرأة المسلمة ،ندعو المرأة المسلمة بأن تتنبه لكل ما يترصدُ لها من مؤامرات خفيّة وحرب ناعمة جليّة.

ندعو النساء المسلمات- بحسب موقعهن وصفتهن- بأن يدخلن مدرسة الزهراء مدرسة الأخلاق العالية والقيم الراقية؛ ليرتقين طباعًا وعملًا،ليرتقي مجتمعهن شكلًا وروحًا،نظامًا واتباعًا،وبالتالي يصعب على العدو اقتحام أسوار المجتمع المتينة و أبوابه الأصيلة وأفكاره الأبية، يصعب على العدو نشر حربه الناعمة الذليلة وأقواله المبهرجةالرذيلة، ورؤاه المغلفة الوخيمة.

ندعو النساء المسلمات أن يكنَ في خط الزهراء-عليها السلام- روحًا وعقلًا ،رؤيةً واتجاهً،علمًا وعفةً وحياءً،
يكنَ وفق رؤاها واتجاهها فكريًا وثقافيًا وسياسيًا وجهاديًا وأدبيًا، فاتجاهها-عليها السلام- قويم،وفكرها سليم، و جهادها عظيم ،وأدبها راقٍ وكريم،وسياستها بحكمةٍ ونورٍ في صف المؤمنين و ضد المنافقين .

إننا في يمن الحكمة والإيمان وفي ظل العدوان الغاشم على بلدنا نستلهم من نهج الزهراء كل معاني الصبر والجهاد ولاءً لله ورسوله وآل بيته، نستلهم العزة والكرامة وعدم الرضوخ لمن يروجون بانحلال المرأة عن دينها وعفتها وشرفها، لذا نجد المرأة المؤمنة وضعت نصب عينيها الزهراء منهجًا وسيرتها مُرشِدةً،نجد المرأة المؤمنة في جميع مجالات عملها تمثل الزهراء قولًا وعملًا،جوهرًا ومظهرًا، نجد المرأة اليمنية المُجاهدة بالمال والوقت والأبناء، الداعمة لقوافل المجاهدين رجال الرجال، نجدها تبذل كل مالديها بكل سخاء، هدفها رضا الله العلي الأعلى وتنكيلًا للأعداء،وقمعًا للمنافقين العملاء والمرتزقة الجبناء.