الخبر وما وراء الخبر

القدس وفلسطين في الأدب العالمي .. الحلقة السادسة والأخيرة.. إعداد حسن المرتضى

98

المحور الرابع: فلسطين في الأدب العالمي الناطق بغير العربية:

وسيتم تناوله في الأدبين الإيراني والتركي أصالة ثم بقية الآداب العالمية

موقف شعراء الثورة الإسلامية الإيرانية من القضية الفلسطينية

شغلت قضية فلسطين، والقدس خاصة الشعراء العرب منذ زمن، وازداد انشغالهم بهما بعد نكبة عام 1948 م، ولم تكن تلك القضية بمنأى عن اهتمام الشعراء الإيرانيين بعد انتصار ثورتهم في عام 1979 م، وعلى رأسهم قائد الثورة الإسلامية الإمام الراحل آية الله الخميني، حيث جعل آخر يوم جمعة من شهر رمضان يوماً للقدس لتذكير العالم أجمع بما يتعرض له أبناء فلسطين من ظلم، وقهر، وقسوة، وحرمان.

موقف رجال الثورة من القضية الفلسطينية: من البديهي أن ينسحب هذا الأمر على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولاسيما أنها الدولة التي قامت بعد ثورة اتخذت من الإسلام شعاراً، وعنواناً لها، فهي الثورة الإسلامية، وهي الجمهورية الإسلامية التي وضعت ضمن مبادئها الأصولية مساندة المسلمين المستضعفين في جميع أنحاء العالم باعتبارها واجباً دينياً

وبعد رحيل الإمام ظلَّ السيد علي الخامِنئي قائد الثورة، ومرشدها يسير على خُطَا معلمه مؤكداً دعمه للقضية الفلسطينية، وللمقاومة الفلسطينية، فيقول: “إننا لا نقبل المساومة في القضية الفلسطينية/ وقد أكدنا دوماً أن فلسطين ملكٌ للفلسطينيين”.

فيقول السيد الخامئني.. إن على المثقفين، والكتاب، والفنانين، والمتصدين للإعلام في العالم الإسلامي الشعور بالتكليف إزاء القضية الفلسطينية/ وتوعية الرأي العام العالمي بالظلم منقطع النظير الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني اليوم، والاهتمام بجميع الأبعاد، والأساليب الفنية لهذا الغرض.

موقف الشعراء من قضية فلسطين، وردود أفعال المجتمع الدولي

#ملاحظة النصوص مترجمة للعربية وتجنبا للإطالة لم أورد النصوص باللعة الفارسية

تناول الشاعر كاظم كامران شرفشاهي القضية الفلسطينية/ حيث يقول ما معناه:

يا قبلتي الأولى لا يستطيع أحدٌ أن يفصلك عنّي/ لا أحد /وأنا ما زلتُ حتى الآن آملُ في الوعودِ الإلهية / ولن أقبلَ أيّة قصاصة ورق باسم ” الوثيقة ” /مُحطّمٌ منَ العذاب / وما أكثرَ الآلام التي بقيت مكبوتة وكأنما الرياح المثيرة للغبار لا تسمح بالتفتح/فمنذ أمد بعيد لا يصل الحق إلى صاحبه

ويقول أيضا: ما زال العالم حتى الآن لم يتعلّم لغتَكِ / وما زلتِ حتى الآن لم تتعلّمي

ألا تُلدغي من جحرٍ واحدٍ مرتين / ولا تثقي في كلبٍ يُعلِّقُ في أنيابه غصنَ زيتون

ولا في عَبَدَةِ العجلِ الذين ضايقوا حتى موسى نفسه /ويصلبون مسيحاً كل يوم في أرض الميعاد على نجمة داود

وما حدث لم يكن ليحدث لو لم تتعلقي بمؤتمرات تقتل الحق/ والوقت معاً.

فلم يغض النظر الشاعر بهزاد بيگلي عن الإحساس بآلام الجوع/ فيقول معبراً عن ذلك بما معناه:

التراب مقابل الطعام / الجرّافة مقابل الحجارة / ” جنين ” مقابل الصمت

على فكرة لم تقل: في أية صحراء تنبت منظمة حقوق الإنسان؟

ويتفق الشاعر كاظم كامران شرفشاهي مع الشاعر بهزاد بيگلي في الهجوم على العالم الذي يتغافل عن المظالم التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني/ وغيره من الشعوب المستضعفة / حيث يقول ما معناه:

إنني أنشد من أجل السماء التي لم تعد زرقاء / من أجل أرض أصبحت حمراء

مع أنه لا توجد هناك أذن للإصغاء /فهذا القرن هو قرن العجائب!

قرن القرارات الجوفاء / قرن وثائق الوعود الهشّة / قرن الميداليات الفخرية الملوثة /قرن منح جوائز السلام للمزورين

قرن تحالف النسر والضبع / قرن منظمات الأمم القوية / قرن القرود المقلدة / قرن الحشرات الصغيرة المتعاظمة

قرن النظارات المعتمة / قرن الصرب والرصاص والبارود / قرن كل شيء إلا الخير

ويقول الشاعر محمد رضا سهرابي نژاد ما معناه: حجرة درسه ميدان حرب / نشيده الكره من الاستسلام/ والعار

وقلم طفل القدس المشرد / البندقية/ البندقية/ البندقية.

يقول الشاعر بهزاد بيگلي في قصيدته لا أقسم بهذا البلد: حين تَرفعُ الحجر / تغلب العالمَ كلَّه/ عندما رفعت ملايين الطيور على غصون قلبك نشيد الحرية

ويقول الشاعر في قصيدته “الانتفاضة” ما معناه: أنتِ ذاك الأسدُ المكبلُ بالسلاسل / وأنتِ سهم في عيون الأعداء

أنتِ بثورة حجارتكِ هذه لن تموتي/ لن تموتي/ يا فلسطين

يقول الشاعر إسرافيلي في قصيدته ” فلسطين الجريحة:

يا فلسطين الجريحة أخبري كم خطوة قد بقيت حتى نهاية الليل/ وحتى السحر؟

في ميدان الدماء/ والبارود/ والجراح قولي كم روحاً قد بقيت دون درع؟

يقول الشاعر سهرابي في قصيدته ” الانتفاضة: تهتز الأرض من ألحان قدمك/ تعطي رسالتك حياة جديدة

فلسطين أنتِ حية بالانتفاضة / العالم مضطرب خشية انتفاضتك

يقول الشاعر بهزاد بيگلي في قصيدته من رماد الحرية:

اليوم كان قد جاء العدو مع فيلق من المدفعية والدبابة والبندقية

ليعتقل طائراً/ عقاباً على رمي الحجر/ كان قد جاء العدو ليرى هل بقيت راية في زاوية البيت أم لا؟

هل يوجد غصن زيتون يثمر؟ ويحيي عدّة عوائل لبضعة أيام؟

اليوم/ حينما جاء العدو حرقت أختي نفسها حتى تبقى الغيرة الميتة لأولي الأمر في المنام دائماً

وغداً ستقوم طيور أبابيل الحرية من رمادنا الأطفال الرضع الذين يحمل تراب الوطن طراوة انتظارهم دائماً

ويقول في قصيدته الحزن المكتوم:

هنا تنجب النساء أولادهن من الحجارة/ لا يشم من هذا الباب غير الصمود/ ليس على الجدران غير الألم/ والدم/ والشقاوة إلا عار تاريخ من الغضب/ والخداع/ والوقاحة / ليس الزيتون/ والنخيل/ والشقائق سوى كذب/ وخداع

عليك ألا تجد في هذه الصحراء المدمَّرة غير التأوه

يقول الشاعر إسرافيلي : أيتها الجبال العالية / اخفضي رأسَك كي أشاهد القدس وأرى دم الشقاقي يهتز ويجري باتجاه ” الطف ”

وكذلك نعوش الشهداء الذين يصلي عليهم القمر وهو يبكي/ ويتألم…

ويقول الشاعر محمد رضا سهرابي نژاد/ فيقول ما معناه:

في السجن تحت تعذيب الجلاد / يُطلِق الأسرى من صدورهم صيحةً:

لو بقي منا واحد فقط فسوف يحرِّر فلسطين

قال الشاعر بهمن صالحي عن الانتفاضة الفلسطينية: اقذف على صدر العدو/ فاليوم يوم رجم الشيطان

حتى وإن كان ما بيدك هو آخر أحجار الصحراء/ اقذف غاضباً بكل ما بقي في ذراعك من قوة

وإن يكن الحجر في حرب غير متكافئة كهذه مثل اللكمة في السندان اقذفه من هذا الجانب لحدود الرياح/ يا من كلكَ كراهية وصراخ /وإن يكن الرد على صرختك رصاصة من الجهة الأخرى للميدان /فهذه الأحجار الصّمّاءـ ولكنها مليئة بالكراهية/ والحقد/ والغل ـ هي زهرات ألفاظ شعر التمرّد في دفتر تاريخ الحرية.

“صورة القدس في الآداب العالمية” في ندوة بالثقافة

يقول محمد خضير عن ندوات عن فلسطين في الآداب العالمية

تحدثت الدكتورة رانيا فتحي عن “فلسطين في الأدب الفرنسي المعاصر”/ وأكدت أن فلسطين في الأدب الفرنسي تشكل اتجاها قويا للأدب الفلسطيني والعربي بصفة عامة/ وفرضت القضية الفلسطينية وجودها على الساحة الأدبية في فرنسا.

وأضافت أن عددًا من نصوص أدب الرحلة نقلت قضية الأراضي الفلسطينية/ مثل سلام فلسطين/ رحلة إلى أرض الإنسانية/ وعناوين أخرى كثيرة لا يتسع المجال لذكرها/ ثم تحدثت عن رواية/ أسير عاشق التي كتبها جان جينيه/ وهي تنتمى إلى أدب الشهادة/ هي ما يمكن أن يضيفه الأدب للقضية الفلسطينية/ وقد قام كاظم جهاد بترجمتها إلى العربية.

وعن “القدس في أدب الرحلات الإنجليزي والأمريكي قبل النكبة “قالت الدكتورة فاتن مرسى/ يرتبط عام 1917 في الذاكرة الجمعية العربية بحدثين جللين/ هما إعلان بلفوز في الثاني من نوفمبر والمعروف بوعد اليهود بإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين.

وتحدثت دكتورة نادية جمال الدين في الأدب الإسباني/ وقالت نعلم جميعًا أهمية القدس التاريخية التي تعتبر أكبر مدن فلسطين المحتلة من حيث المساحة وعدد السكان/ ورمزًا مقدسًا للديانات الثلاث الإسلامية والمسيحية واليهودية.

وذكرت الدكتورة سهيمة سليم عن القدس “الأرض والرمز في الأدب الإيطالي”/ رواية ماتيلندا سراو/ التي تصف رحلتها للقدس خريف ١٩٩٣/ وتصطحب الكاتبة القارئ ليكتشف معها روح تلك الأرض المقدسة/ حيث تصف أسوار المدينة وروحها وتاريخها.

وشارك أيضًا في الندوة عدد من المختصين في اللغات الأجنبية المختلفة من بينهم دكتورة إيمان إسماعيل وتحدثت عن صورة القدس في النثر التشيكي/ والدكتور محمد نصر الجبالي وتحدث عن تطور صورة مدينة القدس في الأدب الروسي من القرن العاشر وحتى مطلع القرن العشرين/ والدكتورة منى حامد تحدثت عن صورة القدس في الشعر الفارسي المعاصر

####

كتاب في الشعر التركي

يحتوي على ترجمة حية ومشاعر كتبها شعراء أتراك معاصرون كتبت بوحى من الانتفاضة الفلسطينية الثانية أو انتفاضة “الأقصى” ويهدف الكتاب إلى إطلاع القارئ العربي على ألوان الأدب التركي المعاصر/ والموقف التركي الشعبي من القضية الفلسطينية بشكل عام ..

أما الفن فكان الأدب الذي تلقوه عن الفرس/ أما فيما يتعلق بالأدب فمن المعلوم أن الترك تأثروا بالتراث الإسلامي في شتى مظاهره/ وعارضوا الأدب الفارسي المتأثر بالأدب العربي/ فكان هذا تراثاً لهم حملوه معهم من وسط آسيا إلى الأناضول. وكانت الفارسية هي اللغة الرسمية للسلاجقة.

وحقيق بالذكر أن تأثر الترك في الاناضول بشعر الفرس أدى ضمناً إلى تأثرهم بالتصوف؛ لأن الشعر الفارسي في عصور ازدهاره تأثر بالتصوف / أما في العصر الحديث فالترك أخذوا عن الأدب الأوروبي وانصرفوا عن التأثر بالأدب التركي الذي كان متأثراً بالتصوف الإسلامي بل إن بعضهم انصرف تماماً عن الأدب العثماني الفارسي في أصوله وفروعه واتجهوا إلى الأدب الفرنسي.

ولكن هنا ملحظ لابد منه وهو أن بعض شعراء العصر الحديث كانت لهم نزعة إسلامية

القدس في الشعر التركي المعاصر

معلوم أن تيار التغريب عصف عصفاً بتركيا المعاصرة منذ عهد اتاتورك على الأخص وكانت الدولة علمانية رسمياً. غير ان ذلك لم يمنع من وجود تيار إسلامي سيطر على كثير من الشعراء والشواعر فتأثر بها سزائي قراقوج خاصة مؤلفات النورسي كانت غايتها معارضة العلمانية بل استئصال شأفتها والدعوة إلى الإسلام وأحكامه وتعاليمه.

سزائي قراقوج يقول عن القدس وعن سيطرة الأتراك عليها وعلى مكة:

أقمنا بها قدسنا من زمن بمصر وفي مكة من سكن

ومن هذه المنظومة قوله:

ومن صخرة القدس قام البطل … على ساحة الحرب ها قد أطل

وكان السلاح سلاح الحجر لهذا الشهيد وها فانتصر

فيقول أيضا: إنها القدس وأرض الأنبياء وإليها كم نبي كان جاء

جاء عيسى وهو يمشي في ضياء… جاء موسى في سمو وسناء

ولإبراهيم من نار وقاء وسليمان عظيم الكبرياء

إنما الأقصى به ظل أفاء ولداود به كان احتماء

ان للقدس فراشا أخضرا كبساط وهو فتان الرواء

والشاعر رمضان آلتين طاسي قوله في القدس:

هيا القدس بقلبي في السويداء… دماء إنها تجري لإحيائي

وثمة شاعر تركي آخر ((عمر لطفي)) من المعاصرين يقول:

جوانح أحرقت عشقا دموع أرسلت دفقا / وعصر الظلم يحويها تزلزل مسجد فرقا

وهذا شاعر آخر هو ((طوران قوج)):

والله لي وطن .. ومن حيفا لي القمر / أنا أمضي وبي ظمأ .. ومن ظمئي سأندثر

ويهطل فيك يا قدس .. على ويرقأ المطر

ونعود إلى سزائي قراقوج الذي يقول:

لأحمل لقدسي بعيراً أريد .. وأمضي بها للبعيد

الشاعر ((محسن إلياس صوباشي)) يقول على لسان طفل فلسطيني يتيم في قصيدة تحت عنوان: ((أغنية طفل يتيم في حرب التحرير)):

روضة القدس بها ورداً قطفت .. وبأرض إنني ها قد غرست / وإلى قابيل لكني أعود.. ناب مصاص الدما إني خلعت

بحسامي رأسه حطمته… ودماء الشهداء كم جمعت / قطرة من بعد أخرى جمعت.. وعلى هام اعادي نثرت

بالدماء رايتي إني خضبتها… رايتي الحمراء ها إني رفعت

سزائي قراقوج:

غوثاء يا مدد الرسول / انظر إلى بلد الرسول، القدس لتنظر لها… بغداد يشملها القبول

باب السعادة مثلها… أفليس تحي بالشمول/ إن الشهيد مجاهداً/ وكأنه في السلسبيل

ابعث ولياً للهدى… لنراه من يهدي السبيل

الملاحظ في الأدب التركي أنه لا يدعو لقتال اليهود ولا المقاومة والصمود مجرد تغني بها دون شحذ الهمم ودعم الصامدين فيها بعكس شعراء الثورة الاسلامية في إيران

ونقلت النصوص حسب ما تم ترجمتها من صاحب الكتاب

####

قصيدة يتيمة في الشعر الإنجليزي تدين الاستعمار

كتب إدوارد سعيد مرة أنه لم يجد أي اعتراض على الاستعمار والإمبريالية في الأدب الإنجليزي.

وهو تشخيص دقيق، لا يصح فقط على هذا الأدب، وإنما على الأدب الغربي عموما في البلدان التي عرفت ظاهرة الكولونيالية/ إذا استثنينا فرنسا إلى حد ما. وبالطبع تحتاج هذه الظاهرة الغريبة/ التي تكاد تكون شاذة في التاريخ الأدبي/ إلى أبحاث مستقلة لتفسير أسبابها وفهمها في السياق التاريخي الاجتماعي والثقافي لهذه البلدان، وهي أبحاث لا تزال تفتقر إليها مدرسة ما بعد الكولونيالية، وأكثر ما عالجها هم كتاب غير غربيين كفرانس فانون المارتينيكي، والفلسطيني إدوارد سعيد.

يذكرنا بهذه الحقيقة/ اكتشاف قصيدة للشاعر بيرسي شيلي كتبها منذ 200 سنة، حين كان في الثامنة عشرة من عمره، وهي على النقيض من كل الشعر الإنجليزي فيما يتعلق بالموقف من ظاهرة الاستعمار، إلى الحد الذي دعا شاعرًا مثل مايكل روسن إلى القول مخاطبا إدوارد سعيد بما معناه: أخيرًا، نستطيع أن نقول عندنا الشعر الذي تبحث عنه. ولكن ما لم يقله روسن إنها للأسف قصيدة يتيمة في الشعر الإنجليزي.

في هذه القصيدة/ يدين شيلي بكل وضوح استعمار بلاده للهند، والألم الذي يسببه للشعب الهندي:

الهندي الضعيف على سهول بلاده، يتلوى من آلام لا تعد، على يد قوة عظمى

وهذا ليس غريبا على صاحب قصيدة «ثورة الإسلام»، وأول المناصرين للثورة الفرنسية، التلميذ الذي طردته جامعة أكسفورد لآرائه الجريئة في الكنيسة ورجال الدين/ والنظام السياسي في بلده.

هل كان شعر شيلي استثناء يثبت القاعدة؟

يبدو الأمر كذلك. استثناء عمره 200 سنة

فمن يدين استعمار بلاده للهند فهو سيدين لو عاش وعد بلفور لليهود بفلسطين وهي أرض لا تملكها بريطانيا ولا اليهود