عنس ..موطن الإبداع الغنية بالكنوز الحضارية
إعداد/محمد محمد عبدالله العرشي
أخي القارئ الكريم… يسرني أن أقدم لك في هذا المقال على صحيفة الثورة الغراء مديرية عنس، إحدى مديريات محافظة ذمار.. ولقد اعتدت أن أقدم في مقدمة كل مقال، وعلم هذا المقال من الأعلام الذين ينسبون إلى مديرية عنس أساساً وإن كان أباؤه قد نزحوا من هذه المديرية إلى مديرية أو محافظة أخرى، وعلمنا اليوم هو شيخ الإسلام الشاعر الكبير المرحوم علي محمد العنسي المولود في القرن الثاني عشر الهجري الثامن عشر الميلادي والمتوفى في 1139 هـ1727 م، وهو شيخ العلامة المرحوم محمد بن إسماعيل الأمير، وقد استطاع أن يؤلف العديد من القصائد التي تغنت بها اليمن والدول العربية والخليج، فما من فنان يمني أو خليجي أو عربي إلا وتغنى بقصيدة أو أكثر من هذه القصائد، وأكثر قصائده هذه في ديوان (وادي الدور) ووادي الدور هو وادي مشهور في محافظة إب ومديرية العدين، ولقد عُني بنشره وتحقيقه المرحوم العلامة الوزير الأديب الشيخ يحيى بن منصور بن نصر المولود في 1333هـ – 1914م، والمتوفى في 1405هـ – 1984م.
مديرية عنس
بفتح فسكون. قبيلة كبيرة لها بلاد واسعة في مغرب مدينة ذمار ومشرقها. وهم بنو عنس بن مالك (الملقب مذحج) بن أدد بن زيد بن يشجب بن يعرب بن قحطان. منهم طوائف كثيرة هاجرت واستوطنت الحجاز والشام، كما دخل بعضهم الأندلس. وممن اشتهر من عنس الشام إسماعيل بن عَيَّاش بن سليم العنسي، عالم الشام ومحدثها في القرن الثاني الهجري. كما أن منهم عَمَّار بن ياسر الصحابي الجليل.
وتقع مديرية عنس في محافظة ذمار في الجزء الجنوبي والجنوبي الشرقي منها وتبعد عنس من مدينة ذمار جنوباً بمسافة 15كم. يحدها من الشمال مديريات: ميفعة عنس، مدينة ذمار، جهران، المنار، ومن الجنوب محافظة إب (مديريتا: الرضمة ويريم) ومحافظة البيضاء(مديرية صباح)، ومن الشرق مديريتا: ميفعة عنس وصباح، ومن الغرب مديرية مغرب عنس.
تبلغ مساحة المديرية 815كم2، وتتكون المديرية من العزل التالية: (جبل الدار، جبل زبيد، سائلة زبيد، وادي زبيد: (زُبيد: بضم ففتح، قبيلة من بلاد عنس السلامة في غربي مدينة ذمار، تنحدر من قبائل مذحج. وسُمي بها ثلاثة مراكز إدارية هي: سائلة زبيد وجبل زبيد ووادي زبيد. فمن قرى سائلة زبيد: هَكِر، قاع شرعة، عباصر، دِلان، الشلالة. أما قرى جبل زبيد فمنها: أضرعة، جَوعَر، زُغبة، ظلمان. ومن أهم قرى وادي زُبيد:التالبي، المطاحن، المصنعة، الوشل، ذي عطاء. وإليها يُنسب الصحافي الكبير المرحوم محمد الزُبيدي رئيس تحرير صحيفة الثورة السابق.)، معيسيج، وادي الحار: (وادٍ فيه نبع ماء حار من مديرية عنس وأعمال ذمار. وهو المعروف قديماً بإسم (مخلاف مُقري)، ويضم مجموعة قرى منها: ذي حاور، ينعان، حنسر، بيت نشوان، حده، بخران، ذي سحر، خربة أبو يابس، مرخزه، الشماحي.)،يعر: (بفتحات. مركز إداري من مديرية عنس في الغرب الشمالي من ذمار. إليه ينسب الشيخ يحيى بن ناصر اليعري والشيخ عبدالعزيز اليعري. ومن توابع يعر: قرية “أثمد” وقرية “الرباط” وقرية “مُلص” ويستخرج من الأخيرة العقيق البقراني المشهور. كما يطلق أحد أحياء مدينة ذمار اسم “يعر”.).
بلغ عدد سكان المديرية (120.468)نسمة بحسب نتائج التعداد العام للسكان والمساكن للعام 2004م.
وقد ذكر المرحوم القاضي محمد الحجري في كتابه (مجموع بلدان اليمن وقبائلها) أن صاحب كتاب (نثر الدر المكنون) قال: وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ربيعة بن رداءة العنسي فوجده يتعشى فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العشاء فأكل وقال له: أتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله؟ قال ربيعة: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: راغباً أو راهباً؟ فقال ربيعة: أما الرغبة فو الله ما بيدك مال، وأما الرهبة فوالله إنا لببلاد ما تبلغها جيوشك ولا خيولك ولكني خوفت فجئت وقيل لي آمن فآمنت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رب خطيب من عنس فأقام يختلف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاءه فودعه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أحسست حساً فزايل إلى أهل قردة فخرج فأحس حسا فولى إلى أهل قردة فمات بها رضي الله عنه.
ونسب إلى عنس عمار بن ياسر بن عامر بن مالك العنسي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عن عمار.
ومن مشاهير عنس الأمير علي بن يحيى العنسي المتوفى سنة 681هـ كان من أعيان الدولة الرسولية وكان بلده في صهبان من أعمال ذي السفال، وقد ترجمه الجندي والأهدل والخزرجي وذكروا ما كان عليه من الإحسان إلى العلماء وأقطعه السلطان بلاد حُبيش وآخر الأمر حبسه الملك المظفر لميله إلى أولاد عمه أسد الدين وتوفي محبوساً على حالة حسنة مرضية رحمه الله تعالى. كما ذكره الزركلي في قاموس تراجمه بأنه شاعر يماني، من الأجواد ذوي المكانة. نقم عليه الملك المظفر الرسولي أمراً، فحبسه في حصن تعز. فمات سجيناً.
ومن بيت العنسي العلماء والفضلاء والأدباء والشعراء وساءً كانوا في برط أو في ذمار أو في إب أو في صنعاء، وأذكر منهم: المرحوم الشهيد/ محيي الدين العنسي الذي أُعدم في حجة وكان ثابت الجأش قوي العزيمة، ومنهم أخيه المرحوم القاضي الوزير المجتهد أحمد بن قاسم العنسي ومن أبناء مدينة إب المرحوم القاضي الوزير عبدالكريم العنسي، ومنهم أستاذي وأخي الجليل عبدالسلام العنسي – أطال الله عمره –، ومن أبناء مدينة ذمار القاضي الفلكي الباحث يحيى بن يحيى العنسي، ولا استطيع في هذه الصفحات أن أحصر أو أذكر أعلام بيت العنسي كافة..
ومن بيت العنسي شيخ الإسلام الشاعر الكبير المرحوم علي محمد العنسي المولود في القرن الثاني عشر الهجري الثامن عشر الميلادي والمتوفى في 1139 هـ1727 م،لبث في بلاد العدين مدة لدن والده، قم قلّد القضاء فيها أيام الإمام المهدي صاحب المواهب محمد بن أحمد بن الحسن، وأيام المتوكل القاسم بن الحسين. وهو من بيت لم يزل في أهله العلم والفضل والميل إلى محاسن الخلال، والمحبة المفرطة لآل البيت. وما زال في حكومة بلاد العدين حتى قلده المتوكل قاسم بن الحسين القضاء في بلاد وصاب، وكان العامل فيها السيد شرف اللدين بن صلاح، فما زال القاضي ينكر ظلمه، ويرفع إلى المتوكل سوء سياسته، فدبر العامل الحيلة ووشى به إلى المتوكل حتى عزله وأعرض عنه وحبسه أياماً، ثم عيّنه حاكماً بالحيمة، واستمر حاكماً بها إلى أن مات في العِر من بلاد الحيمة فجأة، وقيل مسموماً 1139هـ. وكان في طبعه حدَّة، وكان إذا ضاق صدره عن أجلاف الرعية في الحيمة لكثرة خصوماتهم صعد إلى جبال لا يقدر أحد منهم على سلوكها، بل لا يكاد أن يسلكها أحد من الشطّار، وهو يصعدها غير مكترث من وعورة المسالك، بل يرتقي إليها لا بساً خفه وبيده ما يحتاج إليه في جلوسه من إناء للماء، وكتاب للمطالعة ودواة وقرطاس. وفي سنة 1136هـ توهم المتوكل القاسم بن الحسين أن القاضي علي العنسي هو الساعي في خروج المولي محمد بن عبدالله بن الحسين بن عبدالقادر، والمولى محمد بن إسحاق بن المهدي، والمولى محمد بن الحسين بن عبدالقادر من صنعاء وأولها:
سماعاً عباد الله أهل البصائر
للقاضي علي، فحبسه”.
وقال الشوكاني في البدر الطالع: ومن تلامذته الحافظ البدر محمد بن إسماعيل الأمير.
كماذ كره العلامة أحمد بن محمد قاطن الحبابي المقحفي في كتابه (إتحاف الأحباب بدمية القر الناعتة لمحاسن بعض أهل العصر) أن العلامة أحمد بن عبدالرحمن الشامي قال له عن العلامة علي بن محمد العنسي: “إنه يرى الجن، وأنهم لا يحتجبون عنه، فقلت لشيخنا: لعله يتخيل ذلك، فقال: ليس بخيال، لأنه مكتمل عاقل، لم يعثر عليه بكذب، وقد يختص الله من يشاء ما يشاء…”. وكان بينه وبين السيد عبدالله بن علي الوزير مراسلة في الشعر، ومنها هذه الأبيات:
أنادم من دمع العيون جواريا
فلا غرو إن نادمت منها سواقيا
وأشرب في تلك الربوع مدامعي
وأطرب إن شاهدت تلك المغانيا
فلو ساجلت بحراً رويًّا بمقلتي
سحايب مزن لم يصرن قوافيا
فيا ليت شعري هل أجوز مفرجاً
بوجرة كم أهوى هناك جواريا
وعن ضعف حالي لا تسل إذ عنين لي
وجرّدن أسياف العيون المواضيا
وقل للعيون البابليات إنني
إذا لحظَتُ أدركت منها مراميا
ومن بيت العنسي الأعلام الفقيه عبدالله بن علي بن عبدالرحيم العنسي الذماري، وقد ذكره الزراكلي في قاموس تراجمه بقوله: فقيه زيدي يمني، له اشتغال بالتاريخ. مولده ومنشأه في ذمار. ووفاته في “وادعة القاسم” من بلاد حاشد. صنف “مجموع العنسي” في الفقه، ثلاثة مجلدات، أعانه فيه إثنان منمعاصريه. وشرع في جمع سيرة الإمام شرف الدين “الهادي” وعاجلته المنية، فتوفي الهادي بعده سنة 1307م.
من أشهر المعالم والكنوز الحضارية والأثرية في مديرية عنس
• قريةالمواهب:المواهبقريةمنقرىمديريةعنس،وتقعشرقمدينةذمارتبعدمسافة (10كم) منعزلةمنقذة،ارتبطتباسمالإمامالمهدي “محمدبنأحمدبنالحسنبنالقاسم” الذيوليالإمامةبعدالمؤيدبالله “محمدبن المتوكل” سنة (1097هـ ـ 1686م)، وذلك بعد نزاع شديد وحروب طويلة دانت له بعدها اليمن، وكانت شخصيته عجيبة متناقضة الأهواء جباراً سفاكاً للدماء يأخذ المال من حلة وغير حلة كما قال عنه الإمام الشوكاني، وقد اختط لنفسه المواهب وحاصرهالإمامالمتوكلعلىالله “قاسمبنحسين” حتىخلعنفسهعام (1129هـ)،وتوفيفيالسنةالتاليةسنة (1130هـ)،وقبرههناك،وكانالإمام “المهدي” يلقـببصاحبالمواهبوعن هذه المدينة وصاحبها يصف المستشرق الفرنسي “جان دي لاروك” في كتابه “رحلة إلى العربية السعيدة” مستنداً إلى المعلومات التي حصل عليها من مذكرات بعض أعضاء البعثة الفرنسية الذين حلوا ضيوفاً على الإمام “المهدي” في مدينة المواهب مدة ثلاثة أسابيع بناءً على دعوة من الإمام وذلك في سنة (1712ميلادية)، وفيما يتعلق بشخصية الملك فإنها تشتمل على البساطة، وكان يرتدي شرشفاً رقيقاً أخضر أو أصفر اللون ليس فيه أي نوع من الزخارف، وكان عاري الساقين والرجلين، ويلبس الخف على الطريقة التركية، أما ألبسته فهي لا تمتاز عن غيرها إلا بغطاء من الحرير الأبيض يسدله فوق عمامته، ويعقده تحت ذقنه، وقال أيضاً: أن الأبهة والعظمة من المظاهر التي لا تتماشى مع منصب الإمام، وأما حياة الإمام “المهدي” الخاصة فهي تمتاز بطابعها الرتيب، فهو ينهض من نومه مع شروق الشمس، ويتناول الطعام في الساعة التاسعة، وينام في الساعة الحادية عشرة حتى الثانية تماماً، وعندئذ تقرع الطبول وينفخ الزمارون في آلاتهم ولرئيس الطبالين ميزة خاصة إذ يحق له أن يدخل غرفة الملك سواءً كان صاحياً أو نائماً، وهو من الأتراك يلبس ثياباً رائعة، ويعقد على وسطه حزاماً غريب الشكل فيه عدد من القطع والشرائط الفضية، وعلى عمامته ورقة نخل موشاة باليد وسلسلة من الفضة، تطوقها كالأساور في المعصم وعندما يعلن رئيس الطبالين أن الملك قد صحا من نومه يدخل عليه الأمراء والكبراء ويتحدثون معه، وهناك مراسيم كانت متبعة وخاصة عند ذهاب الملك لصلاة الجمعة إلى سهل خارج المدينة حيث أنه لم يبن مسجداً في الحصن وذلك حرصاً على عدم وضع نفسه في مكان مغلق وخوفاً من أن يسطو عليه منافسوه أو يخونه أتباعه أما عن مدينة المواهب فقد شيدت على السفح الجنوبي من جبل صغير، وعلى جبل صغير قريب منها شُيد أيضاً قصر يسمى (المواهب)، وهو منزل استراحة الملك يذهب إليه متى ما أراد الترويح عن نفسه، وهذا القصر يشكل مع مدينة المواهب ومدينة ذمار القديمة شبه مثلث، وهي على المسافة نفسها بعضها من بعض، وعلى جبل غير بعيد مــن المواهب شيد المهدي حصناً يقيم فيه عدد من خيرة جنوده مع ذخيرتهم ومدافعهم ويلتجئ إليه الملك في حالات الطوارئ ليأمن من كيد أعدائه، والمدينة بصورة عامة ليست كبيرة وأكثر بيوتها مبنية من الطين، وتحيط بها أسوار من الطين أيضاً، وخارج المدينة بعض القرى والحقول المحيطة بمدينة المواهب مزروعة بمحصول القمح بينما شجرة البن مغروسة في الجبال والأودية وهناك أيضاً الأعناب والأشجار ذات الفواكه، تبلغ مساحة مدينة المواهب (500م2)، وأهم معالمها التاريخية والأثرية جامع وضريح الإمام المهدي، وهو عبارة عن بناء مستطيل الشكل يتألف من بيت الصلاة بواسطة دعامات حجرية يرتكز عليها سقف المسجد، وفي الناحية الجنوبية لبيت الصلاة يوجد الضريح وهو بناء مربع يرتكز على حنايا ركنيه وعقود مدببةٍ تحمل القبة، ولا زالت تحتفظ بعناصرها الزخرفية المتمثلة بزخارف كتابية ونباتية نفذت بطريقة الحفر على الجص، ومن النصوص الكتابية التي وجدت في واجهة بيت الصلاة تاريخ التأسيس ويرجع إلى سنة (1070هـ)، وفي الناحية الجنوبية الغربية للقبة توجد بقايا مبانٍ سكنية يبدو أنها كانت مساكن للإمام المهدي وحاشيته.
• حمة ذئـاب: حمة ذئاب قرية صغيرة من قرى مديرية عنس، تقع إلى الشرق من مدينة ذمار على بعد (35كم)، ويحدها من الشمال وادي النصيرية، ومن الجنوب جبل إسبيل ووادي الضايب والصفوح ودار القصر، ومن الشرق وادي حوجمة، ومن الغرب جبل ووادي نجد حمة ذئاب، أتى على ذكرها القاضي “السياغي” بأن فيها معالم أثرية مختلفة.شيدتحمةذئابفوقمرتفعمنالصخورالجيريةيسمى (حمة) بارتفاع (40م)
عنمستوىالأرض،وبنيعلىأنقاضهدورقريةحديثةبأحجارمنالموقع،ونتيجةلحفرالأهاليظهرتواجهةشماليةلمبنىقديمطولها (9م) بأحجارسوداءمهندمةيتقدمهدرجمرصوفةبأحجار،وفيالواجهة المذكورة ثلاثة أحجار مميزة وضعت بشكل عمودي ضمن صف واحد من أحجار البناء، تبعد إحداها عن الأخرى (2.47م)، وفيها ثقوب مستطيلة أبعادها (18×11سم) يحيط بها خزانان مستطيلان تعلوهما صورة هلال بداخله زهرة، وفي الناحية الشمالية بقايا أبنية حجرية عليها نقوش زخرفية مماثلة، توحي أن هذه المنطقة كانت مجمعاً للمعابد؛ إضافة إلى نقوش زخرفية على الحجارة تختلف عن أساليب الزخرفة السابقة، وفي الضلع الجنوبي بقايا مدخل عرضه (1.5م)، أما في الجنوب الغربي فهناك صهريج للمياه بيضاوي الشكل قطره (3.5م) إضافة إلى أحواض وآبار عديدة منقورة في أماكن مختلفة من الموقع، ففي الطرف الشمالي لمرتفع الحمة تشاهد بركة عميقة تمتد من الشرق إلى الغرب أبعادها (9×2.30م) سمك جوانبها (80سم) مشيدة بالأحجار والقضاض، وتصل في نهايتها الغربية بحوض ماء صغير عن طريق ساقية مشيدة بالحجارة، وبالقرب من البركة المذكورة هناك بركة أخرى أبعادها(7.25×4,10م)، وبين دور القرية بئر طليت جدرانها الداخلية بالقضاض، وعند فوهته حجرة من المرمر (البلق) ذو لون وردي، ومن الشواهد الأثرية التي لوحظت في جدران المباني الحديثة قطعة من الحجر الحبشي عليها نقش بارز من أربعة حروف بالخط المسند، وقطعة أخرى في مدخل أحد البيوت وقطع أثرية لدى بعض الأهالي عليها كتابات بالمسند وأخرى عليها سنبلة ومباخر حجرية، وهناك أعمدة إسطوانية من حجر الحبش والأحجار الرملية قطرها (20سم)، وأعمدة أخرى مثمنة الأضلاع طول الضلع (10سم) استخدمت في بناء مسجد للقرية، ومن خلال اللقى الأثرية على سطح الموقع مثل الفخاريات وشقافات من أحجار المرمر يمكن من خلالها إرجاع تاريخ حمة ذئاب إلى الفترة السبئية أو بداية الدولة الحميرية.
• جبـل إسبيل: جبل إسبيل–بكسر الهمزة وسكون السين المهملة ثم باء موحدة مكسورة وياء مثناة تحتية وآخره لام–، وهو جبل عالٍ منيف شاهق واسع الأطراف يرى من بعد وكأنه الهلال في إبداره أو معصم الحوار في استوائه، يبعد عن مدينة ذمار شرقاً بمسافة ثلاث فراسخ تقريباً، يقع إلى الشرق من جبل اللسي بمسافة (10كم)، يرتفع عن مستوى سطح البحر حوالي (3200متر) وفيه العديد من القرى والآثار التاريخية؛ وهي بقايا أسوار وأبراج وكتابات بخط المسند على بعض الأحجار، وفي الجبل حمام بخاري يتردد عليه المواطنون خلال فصول السنة، ويحتوي على سبع غرف صغيرة للاستحمام، ومن قبائل إسبيل المقادشة، وهم بنو علي وبنو عز الدين وبنو الحاج ومنهم الشاعرة المشهورة غزالة المقدشية من أعلام (أواخر المائة الثالثة عشرة وبداية المائة الرابعة عشرة للهجرة)، ويشير القاضي “الحجري” في “معجمه مجموع بلدان اليمن وقبائلها” إلى جبل إسبيل بأنه من الجبال المرتفعة لأنه قائم على أرض من جبال السراة ويرتفع عن مستوى سطح البحر حوالي (8000قدم)، ويذكر “ياقوت الحموي” في “معجمه البلدان اليمانية” إسبيل بأنه حصن يقول الشاعر:
بإسبيل كان بها برهة
من الدهر ما نبحته الكلاب
كما يقول الشاعر:
إلى أن بدا لي حصن إسبيل طالعاً
وإسبيل حصن لم تنله الأصابع
من المراجع التي رجعنا إليها في إعدادنا لهذا المقال: (الموسوعة اليمنية)، (الموسوعة السكانية/ للدكتور محمد علي عثمان المخلافي)، (نتائج المسح السياحي)، (نتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشأت للعام 2004م)، (معالم الآثار اليمنية/ للقاضي المرحوم حسين السياغي)، (مجموع بلدان اليمن وقبائلها/ للمرحوم القاضي محمد أحمد الحجري)، (معجم البلدان والقبائل اليمنية/للباحث الكبير الأستاذ/ إبراهيم بن أحمد المقحفي/ طبعة2011م)، (اليمن الكبرى/ حسين بن علي الويسي/ الطبعة الثانية 1991م)، (الأعلام قاموس تراجم/ خير الدين الزركلي/ الطبعة السادسة عشرة/ دار العلم للملايين – لبنان)،(إتحاف الأحباب بدمية القصر الناعتة لمحاسن بعض أهل العصر/ تأليف العلامة أحمد بن محمد قاطن الحبابي المقحفي/ تقديم وتحقيق عبدالرحمن عبدالقادر المعلمي/ الطبعة الأولى مكتبة الإرشاد)، (وادي الدور/ ديوان شعر القاضي علي العنسي/ تحقيق يحيى بن منصور بن نصر/ من مطبوعات وزارة الثقافة، صنعاء عاصمة الثقافة العربية 2004م)، خريطة المديرية المرفقة من إعداد م.أحمد غالب عبدالكريم المصباحي…
*الثورة نت