الخبر وما وراء الخبر

حكمة القائد في إنهاء الثأرات

10

بقلم// إحترام عفيف المُشرّف

أن ماتقوم به المسيرة القرانية المباركة وقائدها الملهم من مساعي للإصلاح بين المتنازعين وحل لقضايا الثارات وإخماد الفتن المتأججة بين القبائل يعد تفوق وانتصار لم يسبقهم إليه من حكموا اليمن على مر السنين، وتجسيد عملي لتوجيهات الله وقرآنه الكريم يقول تعالى: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)
من سورة النساء- آية (114)

إن إصلاح ذات البين هو الرَّكيزة التي يقوم عليها المجتمع، وتقوى بها الأمم؛ ليبتعد عنها الوهن والضعف الذي ينتج عن الفرقة والشحناء والثارات التى تمتد لسنوات، كذلك إحياء مفهوم القبيلة بالمعنى القرآني والتى تلم ولا تفرق، قبيلة منهجها كتاب الله ومرشدها محمد رسول الله ويكون دستورها محمدي لا جاهلي، علوي لا أموي، حسيني لا يزيدي، لتعود الأمّة لمكانتها بين الأمم، ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْـمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْـمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ) من سورة آل عمران- آية (110)

كذلك رجوع القبيلة لدورها ينهي القضايا العالقة في المحاكم لسنوات طوال دون أن يبت فيها وهو مايعد سبب أساسي ورئيسي في نشوب أكثر حالات الثأر فهناك مماطلة وتسويف لقضايا من آثروا السلامة ولجأوا للقضاء في إنصافهم وإذا بهم كالمستجير من الرمضاء بالنار لا هم أنصفوا المظلومين ولاهم برأوا الأبرياء بل زادوا الطين بله، أن يخسر المال من خسر الدم، وأن يسجن المظلوم ويطول سجنه وقد يدان أو تنتهي حياته وهو قابع وراء القضبان وكل هذه السلبيات؛ بسبب المماطلة في البت بالقضاياء.

كانت مبادرة السيد العلم عبد الملك بدرالدين الحوثي حفظه الله في السعى لحل الخلافات وإحياء دور القبيلة له مردود جدًا قوي في عموم الناس الذين أتعبتهم الثارات وأثقلتهم المحاكم، وها نحن ولله الحمد نشهد في سنوات قليلة ورغم الحرب والعدوان نشهد حل لقضايا مر عليها عقود من الزمن وهيَ عالقة.

وإذا كان لنا ان نفخر بالانتصار على العدو الخارجي فإن فخرنا وفرحنا بانتصارنا على العدو الأكبر وهي النفس والشيطان الذي ينزغ بين المؤمنين وحلحلت الأمور بين المتخاصمين، فحق لنا أن نحمدالله ونشكره على هذا الفضل الكبير.(قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)من سورة يونس- آية (58)

أضف إلى ذلك أن حل القضايا العالقة وإحياء دور القبيلة سيكون له تأثير سلبي على العدو الخارجي والذي لم يعد يراهن على هزيمة اليمن إلا بتأجيج الفتن بين أبنائها بعد أن عرفوا وتيقنوا من مقولة: ” لايهزم اليمني إلا يمني “، وإنهم لولا المرتزقة من اليمنيين الذين طعنوا البلد في خاصرته بخيانتهم له لولاهم لكانت الحرب قد انتهت وهي في مهدها، فأصبحوا يراهنوا على ورقة إثارة الفتن والنزاعات بين الإخوة وهو ماكانت قيادتنا متيقظة له، آخذه له بعين الاعتبار كواجب ديني وشرعي وكخطة استراتيجية تمنع العدو من التوغل وتجعل المرتزق يعيد حساباته ويرى بعين الانصاف أن من يقتل أهله ويدمر بلده، لا يكون حليفًا ولا صديقًا وإن أحببته، وإن من يحمي العرض والأرض ويسعى في لمّ الشَّمل ورأب الصدع هو سندك وأخوك و إن أبغضته.

ما زالت قضايا الثأر كثيرة والواجب علينا جميعًا الوقوف والمساندة بالقول والفعل والقلم لمن يقومون بهذا العمل المبارك الذي سيعود بالخير والأمن على الجميع والعاقبة للمتقين.