كأس الإجرام
بقلم// نوال عبدالله
لُحظ جماهيرٌ غفيرة لكرة القدم، فكان المونديال عامل من عوامل الإرتباك، والتوتر، حالة لايرثى لها، فالبعض كان بين مد وجزر، أعصابهم منهارة، آخرون يراهنون بمبالغ باهضة على فوز فريقهم المفضل، تشجيع حماس، انتظار عقارب الساعة بصبر بالغ لقدوم الموعد المحدد لعرض الكرة وهي تراوغ لاعبيها على ساحة الملعب، هذا حال الجماهير وعشاق الرياضة.
فكيف هو حال المدربين واللاعبين الأقويا كما يسمونهم المعجبين، تدريبات نفسية، تدريبات جسدية جري، انعزال عن الكل، ملعب خاص للتأهيل، دورس لتقوية المعنويات، للفوز بماذا؟! بهدف، أن زاد هدفين وإذا كانوا محظوظين فثلاثة أهداف، كلاً حسب ذكائه ومهارته في اللعب، المُهِم عندهم أن يحظوا بالفوز بلقب “كأس العالم” لتهل عليهم الأموال ببذخ و سخاء! ملايين المليارات تنهال على اللاعبين والمدربين..
كأس ذهبي يثير بريقه الحماس والتحدي لنيل الفوز .
انتهى المونديال وفازت الأرجنتين، تحدثت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي عن هذا الفريق، ضجة إعلامية عارمة ليصبح ميسي حديث الساعة وبطل العالم، متناسيين جُرمه المفضوح لقتل أطفال عزة.
لماذا لا يتحدث العالم عن كؤوس المعانات التي يتجرعها أبناء اليمن جراء الحرب الشنعاء والعبثية التي شُنت بأمرٍ من الغرب ومن يدور في فلكهم؟ حربٌ لم يسنها شرع ولا قانون! فنحن لم نرتكب جرماً يُذكر لكي يتكالب علينا كل طواغيت الأرض، وفر هذه الحرب والحصار الخانق علينا، فبدل التنديد واستنكار كل هذا الجرم بحق الإنسان توحدت صفوف الإجرام لديهم، وجُمعت الأموال لتدمير الأرض والإنسان.
حينها تسابق العالم لإرضاء بن سلمان ومن تحالف معه لإطفاء نار حقده الماكثة منذ الصغر، فقد ورث الكراهية وتربى على البغضاء والحقد، الحقد لمن؟! لمن كانوا يدّعون بأنهم دولة الشقيقة؟!
وبتخطيط أمريكي إسرائيلي بحت يتم الدعم العسكري لتزويد المهلكة بالعدة وللعتاد والأسلحة، منها المحرمة دولياً لقتل الإنسان دون إستثناء صغيراً كان أم كبيرا، لقتل كل ما يبعث على الحياة أيضاً.
مجازر بشعة وثقتها عدسة الإعلام الحربي، نشرت في الصحف ومواقع التواصل الإجتماعي، مجازر ظاهرة ومخفية كل يوم، كل ساعة ودقيقة، يتجرع أهلها، أوجاع تغلغت في الأعماق، وبقوة صرخات ألم ووجع من الصميم تحكي المعاناة الحاصلة، لكن لم تحرك في العالم فيكم ساكناً؟!
أين عيون الإنسانية وأهل الضمائر الحية هل انقرضوا؟ أم أن ضجيج المال ورص حبر الشيكات التي وضعت أمام أبصارهم شكلت غشاوة أبدية؟
لم تكن ندائتنا لطلب العون منكم بل لنكتشف حقيقتكم التي كانت مخبأة تحت عباءة زيفكم الذي أضحى مفضوحاً بفعل إجرامكم العلني اليوم، ليعلم أهل الضمائر الحية حقيقة ماتخفون في صدوركم من غل، وماتُكن جماجمكم المتصحرة.
هاهو التاريخ يرصد نفسه لتتدوالها الأجيال القادمة لتحكي عظمة من قاد هذا الشعب لبر الأمان، كيف تصدى لقوى الشر، لم نلتجئ لأحد سوى الله عز وجل، فكنا كما أراد لنا الله أقويا بقوته أعزاء بعزته، هاهو الشعب اليمني ينال كأس المجد، يرفع رآيات الكرامة، يُضرب به المثل في الصمود الأسطوري، بفضل الله أولاً وحكمة قائدنا وتضحيات مجاهدينا ليتصدروا أعلى المراتب، بعد أن ضحوا، وبذلوا، جاهدوا وقدموا الغالي والنفيس، لم يسعوا للمناصب الدنيوية، بل على العكس أنطلقو للجبهات وهم حفاة لايبالون حر الشمس ولا برد الشتاء، همهم الوحيد نصر دين الله، وطرد المحتلين ثم نيل الشهادة..
فها نحن اليوم ومن أعماق قلوبنا وبصوت يرتفع صداه عالياً نهتف لن ترى الدنيا على أرضي وصيا.