أمريكا سجل حافلٌ بالحروب والمؤامرات
بقلم// علي زيد المنصور
منذُ زمن بعيد اتبعت “الإدارات الأمريكية المتعاقبة” العديد من السياسات للوصول إلى “الهيمنة الكاملة “على هذا العالم، بدءًا من “مبدأ ترومان” المعروف أيضاً باسم “سياسة الاحتواء”، وصولاً إلى “السياسات الحديثة” كإستراتيجية “باراك أوباما” المعروفة باسم “القوة الذكية”، وسياسة “أمريكا أولاً ” والتي أعلن عنها دونالد ترامب؛ وخطة “إعادة البناء بشكلٍ أفضل” التي وضعها “جو بايدن وجميعها تهدف إلى “إبقاء وتأمين” هذه الهيمنة قدر الإمكان.
لقد عملت “الولايات المتحدة الأمريكية” على “تأجيج الصراعات في مختلف أنحاء العالم، من خلال “شنّ الحروب” و” إثارة الفوضى” و”احتدام المواجهات” و”الإطاحة بالحكومات” المناوئة لسياساتها واستهدافها، باستخدام الوسائل الممكنة مع “عدم مراعاة القوانين” والأعراف الدولية”، واستطاعت من خلال “التلاعب بالنظام المالي العالمي”، واستغلال “هيمنة الدولار” تحقيق السيطرة الاقتصادية الكاملة، على “الدول النامية ونهب ثرواتها”، وإخضاعها، “وقتلها اقتصادياً “إن صحّ التعبير…
نعم فهم كذلك، “فالقتلة الاقتصاديون” همّ “الأمريكيون” الذين يرتدون عباءة الاقتصاديين، والمصرفيين والمستشارين الماليين الدوليين “فيستهدفون بذلك بلداناً أخرى، ويخدعون الشعوب ويسقطونها في “فخاخ اقتصادية” معدّة مسبقاً فيسيطرون بذلك على “شريان” الحياة الاقتصادية و”الموارد الطبيعية” لتلك البلدان.
وجعلوا الأموال تتدفق إلى الولايات المتحدة “باستمرار”، وعززوا” ووسعوا من “هيمنتهم على الجوانب “الاقتصادية والسياسية والعسكرية “لحماية “مصالحهم وأهدافهم الشيطانية” وفقاً لما ذكره الاقتصادي الأمريكي “جون بيركنز “في كتابه (اعترافات قاتل اقتصادي) الذي نُشر عام 2004 “لقد حرّفت الولايات المتحدة كلّ القواعد الاقتصادية، لإستخّدامها مع ما يناسب مصالحها”.
و”أكثر من ذلك” فرضت الولايات المتحدة؛ بشكلٍ “وقح” سلطةً قضائية تمكّنها، من “الوصول إلى “بيانات المستخدمين”، علاوةً على ذلك فقد “قامت بنقل معلوماتٍ” من بنوك، أوروبية وعربية عديدة، واستخدامها بطريقة “غير مشروعة”.
إن الولايات المتحدة الأمريكية لديها “إدمان التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى” ولم تتوقف عند أي حدٍ، لقمع أولئك الذين تعتبرهم “خصوماً”.
كما حاولت التحكّم، بالرأي العام العالمي في الوقت الذي سعت فيه جاهدةً، لتصدير “قيمّها المنحطّة” لدول أخرى، و”شنّ الغزو الفكري والثقافي” عليها.
“إنها أكبر متجاوز ل”حدود” القوانين الدولية والنظام الدولي”، وتعتبر مصدّراً رئيسياً للإجرام في العالم؛ فمن خلال “هيمنتها وسياسة القوة “اللتان تنتهجهما واشنطن، أخلّتا بالنظام العالمي، وهددتا السلام البشري، وتسببتا في عواقب وخيمة على العالم برمّته، وبالتالي أصبحت تلك الهيمنة، العائق الأكبر لتقدم المجتمعات البشرية، والحضارية بشكلٍ عام.
ولطالما كانت الولايات المتحدة “دولة عدائية،” منذ إعلان قيامها في /4يوليو1776/، وعلى امتداد تاريخها الذي يزيد عن 240عاماً، فقد كانت إن صحّ التعبير 240عاماً، من الحروب والقتل، والدمار الذي حلّ بهذا العالم.
وللحفاظ على سطوتها “فقد انتهكت الولايات المتحدة بشكلٍ “صارخ” مبادئ ومواثيق الأمم المتحدة، والقوانين الدولية، وبصورة مستمرة ودون توقف، وكأن هذه القوانين والأعراف لا تعنيها.
فمن خلال “قوّتها العسكرية” ومنذ الحرب العالمية الثانية، شنّت الولايات المتحدة أو شاركت في “جميع الحروب” التي حلّت بهذا العالم، منها حرب شبه الجزيرة الكورية، وغزو فيتنام وكوسوفو وأفغانستان، وكذا العراق وأماكن أخرى، وتسببت بكوارث إنسانية فادحة.
ففي عام 2003 ، شنّت الولايات المتحدة الحرب على العراق بتّهم لا مبرر لها، ما أسفر عن مقتل مئات الألاف من “المدنيين العراقيين؛ وفقاً لمعهد “واتسون للشؤون الدولية”، كما استخدمت قواتها ذخائر اليورانيوم المنضّب، والفوسفّور الأبيض، “لاستهداف المدّنيين” ما أدى إلى “تدمير العراق” أرضاً وإنساناً.
ما زاد من رصيدها الإجرامي المتصاعد، ذلك القصف العشوائي الذي ينفذّه جيشها، متى أراد؛ لضرب أيّ “نقطة” في هذا العالم.
“وبغضّ النظر عن الأموال الهائلة التي تنفقها الولايات المتحدة على جيشها، فلا يمكنها الحصول على أمن مثالي”.
وكلّنا يتذكر “هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام2001 ، وكيف أصبحت مزاعم “مكافحة الإرهاب”، محور الأمن الوطني والسياسة الخارجية لأمريكا، ومنذ ذلك الحين وبمعاييرها “الازدواجية” و” عقليتها الإجرامية” شنّت الولايات المتحدة “الحرب على الإرهاب” في جميع أنحاء العالم تحت ذريعتي “الأمن الوطني” و”الدفاع عن الحرية”، وقسمّت البلدان إلى معسكرات مختلفة، بل وأسقطت حكومات دول أخرى تحت مزاعم “مكافحة الإرهاب!.
لقد أصبح عنوان ما يسمى “مكافحة الإرهاب” الذي تقوده الولايات المتحدة، أداة للحفاظ على هيمنتها، وتعزيز تواجد قواتها وقواعدها العسكرية في الخارج، ما أدّى إلى إلحاق الضرر بالعدّيد من البلدان والشعوب، وإغراق العالم في حالة من الفوضى، وانعدام الأمن.
وبصرف النظر عمّا يسمى بعمليات “مكافحة الإرهاب”، فقد انتهكت الولايات المتحدة بشكلٍ “صارخ” حقوق الإنسان، والحريات في البلدان الأخرى، كما اتضح ذلك من خلال الفظائع المروعة، والانتهاكات التي ارتكبها “الجيش الأمريكي” ضدّ ” السجناء والمعتقلين” في “أفغانستان والعراق”.
ووفقاً لتقرير صدر من “جامعة براون” الأمريكية؛ فقد قُتل ملايين البشر في حروب ما بعد الحادي عشر من سبتمبر.
كما تستغل الولايات المتحدة الأمريكية نفوذها القوي، في مجالي “الثقافة والإعلام” لتعزيز هيمنتها الوحشية، والتلاعب بالرأي العام العالمي، وطمّس الحقيقة، وسحق كل من يخالفها الرأي والموقف، وتدميره، سواءً أكانت حكومات أمّ جماعات وكيانات، حتى أن الغالبية العظمى من “الأمريكيين ” يشعرون بخيبة أمل شديدة تجاه “نظامهم السياسي الحاكم”.
أخيراً:-
لقد اتضح جلياً للعالم “قبّح أمريكا” و”قذارة” سياساتها المختلفة، والتي يجمعها هدفٌ واحد وهو “تدمير الإنسان” لتسهل السيطرة عليه؛ ولست أبالغ إن قلت “إن أمريكا هي “الشيطان نفسه” وما سعت لتحقيقه طيلة العقود الماضية، قد تلاشى وانتهى، وها نحن ذا نعيش “تغيرات كبرى” تأكد بما لا يدع مجالاً للشك، نهاية هذه الهيمنة وفشّل كلّ “سياساتها ومؤامراتها الإجرامية ” وسقوطها في وَحلّ الهزيمة، ومستنقع الخسارة.