الزهراء تجمعنا
بقلم// أم وهيب المتوكل
وتشرق شمس الصديقة الزهراء – عليها السلام-
في عتمة ذلك الليل البهيم الذي سعى الظالمون والمستكبرين في الأرض حتى وجه النهار ، لخلخلت الجبهة الداخلية ، في ما يصرف البعض عن تقوى الله سبحانه وتعالى – بما يتناسب مع شهواتهم ،ورغابتهم وآمالهم ،وطموحاتهم وأهواؤهم ، التي مهما بذلوا من أجلها ومهما فرَّطوا في التقوى من آجلها ؛ لن يصلوا فيها – نهاية المطاف- إلى مبتغاهم بشكل تام ،هناك الكثير من المنغصات ، والكثير أيضاً من العوائق وأيضاً- في نهاية المطاف – يتحملون التبعات عندما يفرِّطون في التقوى ، وهم يسعون وراء رغبات أنفسهم وأهواء أنفسهم ،ويعتمدون على أهواء أنفسهم.
يأذن الله بانبلاج فجر جديد في ربى الإسلام على أرض يمن الإيمان ليزيده توهجاً إلى توهجه وألقاً إلى ألقه ويبتسم الكون بسمته الحالمة بصباح يكسوه الفرح والضياء والسرور في وجه ذلك الحقد القاتم السواد الذي ملأ قلوب قومٍ ما فتؤوا يتربصون في تفريق أمة نبيهم الذي جاء لينقذهم من شر أنفسهم الشيطانية ..
من هناك .. من أعماق المشروع القرآني وفي ذات يوم من أيام الله ، بعد ميلاد حفيد المصطفى (صلوات الله عليه وعلى آله وسلم)
تشرق شمس الزهراء (ع) في ربوع يمن الإيمان من جديدي لترسم بخيوطها الذهبية خطوطاً عريضة لمجد الزهراء عليها السلام في ربوع الوطن الجديد لتضيف إلية هالةً من النور .
ويأتي اليوم الذي طال انتظاره وتشرئب الأعناق نحو تلك القافلة القادمة من بعيد .
ويفصح الربيع عن أجمل زهراته من جديد وتتعلق عيني -علم الهدى- حفظة الله – بذلك الموكب اليماني الهاشمي القادم والفرح يملأ قلبه غبطة وسروراً، فيقف في طليعة المستقبلين لقدوم ميلاد سيدة نساء العالمين – عليها السلام- موجه لما أكد عليه الشهيد القائد – رضوان الله عليه-
فلا بد في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير أن يتحرك من قاعدة واحدة، من توجيهات واحدة، وخطة واحدة، وأساليب واحدة حتى يكون فعلاً أمراً بمعروف ونهياً عن منكر ودعوة إلى الخير بنَّاءة، تكون نتيجتها تصب في قالب تأهيل الأمة فيما يتعلق بوحدتها، وفيما يتعلق باهتماماتها بأمر الدين، وفيما يتعلق باهتمامها في مواجهة أهل الكتاب سواء في الداخل أو في الخارج. مستشهداً قول
الله تعالى {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر}
وشاءت إرادة الرحمن الرحيم أن تشرق شمس الزهراء عليها السلام – في ليل الأحزان والكروب والشتات وبعثرت الجهود فتحليه بقدومها إلى منابر من نور اللّٰه يملأ شعاعه الأرض والقلوب والآفاق …
و هكذا لبت ، و مضت قوافل الإيمان لتشف طريق النور والفضيلة في وقت كل العالم يغرق بحور الرذيلة ويقدس الجبت والطاغوت ويضج بالكفر والفجور.
بينما نساء الأنصار تتغلب كل العوائق ،والمشاكل والهموم ، وتكشف تخطيط اعداء الأمة الإسلامية .
لتعيش في رحاب السيدة الزهراء -عليها السلام- أحلى وأجمل الصفات والذكريات وأمتع اللحظات في أحياء ميلادها عبر الأنشطة القليلة في حقها والتي تشع بأنوارهاوتعج بأريج أنفاسها ولوعة دموعها لننهل سوياً من معين إيمانها وطهرها وعفتها عذب الأخلاق ونستقي من بحر علمها وعبادتها أروع وأسمى العلوم …
وتجديد الحركة المستمرة في إطارالخطة الواحدة وإطار وجهة النظر الواحدة ولنستقي من غرسة المصطفى – صلوات الله عليه وعلى آله-