الخبر وما وراء الخبر

ثقافة الجهاد والاستشهاد

25

بقلم// خديجة النعمي

واليمن يمر بوضع حرج وعدوان وحصار أميركي ألّب العالم في صفه وحاول جاهداً أن يلتهم هذا الشعب وثورته التي قامت لتجتث العملاء المرتزقة المرتهنين للخارج حاولوا جاهدين فصله عن قيم هذا الدين وأخلاقه الراسخة، أتت ثقافة الجهاد والاستشهاد لتعيد البوصلة لمسارها الصحيح والتي كُللت بفتح ونصرٍ عظيم بعد جهاد وثبات صادق وبذل خالص كُلل بالشهادة في سبيل الله المبتغى والمطلب لكل مجاهد صامد في ميدان جهاده.

وشاهدنا الحكايا الخالدة والقصص العظيمة مع كل شهيد ارتقى في سبيل الله ومازلنا نشاهد، وما أوصل اليمن لمواجة العالم والوقوف بكل ثبات في وجهه، وأربك حسابات الأعداء وجعلهم يُعيدون النظر في كل ما يقومون به من عدوان وحصار أميركي على هذا الوطن هو ثقافة الجهاد والاستشهاد، التي يملكها المجاهد اليمني ولا يملكها عدوه، فمن لايملك ثقافة الجهاد سينتهي به المطاف خاسراً لامحالة، بل وستكون خسارته خسارة مضاعفة؛ فقد خسر عيشه الكريم وداسه المحتل ودمر أرضه، وانتهك عرضه وفي نهايةِ المطاف وصل إليه وأزهق روحه بكل دمٍ بارد، ولو امتلك ثقافة الجهاد وقام بقتالهم لكان قتاله مثمراً ولكان ثمرة ذلك نصرٌ أو شهادة عظيمة في سبيل الله دفاعاً عن دينه وعرضه، ولما تعرضوا للقتل كالخِراف وبكل أشكال وأنواع الوحشية.

لكن هنا في اليمن الذي بُني على ثقافة الجهاد والاستشهاد، وتحرك بذلك في كافة الأصعدة، وجعل من ذلك سلماً للنصر أو معراجاً للشهادة، وهذا ما سمعناه يتردد على ألسنِ الكثير من الشهداء سلام الله عليهم تضحيات فاقت الخيال، ودماء طهرت الأرض وحمتِ العرض، وبنتِ الانسان الذي يستحق أن يُقال عنه إنسان بالفعل، بنت أمة لاتخاف في الله لومة لائم، بنت أمة تتحلى بالوعي والتحرك على أساس من ذلك، علمتنا دماء الشهداء كيف نقتل فننتصر، علمتنا ثقافة الجهاد والاستشهاد أن الخسارة الحقيقة هي انتظار الغازي كي يدمر الأرض وينتهك العرض ونحن نشاهد فقط،لم يكن ذلك وارداً في قاموس اليمني المجاهد بل إنه انطلق في سبيل الله مجاهداً شاهراً سيفه في وجه كل محتل وغازٍ للأرض فصنعت هذه الثقافة رجالاً لايخافون في الله لومة لائم، بل جعلت منهم يتسابقون للميدان رغبة في اللقاء، وصنع معجزات النصر الخالد، ومسار شهادة عظيمة جلبت الأنظار وعلّمتِ الأجيال الدروس التي لاتُنسى، فسلام الله على كل شهيد عظيم خلد نفسه في سموات المجد الخالد، وسنبقى دائماً على أمل اللقاء، وسلام على ثقافة أحيت أمة عظيمة لايُشق لها غبار.