هل باختتام الذكرى السنوية للشهيد نغلق ملف الإهتمام بأسر الشهداء؟!.
بقلم//عدنان علي الكبسي
فعاليات وندوات وأمسيات أُقيمت في ربوع اليمن المتحررة بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد، صور الشهداء تعلقت في الشوارع والطرقات، زيارات شعبية ورسمية لمعارض صور الشهداء، ولروضات الشهداء، نزول ميداني كبير لزيارة أسر الشهداء، الجميع مُقر بالإهتمام الكبير بأسر الشهداء ورعايتهم وتفقدهم، والجميع يعي مسؤوليته أمام أسر الشهداء في كل مناسبة.
ولكن هل باختتام الذكرى السنوية للشهيد نغلق ملف الإهتمام بأسر الشهداء؟!، هل نتفقد أسر الشهداء فقط في كل مناسبة للذكرى السنوية للشهيد؟!، هل فقط إسبوع واحد في العام نهتم بأسر الشهداء ونتفقدهم؟!، هل تم تشكيل لجان لزيارة أسر الشهداء فقط وقت المناسبة؟!.
في الحقيقة زيارة أسر الشهداء ليست في مناسبة ذكرى الشهيد للتوثيق والإعلام، وليس تكريم أسر الشهداء لحظي ووقتي، وليس الإهتمام بأسر الشهداء للتقارير، ولكن يجب الإستمرار في الإهتمام بأسر الشهداء ورعايتهم وتفقد أحوالهم في كل لحظة.
الذكرى السنوية للشهيد محطة البداية للإلتفاتة الصادقة إلى أسر الشهداء، الوقوف بجانبهم لتذليل الصعاب لهم، حلحلة مشاكلهم وقضاياهم، رعاية أبناء الشهداء مادياً ومعنوياً، تفقد أحوالهم وأوضاعهم، متابعة شؤونهم في كل الجوانب، أن نكون لهم كان الشهداء لهم.
تكريم أسر الشهداء في الجلوس معهم، وزيارتهم في القرب منهم، فالبعض منا في المناسبة تكريم وزيارات واهتمام كبير بأسر الشهداء، وما أن تنتهي مناسبة الذكرى السنوية للشهيد إلا وينسى أسر الشهداء، ينسى تضحيات الشهداء، ينسى الوفاء لدماء الشهداء، ينسى ما تحتاجه أسر الشهداء.
أسر الشهداء ليست بحاجة إلى زيارة سنوية، هي بحاجة أن تبقى قريب منها، تلتقي بك متى أرادت لتلقي إليك ما تريد، أسر الشهداء ليست بحاجة إلى تكريم المكاتب التي ينتمي شهداؤها إليها هي بحاجة إلى أن تبقى المكاتب هذه مفتوحة أمامها في كل وقت، ليست بحاجة إلى توثيق الزيارات هي بحاجة إلى أن تتوثق الإهتمام بها في كل حين.
فعلى الجانب الرسمي والشعبي جميعاً أن لا يغلق ملف الإهتمام بأسر الشهداء، بل يفتح الجميع قلوبهم ومشاعرهم لأسر الشهداء، أن يقدم كل واحد منا ما استطاع لأسر الشهداء، أن يبذل قصارى جهده في خدمة الأسر المضحية، أن يقدم كل واحد من الجانب الرسمي والشعبي حتى ولو الكلمة الطيبة لمن لم يجد إلا الكلمة الطيبة، إن استطعت أن تقدم شيء لها فلا تبخل أكرمها يكرمك الله، عينها في موقفها، قدم لها خدمة تنفعها وإن عجزت أن تقدم لأسر الشهداء شيئاً فالكلمة الطيبة ونختم القول بما قاله السيد المولى عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله-: (إخوتي الأعزاء: رجائي وأملي فيكم كمؤمنين واعين متفهمين، أن يكون لديكم في هذه الذكرى اهتمام كبير بأُسر الشهداء، بأبناء الشهداء، براعم الإيمان، أولئك الأشبال الأعزاء أكرموهم، أكرموهم يكرمكم الله، احترموهم، أعزوهم، قدّروهم، أحسنوا إليهم، إنَّ الله يحب المحسنين، هم أمانة في أعناقنا جميعاً، لا ينتظر الإنسان أنه فقط مؤسسة الشهداء تهتم بهذا، كل واحد يحرص على أن يُقدم شيء، ولو الكلمة الطيبة لمن لا يملك إلَّا الكلمة الطيبة، الإحسان بأي مستوى يقدر الإنسان عليه).